الخميس, 21 نوفمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ إسبوع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

سوريا و سيناريو العراق

آراء وأقوال - محمد الدميري* | Fri, Mar 24, 2017 10:50 PM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

بعد الإعلان عن سقوط حلب بالكامل تحت سيطرة القوات الروسية و الميلشيات الإيرانية ،  أصبح الوضع في سوريا محسوم بنسبة مائة في المائة الي روسيا و ايران ، حيث أشارت كل تقارير الاخبار العالمية ان ما يقارب من 45% من الاراضي السورية تحت سيطرة روسيا و ميليشيات إيران و حزب الله ، فيما ان باقي الاراضي السورية والتي تمثل بعض المدن  فأغلبها خاضع لتنظيم الدولة ” داعش “ كالرقة و دير الزور و تدمر ، اما باقي المدن الصغيرة و القري  فهي تحت سيطرة قوات المعارضة بقيادة الجيش السوري الحر الذي يشهد اكبر مرحلة ضعف و تفكك في داخله من كثرة عدد الشهداء و قلة الجند و العتاد ، و بالأخص بعد فقدانه لأخر و أهم قلاعه وهي حلب .

بمعني اخر نستطيع القول ان المعركة في سوريا خلال الفترة القادمة ، ستقتصر فقط بين داعش و التحالف الروسي الايراني ، مع خروج شبه كامل لقوات المعارضة السورية من المشهد .

إيران و عبقرية الميليشيات

بعد كل هذا التقارب الروسي الإيراني ، لا يعتقد عاقل ان روسيا ستتردد ولو للحظة من إعطاء ايران بعض الصلاحيات في الشأن الداخلي السوري كتدفق بشكل أوسع و اكبر ( للشيعة ) داخل سوريا ، خاصة ان روسيا تحمل دافع انتقامي من المسلمين (السنة)  بعد الخسائر الفادحة التي وقعت لها في حروب أفغانستان و الشيشان .

إيران التي تمارس عبقرية فذة في التوغل داخل الوطن العربي ؛ أملاً في تكوين حلم امبراطورية المذهب الشيعي و التي نجحت حتي الان في ضم جنوب لبنان و العراق و سوريا و اخيراً توغلها في اليمن بدعم عسكري كامل للحوثيين .

من الجدير بالذكر أن إيران من أنجح دول العالم في تكوين الميليشيات المسلحة فعلي سبيل المثال حزب الله في لبنان و توغله الصريح في سوريا ، و الحوثيين و انقلابهم المسلح في اليمن ، و ميليشيات تقود العراق تحت مسمي ( الحرس الثوري العراقي ) ، بالاضافة الي ميليشيات متقطعة في سوريا كامل ولائها لإيران .

سيناريو العراق

الوضع في سوريا يكاد نسخة شبه الأصل من الغزو الامريكي للعراق عام 2003، فقط تبدلت أمريكا بروسيا و جورج بوش ببوتين و العراق بسوريا .

فقبل غزو العراق ، كانت الاغلبية (للسنة) في العراق  بينما كانت الاقلية من شعب العراق ينتمي للمذهب الشيعي . ولكن تبدلت الاحوال رأساً علي عقب بعد الغزو ، فبعد مغادرة القوات الامريكية العراق في 18 ديسمبر 2011 اصبحت الاغلبية للشيعة في كل المناصب و بالأخص في الجيش و الشرطة و المخابرات ، الي ان تخطت نسبة الشيعة في الجيش العراقي الي 80% بجانب حصولهم علي اغلب الوزارات و الدوائر الحكومية اي بمعني اخر  ” امريكا سلمت جميع مقاليد الحكم في العراق للشيعة قبل مغادرة اخر جندي امريكي ” .

أعتقد ان روسيا ستفعل نفس الأمر في سوريا و ستسير علي نفس نهج امريكا اثناء احتلالها للعراق ، فلن تترك سوريا سوي بعد تسليم كافة مقاليد الحكم للشيعة بزعامة ايران و التي بمثابة الدولة الأم للمذهب الشيعي في العالم .

شام علي المذهب الشيعي

بلاد الشام تتكون من  ( سوريا  – الأردن –  لبنان – فلسطين ) بالإضافة الي بعض المناطق الحدودية مع العراق و السعودية و تركيا .

 فالسؤال الحقيقي الذي يطرح نفسه هنا ، بعد كل هذا التمدد الشيعي  الإيراني في سوريا و لبنان  وبعد  قدرة اسرائيل في تثبيت حكمها و خلق معادلة جديدة  في فلسطين ، هل نستطيع الان ان نطلق علي الشام وصف ( شام علي المذهب الشيعي ) ؟

واهم من يعتقد ان التمدد الإيراني في المنطقة العربية سيتوقف عند دولة معينة او عند مدينة معينة ! ، إيران لديها هدف و حلم مماثل بالضبط لحلم اسرائيل في المنطقة ، و ستبذل كل ما في وسعها لتحقيقه ، بينما نحن العرب غارقين في خلافاتنا السياسية و الثقافية .

 فمن السهل جدا ان تجد في الوطن العربي شخص يسب ويلعن احدهم و يلعن بلاده لمجرد هزيمة فريقه المفضل في كرة القدم أو ربما لأن احدهم سخر من مطربه المفضل !

نحن العرب بحاجة شديدة للإيمان بفكرة العرب اخوة وليس بمجرد القول أو الخروج بنغمة الضمير العربي ” ! ، في نظري يجب أن يُربي الطفل العربي أثناء طفولته علي فكرة  أن صديقه من تونس او السعودية او مصر او سوريا أو الصومال ، هو اخاه وليس مجرد صديق   

بيان إستنكاري

في الواقع نحن  العرب بارعون  الي أقصي درجة في إصدار بيانات إستنكارية ، و التي تصدر من وزارات الخارجية للدول العربية ، فعندما تري ردة فعل دول اوروبا  بعد التدخل الروسي في اوكرانيا في 27 فبراير 2014 و مجرد مقارنته بردة فعل جامعة الدول العربية اثناء سقوط حلب ، لا ابالغ  اذا قلت انه قد يدفعك للإنتحار 

بصفتي مواطن عربي قبل اي شئ ،  هل يجب  أن احزن و ابكي لأن سوريا اصبحت تحت سيطرة دول اجنبية بقيادة ايران و روسيا و في الجهة الاخري تنظيم داعش ،  ام يجب ان احزن لان سوريا اصبحت دولة تحمل المذهب (الشيعي) تابعة لإيران حالها كحال جنوب لبنان و اليمن او حالها كحال العراق جميع مقاليد الحكم بها يتولاها أشخاص و حكام ع المذهب الشيعي ولكن في النهاية   تحت مسمي سنة ! ، في الواقع انا اريد ان ابتعد عن كل هذه الضوضاء لأطرح سؤال برئ الي أقصي حد ” ماذا بعد سوريا يا عرب ؟

*كاتب و مدون مصري ، مهتم بالقضايا العربية و باحث في شئون الإسلام السياسي

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت