اكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان هدف زيارته الى قطر كان بناء بعض الجسور مع الجيران تيمّناً بسياستها مع كل البلدان المستعدّة لذلك، لافتا الى ضرورة العمل بين ايران ودول الخليج الفارسي بهدف إحلال السلام في البحرين واليمن وسوريا.
وقال ظريف في معرض رده على سؤال حول إحتمالات عمل عسكري على إيران، لا أعتقد ذلك صراحةً، إذ تواجه إيران التهديدات منذ قرابة الأربعة عقود، حيث أن البعض في المنطقة وخارج المنطقة قد استخدموا سبلاً مختلفة للضغط على إيران، على حد زعمه.
وحول الاتفاق النووي، قال ظريف أن ما دفع إدارة أوباما للتفاوض مع إيران هو أنها تيقّن، وذلك بعد فترة طويلة، أن استخدام سبل الإكراه والضغط على إيران لا يجدي الثمار المطلوبة بل يؤدي الى نتيجةٍ معاكسة تماماً، لهذا السبب أتت هذه الإدارة الى طاولة المفاوضات.
وحول تخلي ادارة ترامب عن الاتفاق النووي قال ظريف، شخصياً لا أعتبر أن الإتّفاق النووي كاتّفاق بين إيران والولايات المتّحدة الأميركية هو اتّفاق متعدّد الأطراف، لقى الدعم من جانب مجلس الأمن، وهو اتّفاق الجميع، ربّما باستثناء نتنياهو فحسب الى جانب بعض داعمي النظام الصهيوني في الولايات المتّحدة الأميركية، والآخرون كلّهم يعتقدون أنه أفضل ضمانة للأمن والسلام والإستقرار الإقليمي.
وفيما يخص الاتصال بين ايران وادارة ترامب قال ظريف، في إطار تطبيق الإتّفاق النووي توجد قنوات إتصال مفتوحة بين الزملاء، الأشخاص المسؤولون عن تطبيق الإتفاق النووي يتواصلون مع أقرانهم في الولايات المتّحدة الأميركية الى جانب النظراء الأوروبيين والروس والصينيين، وهذا ما نسمّيه بالهيئة المشتركة، وبالتالي عندما يجتمعون معاً يجتمعون على مستوى نوّاب وزراء خارجية أو نوّاب آخرين وبالتالي هذه القنوات تبقى مفتوحة ولواها لما كان تطبيق الإتّفاق بهذه الإنسيابية ولا بدّ إذاً من (تتليل) المشاكل، إلّا أن على المستوى السياسي بيني وبين وزير الخارجية الجديد لا من قنوات اتّصال مفتوحة لكن نتواصل، وأعتقد أن وزير الخارجية الجديد يقوم باعتماد سلوك مختلف ولم نقاربه بعد.
وفيما يتعلّق بعدم الغاء الاتفاق النووي من قبل امريكا، قال وزير الخارجية الايراني، هو بكل بساطة الخيار المنطقي الذي يجب اتّخاذه، نحن سنكون جاهزين لأي احتمال، في حال قرّروا تطبيق الإتّفاق بنيّة حسنة فذلك يكون الخيار الأمثل للجميع برأيي، وذلك هو الخيار الأمثل بالنسبة إليهم برأيي تصب في مصلحة الولايات المتّحدة الأميركية وبالطبع هو الخيار الأمثل بالنسبة إلينا، لكن لا يعني أن الخيارات الأخرى معدومة. لقد جرى النظر في كل الخيارات الأخرى على مستوى القمم السابقة، وأردنا أن نحرص على أن الإتّفاق عندما يفقد مغزاه تبقى لنا إمكانية العودة لتفعيل برنامجنا بطريقة مسرّعة، ذلك ليس الخيار الذي نبتغيه، ذلك ليس الخيار الذي نفضّل لكنّه مطروح.