استنكر نشطاء ظهور قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني المجرم الصفوي قاسم سليماني، مجددًا في منطقة الصقلاوية التي تقع على مشارف مدينة الفلوجة، أفادت حركة النجباء، إحدى فصائل الحشد الشيعي في العراق، بأن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني المجرم قاسم سليماني اجتمع مع قادة الفصائل لبحث تحرير الفلوجة من قبضة “تنظيم الدولة”.
وقد بثت صفحات مناصرة لمليشيات الحشد الشيعي في مواقع التواصل الاجتماعي صورًا تظهر لقاء بين المجرم الصفوي نوري المالكي وقائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني المجرم الصفوي قاسم سليماني على أطراف الفلوجة، وجاء بث الصور في إطار حرص الإعلام التابع لمليشيات الحشد الشيعي على إبراز الدور الإيراني المجوسي في الهجوم على الفلوجة، كما يأتي بعد يوم من بث مليشيا النجباء صورتين تظهران سليماني في غرفة لقيادة عمليات المليشيات بحضور عدد من قادتها بينهم المجرمان هادي العامري وأبو مهدي المهندس.
وفي سياق متصل، قال الجنرال الصفوي إيرج مسجدي مستشار سليماني إن الفلوجة ستحرر من سيطرة من أسماها “تيارات الإرهاب والتكفير”، وإن ما يجري الآن هو تطهير المدينة من “إرهاب تنظيم الدولة”، حسب تعبيره، وأضاف مسجدي في كلمة له بمدينة رودهن في محيط العاصمة الإيرانية طهران أن “تحرير الفلوجة من التكفيريين لن يبقي للإرهاب وجماعاته سوى مدينة الموصل، حيث يعمل تنظيم الدولة على التحضير للمعركة هناك عبر التغرير بشباب أهل السنة لجذبهم وإرسالهم إلى أرض المعركة”.
المجرم الإرهابي هادي العامري، وهو زعيم مليشيا “غدر” التي قادت فرق الموت في العراق وكانت تقتل أهل السنة على الاسم والهوية قال في حديث لمحطات عراقية إن “وجود سليماني تم بموافقة الحكومة العراقية وهو للمساعدة”، وأضاف العامري أن “اللواء قاسم سليماني في العراق بموافقة الحكومة لمساعدة الأجهزة الأمنية، فالإيرانيون لديهم خبرة كبيرة في محاربة الإرهاب، وإن السبب في الحساسية تجاه سليماني هو نجاحه”، وختم بالقول “خدمات إيران في العراق مدفوعة الثمن وليست مجانية، وهي وفق الإجراءات المتفق عليها بين الحكومتين الإيرانية والعراقية”.
استنكار عربي
نائب رئيس الجمهورية العراقي الأسبق، طارق الهاشمي، قال في تغريدة له على صفحته في “تويتر”، “عندما نرى متقاعدي جيش الخميني من حرب الثمانينات على أطراف الفلوجة اليوم، فإن واقع وجودهم يدلل أنهم قد حددوا المكان والزمان للانتقام من العراق”.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، ياسر الزعاترة، في تغريدة له إن “سليماني والقائد البري للحرس يصلان مشارف الفلوجة، هل أرسل تحيته لطيران أمريكا فوق رأسه؟! اسألوا خامنئي!!”.
الأمين العام لحزب الأمة الكويتي، الدكتور حاكم المطيري، قال مغردًا “السفارة الأمريكية وقواعدها العسكرية هي من يحكم العراق فعليًا منذ احتلاله وكل ما يقوم به قاسم سليماني وميليشياته هو بتنسيق كامل مع أمريكا!”.
وقال الداعية السعودي، الدكتور عوض القرني، في تغريدة له “الفلوجة تباد وتذبح، درة بلاد الرافدين وقلعة السنة ومعقل العروبة في العراق، تتعرض لإبادة جماعية صفوية بقيادة سليماني ضابط الحرس الثوري الإيراني”.
وتساءل المعارض السوري وعضو الائتلاف السوري المعارض، بسام جعارة، مغردًا “من يستطيع أن ينكر أن قاسم سليماني أصبح مفوضًا ساميًا للعراق وسوريا!!”.
مؤسس الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد، قال في تغريدة له “إرهابي الأمس لدى أمريكا حليف اليوم يقتل ويدمر ويرتكب المجازر في سوريا والعراق بحماية أميركية المجرم قاسم سليماني”.
معركة طائفية
وتعتبر معركة الفلوجة هي معركة طائفية بحتة، وهذا ما يفسر قرار العبادي الأخير في شن هجوم على تنظيم الدولة بعد شهور من التردد، وبعد أن تعرضت حكومته لضغوطٍ مكثفةٍ من المحتجين الشيعة، المدعومين من إيران ومن المجرم الصفوي قاتل الشهيد صدام حسين مقتدى الصدر.
كذلك جاء قرار العبادي إثر المزاعم التي أفادت بأن خلايا تنظيم الدولة الإرهابية المُتمركزة في الفلوجة كانت مسؤولة عن سلسلة من السيارات المفخخة التي أسفرت عن مقتل قرابة 200 شخص في بغداد في مطلع هذا الشهر، وعلى إثر ذلك قام المئات من المُحتجين الموالين لمقتدى الصدر باقتحام المنطقة الخضراء المُحصنة، مُطالبين الحكومة بإحداث تغييرات جذرية في إدارة العبادي التي وصفوها بالفاسدة.
وإذا تمكّن العبادي من اجتثاث جذور تنظيم الدولة من مدينة الفلوجة، فإنه سيتمكن من إنقاذ موقفه السياسي المُحرج، على الرغم من أن هذا النصر سيكون باهظ الثمن بالنسبة للشعب العراقي، خاصة إذا اقتصر هذا النصر على تسليم العبادي لمدينة الفلوجة السنية الهامة للقوات الإيرانية.
وتوجد شائعات تفيد بأن القبائل السنية المحلية قلقة من تأثير إيران على إدارة العبادي، وهم يقاتلون جنبًا إلى جنب مع تنظيم الدولة لمنع سقوط المدينة تحت سيطرة الشيعة، حيث لا يمكن استبعاد احتمال أن الميليشيات الشيعية المنتصرة ستُلحق أضرارًا انتقامية شنيعة بالمقاتلين السنة المهزومين مثلما حصل في تكريت خلال العام الماضي.
وتُعدّ سيطرة تنظيم الدولة على مدينة الفلوجة خلال سنة 2014، أوّل انتصار يُحرزُه هذا التنظيم خاصة أن الاستيلاء على مدينة، تقع على بعد 40 ميلا من غرب بغداد، قد أثار مخاوف البعض الذين اعتقدوا أن مقاتلي تنظيم الدولة، المدعومين من قبل أنصار النظام البعثي لصدام حسين، سيجتاحون في نهاية المطاف العاصمة العراقية.
من هو المجرم الصفوي قاسم سليماني ؟
(1) ولد المجرم قاسم سليماني في الـ11 من مارس 1957 في قرية رابور، التابعة لمحافظة كرمان، جنوب شرقي إيران، من أسرة فقيرة فلاحة وكان يعمل كعامل بناء، ولم يكمل تعليمه سوى لمرحلة الشهادة الثانوية فقط، ثم عمل في دائرة مياه بلدية كرمان، حتى انتصار الثورة عام 1979 حيث انضم إلى الحرس الثوري الذي تأسس لمنع الجيش من القيام بانقلاب ضد الهالك الخميني.
(2) كانت أول مهمة له في صفوف الحرس إرساله إلى غرب إيران، حيث انتفض الأكراد للمطالبة بحقوقهم القومية بالتزامن مع انتفاضات الشعوب غير الفارسية الأخرى كالتركمان والعرب الأهوازيين ضد نظام الهالك الخميني، الذي قمع مطالبهم وحقوقهم الأساسية التي حرمها الشاه منهم، وتوقعوا أن النظام الجديد سيلبيها لهم بدل الاستمرار في تهميشهم.
(3) وبدأ المجرم قاسم سليماني حياته العسكرية بالمشاركة في قمع انتفاضة الأكراد على جبهة مهاباد، عام 1979، ثم انضم إلى الحرس الثوري في العام التالي عندما تطوع للمشاركة في الحرب الإيرانية – العراقية (1980-1988)، حيث أصبح قائدا لفيلق “41 ثأر الله” بالحرس الثوري وهو في العشرينيات من عمره، ثم رقي ليصبح واحدًا من قادة الفيالق على الجبهات.
(4) وتولّى سليماني قيادة “فيلق القدس” عام 1998، حيث اشترك بعد عام مع قوات الحرس الثوري وجماعات الضغط المتطرفة المقربة من المرشد المجوسي خامنئي والأنصار المتشددين لنظام إيران الديكتاتوري في قمع انتفاضة الطلاب في يوليو 1999، ومع مرور السنوات، بنى “فيلق القدس” شبكة أصول دولية، بعضها مستند إلى الإيرانيين في الشتات الذين يمكن استدعاؤهم لدعم المهمات وآخرين من حزب اللات والميليشيات العراقية التابعة للحرس الثوري، تتمثل في تصفية المعارضين الإيرانيين في الخارج ومهاجمة أهداف في دول عربية وغربية.
(5) واستنادًا لمسؤولين غربيين، أطلق “حزب اللات” و”فيلق القدس” في العام 2010 حملة جديدة ضد أهداف أميركية وإسرائيلية – في رد انتقامي على ما يبدو ضد الحملة على البرنامج النووي الإيراني التي تضمنت هجمات قرصنة عبر الإنترنت وعمليات اغتيال لعلماء نوويين إيرانيين، ومنذ ذلك الحين، نظّم سليماني هجمات في أماكن بعيدة مثل تايلاند، نيودلهي، لاغوس ونيروبي – على الأقل 30 محاولة خلال عامي 2012 و2013 وحدهما.
(6) وفي العراق، يتولى سليماني قيادة ميليشيات الحشد الشعبي الشيعي مع مستشارين آخرين من الحرس الثوري في معارك الفلوجة ضد “تنظيم الدولة”، وبرز دوره في العراق منذ ظهوره على جبهات ضد التنظيم في منتصف عام 2014 وشارك في معركة استعادة مدينة آمرلي في محافظة صلاح الدين وكذلك مشاركته في معركة استعادة تكريت.
(7) يبقى أكبر إنجاز حققه سليماني في العراق، بحسب المراقبين، هو إقناع حلفائه في العراق بالسماح لفتح المجال الجوي العراقي أمام المساعدات الإيرانية إلى نظام الأسد في سوريا، ويقول قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط السابق، الجنرال جيمس مات، إنه “لولا مساعدة قوات نظام الأسد عبر فتح المجال الجوي العراقي للطائرات الإيرانية، لكان النظام السوري قد انهار منذ فترة طويلة”.
المصدر|التقرير