قال تعالى: (قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين (137) هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين (138)) سورة آل عمران
تقع الأمة في مرحلة التيه والعشوائية كنتيجة حتمية لهجر أصول ومعايير العمل الموافق للسنن الكونية الراسخة حال إرادة البناء أو العلاج لبعض مظاهر الخلل في حياة الأفراد والجماعات الموجودة على أرض الواقع
تمر مرحلة وجود الإنسان في هذه الحياة الدنيا بين أمرين لا ثالث لهما الأول التنظيم واستثمار التاريخ والواقع للوصول للمستقبل وترتيب الأولويات حتى لا يمر الزمن وربما تسير الأجيال إلى الخلف أو تنقضي العقود أو القرون والأمة ما زالت في نفس مكانها تعاني الواقع وتآمر الخصوم وعشوائية الأولياء . الأمر الثاني هي مرحلة العشوائية وهي عدم وضوح معايير التقييم للتاريخ وأحداثه والواقع ومنهج العمل لإدارة الممكن للوصول إلى المأمول.
العشوائية في السلوك البشري من أصول أسبابها هي العشوائية في التصورات حال قراءة التاريخ وقراءة الواقع والعمل نحو السير للمستقبل.
وهنا عدة أسئلة منها:
هل تعاني الأجيال المعاصرة من عشوائية في التصورات العقلية والفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية حال نظرها لما تملك وما تسعى به وما تهدف اليه؟ هل تعاني الأجيال المعاصرة من عشوائية في قراءة التاريخ وتقييم التجارب الماضية أو المعاصرة أو التجارب التي تسعى الأجيال للطرق على أبوابها في المستقبل؟ هل تعاني الأجيال المعاصرة من عشوائية في تقييم الخصوم للأمة سواء خصوم عقديين من اليهود والنصارى أو علمانيين أو باطنية رافضة محاربين للأمة في كافة النواحي؟ هل تعاني الأجيال المعاصرة من عشوائية التنوع في العمل الإسلامي؟ هل تعاني الأجيال المعاصرة من عشوائية الحكم على الأمور التي تنوعت العقول حولها أو عشوائية الولاء على قضايا يسع الشرع التنوع فيها.
من دلائل العشوائية :
ومن دلائل العشوائية استهلاك مقومات التمكين من منهج ورواد وأتباع ووسائل وغايات وزمان ومكان في آليات تدفع الواقع نحو التراجع للخلف حال القصد التقدم للأمام، ويحدث بهذه العشوائية تعميق جراح الأمة عبر التاريخ والتأصيل للهوى والباطل الذي يعتبر العشوائية جندي من جنوده على ممر التاريخ والأيام فما من عمل يفارق العمل على التوازي من السنن الكونية الجارية إلا ويقع نفعه في زيادة الترسيخ للخصوم والأعداء على السواء.
التنازع فيما بين رواد الأمة الإسلامية خاصة الدعاة الى الله عزوجل، التنازع حول قضايا الأمة الفرعية التي يسع الأمة التنوع فيها أو العمل من خلال توزيع المهام حولها فالعقول والنفوس كبصمات الأيدي تتنوع فالشرع والفهم والوسطية والعقل يجمعها والهوى يفرقها.
من دلائل العشوائية تكرار التجارب على ممر التاريخ والأيام وكثرة التضحيات وقلة النتائج بل وقلة الاستفادة من تجارب مر زمانها وبقي في التاريخ والواقع آثارها يعتبر من يهتدي وينحرف ويضل من يهجر أدبيات العقل والفكر الرشيد.
ومن دلائل العشوائية البدأ في لإصلاح بالسلوكيات قبل ضبط التصور والانشغال بالمفضول دون الفاضل أو المهم قبل الأهم. ومن دلائل العشوائية العجز عن إدراك ثقافة التحييد حال العجز عن منهج الحسم حال الصراع مع الخصوم أو إدارة عقول الأولياء، ومن دلائل العشوائية العجز عن منهجية التخذيل عن أهل الطاعة أي دفع أهل الباطل حال صدهم وتثبيط همتهم عن عداء أهل الإسلام والسنة والسقوط في أسر الاستفزاز والاستنفار لأهل المعصية ليكونوا حربا على أجيال فقدت منهج الصيانة والديانة في آن واحد.
ومن أسباب استمرار العشوائية التقليد الأعمى والغلو في بعض العقول والرؤى وهجر أسس المنهجية في النظر والتقييم والتقويم على السواء.
مظاهر العشوائية :
العشوائية في مجال الإصلاح حيث ظهر من دلائلها كثرة المسسميات والتنوع الغير ممنهج والتنازع على مفردات يمكن التوافق عليها
العشوائية في تقييم منهج الصلاح والإصلاح نتج عنها الخلل في مألات التدافع بين أبناء الأمة الإٍسلامية عامة وأهل السنة والجماعة خاصة .
العشوائية في توصيف رجالات المرحلة ومن ثم عشوائية في توظيف الأفراد الموجودين حتى غلب استعمال أهل الثقة على أهل الخبرة في كافة النواحي مما سبب كثير من الأزمات .
أدبيات الخروج من تيه العشوائية
أولاً: ظهور وحاكمية مصادر التلقي لعقول أبناء الإسلام عامة وأهل السنة والجماعة بصفة خاصة
ثانياً: الوعي الشامل بطبيعة الدين وطبيعة العقول التي تستقبله من أبناء الأمة الإسلامية والخصوم.
ثالثاً: إدراك نقاط التلاقي والإجماع بين أهل الإسلام والسنة والجماعة على السواء
رابعاً: إدراك نقاط التنوع في الرؤية التي يتجمع حولها بعض العقول والمفاهيم أي إدراك الثوابت والمتغيرات على السواء.
خامساً: اكتساب مهارة الاكتشاف للعقول والأفراد ثم إدارتها والعمل على تطويرها حتى تسع النصرة كل أبناء الأمة وتنشئة رجال للمهام النوعية التي تسع القلة لرشد العقول ونبل المفاهيم لتحقق الوسطية والنصرة للعقيدة الإسلامية هجراً لبغاة التكفير ودعاة العلمانية والتمييع على السواء.
سادساً: تحرير العقول من الوقع أسر الاختزال من حتمية أحادية الرؤية وكأن العقل الناظر أحاطت العصمة به أو استنسخ هوس الشيطنة لعقل كل مخالف
سابعاً: الاستفادة من أحداث وعبر التاريخ والأيام ودفع الجماهير للإصلاح الممكن والسير تحقيق المأمول وعدم إحسان الظن بمكر الخصوم فليس من العقل التأصيل لغباء خصم والغلو في عقول أولياء
ثامناً : التجرد حال التوصيف والتوظيف لرجالات الأمة حتى تنتصر معايير ااستعمال على أسس الخبرة على أوهام أهل الثقة ومن ثم تقف الأمة على مقومات النجاح والنجاة والصلاح والًإصلاح والتمكين.
وصلاة ربي على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .