الباحثون عن العصمة في مسيرة العمل الإسلامي المعاصر
أو الباحثون عن العدالة المطلقة في مسيرة العمل الاسلامي المعاصر الدعوي أو السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو الجهادي.
هم وريثوا الوهم أو تجار منهج التعطيل وهم بمثابة الخطوط الخلفية لمسيرة التعطيل للمد الدعوي حسنت نياتهم أو شابها الخلل فالله حسيب القلوب، فإذا كانت العصمة هي جوهر دعوة وحياة المصطفى صلى الله عليه وسلم فالسعي لوقف العمل الإسلامي حتى يحققها درب من المستحيل فمفردة العصمة حصرية على زمن النبوة في ذاته صلى الله عليه وسلم.
ومغردة العدالة المطلقة في جمهور جيل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين فدرب من العبث محاولة الوقوف على الزلات الحادثة المجسدة لحقيقة الانتماء للنعصر البشري الخطاء دوماً حال بدأ الحركة في تحقيق العبودية فدرب من طلب المستحيل أن نوقف مسيرة العمل الإسلامي أو أن نشغب عليها حال وجود زلل ما فالأمر لا يستدعي أكثر من نصيحة في زمان محدود يحقق الرشد ولا يحقق الهدم للفكرة ذات الرصيد الدعوي والتاريخي.
إرجاء النظر في الأخطاء الحادثة درب من دروب التدليس في حقيقة المنهج وذاته، ومحاولة التهويل للأخطاء الموجود وسحبها على ذات المنهج الاسلامي الشامل درب من دروب الجور في الحكم على الأفراد والأحزاب الإسلامية والحركات السنية في المنطقة العربية.
العدل يقتضي مراقبة نقاط الخير والرصيد العلمي في شتى فروع الحياة لفرقاء العمل الإسلامي ، فما من عاقل يجحد القاعدة العريضة للعلماء والمفكرين للفصائل العاملة للإسلام عامة وحركة الإخوان المسلمين على وجه الخصوص بما تمتلك من رصيد من اهل العلم في شتى ربوع العلم والواقع يشهد ونحن نشهد لهم بذلك شهادة لله لا تدافع عن خطأ ظهر ولا تجحد فضل أصيل في مسيرتهم الدعوية.
العمل الإسلامي في العراق والشام لا يجحده إلا جاحد وإن علاه بعض الأخطاء نتيجة عدم تنبي دول ذات رصيد دولي تجيد العمل السياسي على المستوى العالمي فالعقل يقتضي تقديم النصيحة لهم وتصويب أخطائهم أما مفردات الشيطنة لأخطائهم التي ننكرها عليهم لكن لا نهدم قصدهم خاصة أنهم أبلوا بلاء حسن في مقاومة المدالفارسي والرافضي والعلماني بعد قيامهم بمجازر ضد أهل السنة والجماعة في العراق خاصة وبلاد الشام على العموم.
مفردة العدل في النظر للخصوم وطرحهم الفكري أصل من أصول العقل والاستقامة الفكرية خاصة لمن هم أسرى للطرح العلماني والليرالي فغلق الطريق على الحوار معهم يؤصل لوجود نظرة عدائية إقصائية عندهم ضد أبناء الفكرة الإسلامية.
فهل يدرك رواد العمل الإسلامي بتنوعه أن محاولات التزكية المفرطة لفريق والقدح والهدم لفريق آخر درب من دروب الصدام مع مفردة الإعتصام المنشود.
علينا أن نكون من الوضوح بمكان فالعمل الإسلامي لا يسعى لإقامة مجتمع من الملائكة ولا أجيال من المعصومين أبداً إنه توفير بيئة الصلاح لمن يريد وبيئة التوبة والتطهير والستر لمن يريد ، بيئة جعل كلمة الذين كفروا السفلى وليس حملهم على الدخول في الإسلام كراهية بل توفير السبيل بلا وجود سدنة وطغيان نفس تحرك أصحابها ليكونوا من الذين يصدون عن السبيل أو يدلسون بسبيل اسلام خادم لا اسلام مخدوم.
فهل يدرك رواد العمل الإسلامي أهمية البحث عن نقاط للحوار والتلاقي عليها مع رواد الأفكار العلمانية والليبرالية التي تعمقت في الأمة على مدار قرنين من الزمان حتى أصبحت رؤيتهم مما عنت به البلوى فمحاولة إنكارها درب من التفكير خارج الواقع العقلي
ومحاولة إخضاع الأمة لها درب من دروب الصدام مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها بالخضوع التام للمراد الشرعي المتمثل في نداء الرحمن سبحانه وتعالى: (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم).
وصلى الله على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.