الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
ليس أهلك للعقول المعاصرة من مكنون الانحراف في النوايا ، أو مكنون سيطرة التصورات البالية لحقيقة المفردات التي يستعملها العقل والتي ربما ما نبتت إلا خلف أوهام الإختزال القيمي لقيمة المعرفة أو الوعي ومن ثم سقطت العقول أسرى في تيه ردود الأفعال خلف أهواء حاكمة أو أوهام حالمة بتوظيف التراث لنصرة رؤية مبتورة من الشمولية والوعي التاريخي الملازم لإدراك المسؤولية الموازية لطبيعة الأهداف أو حجم الأخطار، هل تستيقظ الأجيال المعاصرة من غفلتها أم ما زالت تعالج الداء بنفس العلة التي سببته ولله الأمر.
غارة غربان العقل العربي على المفاهيم الكلية لحقيقة الفهم والتصور لمفردات الشريعة ودلالة استعمالها في واقع الحياة غارة ربما يحمل أحد مراحلها أحد آحاد أبناء الأمة الإسلامية ظناً منه أنه يؤصل للتغيير فلا يجد نفسه إلا أنه درب من دروب التغريب للكليات الجامعة للأمة ومن ثم تسقط الأمة في تيه النظرة الأحادية المفارقة لأحد مفاهيم التنوع في الرؤية والتي هي أحد مراحل النزاع والتنازع والخلاف والتفرق ولذا فأوجب الواجبات هو تحرير مفردات الفهم والتصور لدى رواد الجماهير ومن ثم تستقيم الجماهير تباعاً.
ثلاثي الهلاك والإهلاك
العلمانية ، والباطنية ،والرافضة ، علاقتهم علاقة بين أصل وفرع أحدهم سبب للآخر ، والترتيب بحسب حالة كل بلد فالشيطان يبدأ من حيث انتهينا من عملية فساد ذات البين بين أبناء أهل السنة والجماعة .
فما إبراهيم عيسى الباطني العلماني الرافضي إلا أحد آثار تمدد العلمانية المصرية في واقع المجتمع المصري والعربي، وتعدد النماذج الشيطانية من إبراهيم عيسى والبحيري وسيد القمني وآخرين مرتبط ارتباط كلي وجزئي بوجود البيئة الحاضنة سواء للفكرة العلمانية أو الباطنية الحاقدة على تكوين رموز الفساد أو المحافظة على بيئة الهلاك والاهلاك للجميع سواء الأسباب أو الأعراض.
منهجية التعامل مع بيئة استقبال التمدد الرافضي أو العلماني ترتبط بأمور أهمها التوصيف الوسطي لحقيقة الواقع فلا إفراط في توصيف أو هوى في التوظيف ثم إدراك ما نملك من رجال بحاجة إلى مهام توازي الواقع أو إدراك منهج التربية لرجال على التوازي من المهام المطلوبة أي باختصار.
تربية رجل لكل مهمة، ومهمة لكل رجل ،فالأولى تسع القلة ،والثانية تسع الأمة ، ولله الأمر .
حظ النفس هو مكنون النفس البشرية الذي لا يعلمه إلا الله حين يكون الدافع للفكرة أو العمل رؤية النفس حال الرضا أو الغضب أو العطاء أو المنع أو الحركة أو السكون في مسيرة الحياة عامة أو العمل الإسلامي خاصة .
رواد النصرة لحظوظ النفس حتماً يسقطون أسرى في بحار الذاتية فدوما صيحات نفوسهم تنطق سراً أو جهراً من هنا نبدأ أو من هنا يكون العمل أو طريق التغيير والإصلاح وكأن الأمة مطالبة أن تجدد حياة التزامها بهذا الدين خلف رؤى أشخاص معاصرة أو أوهام متجددة في بحر الخضوع نحو مكنون القلوب المتدثرة بدثار الغربة عن كليات المفاهيم الجامعة للأمة والرؤية والعمل والولاء والإنتماء .
العجز عن استثارة العقل العام للجماهير المسلمة يمثل حجر الزاوية في تغريب الحق والدين بين أبناء الأمة ، ومن ثم تتغير مخرجات المناهج الدعوية وزاد ظاهر عجزها عن مفاهيم الاستفزاز لعقول الجيل المعاصر إلا قليلا من الشباب الذين تحاوزوا محنة العمل الإنتكاسة وبدأوا انتفاضة العودة بهذا الدين إلى قمة الريادة للفرد والجماعة المسلمة .
إن منهجية التعامل مع التاريخ هي مفتاح الفهم لحقيقة الواقع ومن ثم وضوح الرؤية في المستقبل بل وتغيير موضع الأقدام على خطى التدرج في الإقدام نحو منازل تحقيق الفارق المعرفي والقيمي في حياة الفرد والأسرة والأمة .