قُتل أربعون من الجيش العراقي ومليشيا الحشد الشعبي على الأقل وأصيب العشرات بثلاثة تفجيرات انتحارية قام بها تنظيم الدولة الإسلامية اليوم الجمعة بناحية الصقلاوية شمال الفلوجة، فيما بلغ عدد مصابي القوات العراقية أكثر من ألف منذ بداية معركة الفلوجة.
وأعقبت التفجيرات اشتباكات عنيفة بين الطرفين في مناطق البوشجل عند معبر المفتول وفي منطقة أبو فياض وحي الشهداء.
وأضافت المصادر أن اثنين من مقاتلي تنظيم الدولة فجرا حزاميهما الناسفين على الحشد الشعبي في حي الشهداء جنوب شرق الصقلاوية، وأسفرت التفجيرات والمواجهات عن تدمير عربات عسكرية منها ناقلتا جنود.
من جهتها، قالت مصادر مقربة من تنظيم الدولة إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات الأمن العراقية ومليشيا الحشد الشعبي من جهة وتنظيم الدولة في محيط جامعة الفلوجة جنوب شرق المدينة. ولم تذكر المصادر حصيلة هذه المواجهات.
وقالت مصادر للجزيرة إن حي الجولان والسوق الرئيسية شمالي الفلوجة تعرضا إلى قصف صاروخي، دون وردود تقارير عن سقوط ضحايا.
مئات الجرحى
وأعلن مصدر طبي عراقي اليوم الجمعة إصابة أكثر من ألف عنصر من قوات الأمن في المواجهات التي تخوضها القوات العراقية لاستعادة مدينة الفلوجة.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس "استقبلنا 1119 جريحا من عناصر الأمن الذين أصيبوا خلال الاشتباكات الدائرة حول مدينة الفلوجة" التي تبعد مسافة 50 كلم غرب بغداد.
وأشار المصدر إلى إخلاء الجرحى، وبينهم مقاتلون من جهاز مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة والحشد الشعبي، إلى مستشفيات الكاظمية وأبو غريب والكرامة والكرخ واليرموك في الجانب الغربي من بغداد. ولم يكشف المصدر عن عدد القتلى من قوات الأمن، مشيرا إلى نقلهم مباشرة إلى مستشفيات خاصة بقوات الأمن لتتولى عائلاتهم بعد ذلك استلام جثامينهم.
ورغم عدم الكشف عن أعدادهم، نقل عدد كبير من الجثامين إلى مقبرة النجف بعد أن سقطوا في معارك قرب الفلوجة خلال الأيام الماضية.
وأكد مصدر أمني في النجف وصول ما لا يقل عن 70 جثمانا في الأيام القليلة الماضية.
كما قضى 26 مقاتلا من الحشد الشعبي، وهو فصائل شيعية مدعومة من إيران، من محافظة البصرة، حسبما كشفت مصادر محلية لفرانس برس.
مصرع مدنيين
في السياق نفسه، قالت مصادر طبية في الفلوجة إن 12 مدنيا قتلوا وأصيب 23 في قصف على المدينة ومحيطها الليلة الماضية ونهار اليوم الجمعة.
وأضافت المصادر أن معظم القتلى والجرحى نساء وأطفال قضوا في قصف مدفعي وصاروخي وجوي على الصقلاوية والأزركية التابعة لها، كما سقط بعضهم في قصف مدفعي على أحياء سكنية في الفلوجة.
كما ذكرت مصادر طبية عراقية أن أربعة أطفال وثلاث نساء قتلوا وأصيب 11 آخرون في قصف للجيش العراقي بالمدفعية والصواريخ استهدف تجمعات المدنيين قرب الجسر القديم على نهر الفرات، وذلك أثناء محاولتهم مغادرة المدينة باتجاه منطقتي الشامية والحصي القريبتين من عامرية الفلوجة.
انتهاكات
في سياق مواز، قالت مصادر عسكرية عراقية إن القوات الحكومية أوقفت هجومها على الفلوجة خلال اليومين الماضيين بسبب اعتراض أميركي على طبيعة الدور الذي تقوم به مليشيا الحشد الشعبي.
وانتقدت منظمات دولية وإنسانية بشدة دور تلك المليشيات خلال أيام المعارك السابقة، وما تخللها من عمليات خطف للنازحين وتنفيذ عمليات إعدام ميدانية بحق المدنيين مثل تلك التي وقعت في منطقة الكرمة غرب العاصمة.
وكانت قناة "إيه بي سي" الأميركية قد أعدت تقريرا استقصائيا عما سمّتها فظائع القوات العراقية والميليشيات في الفلوجة، واصفة إياها بالألوية القذرة والأيادي غير النظيفة التي تحارب تنظيم الدولة في العراق.
من جهته، شن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حملة ضد وسائل إعلام عربية متهما إياها بالتحريض على الفتنة خلال تغطية أحداث الفلوجة.
المصدر| الجزيرة + وكالات