الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
بين التاريخ والواقع والمهمة الكونية للأمة الإسلامية ليس أنفع للباطل من عشوائية وتآكل أهل الحق فيما بينهم.ومن ثم عجزت الأمة عن أداء المهمتين الأساسيتين الأولى صناعة مهمة لكل رجل وتربية رجل لكل مهمة فالمهمة الأولى تسع الأمة والمهمة الثانية تسع الثُلة والقِلة من الأمة.
من توابع دراسة التاريخ الإسلامي والوقوف على بعض حقائق صدق العلاقة بين الواقع والسنن الكونية التي لا تتغير ولا تتبدل يجد الدارس نفسه أمام حقائق ومفاهيم وثوابت راسخة .
إن السنن لا تجامل أحد من الخلق أبداً ولو كانوا من أهل الإسلام فقانون العموم والإضطراد الناتج عن حاكمية السنن الجارية لا يتخلف عن ملاحقة أحداً من الخلق أو أمة من الأمم .
على الإسلاميين أن يدركوا أنهم لن يسرقوا الحلم الذي يسعون من أجله من الخصوم أبداً ولن يقع التمكين بهذه الطريقة مهما كان.
على الإسلاميين أن يدركوا أن الحديث عن الإسلام حق لعموم أمة الإسلام فليس من من العقل والعدل أن نجعل له كهنوت خاص لأحد من الأمة عقب كمال الدين وتمامه في القرن الأول ، وليس من العقل والعدل أن نترك دعاة الحداثة والليبرالية أن ينتصروا في معركة التغريب و الضلال من خلال التغيير للثوابت والتقديس للمتغيرات .
مفردات الإستهلاك والإستنزاف للمجهود البشري لأبناء الأمة حين تقع بأيدي الأخلاء تصبح مداد خلفي للخصوم والأعداء.
حين يجهل رواد الأمة أدبيات الإستثمار الأمثل لأهل الطاعة فهم على خطى الشيطنة لأهل المعصية ومن ثم تصبح الثروة البشرية للأمة عبئا على الواقع بدلاً من أن تكون أداة في تغيير الحال أو المآل على السواء.
أصحاب العقول المحتلة وهم أسرى الرؤية الطائفية داخل الكيان السني يمثلون البيئة الخصبة لرواد الإستنزاف المجاني للكيانات القائمة عقب الرضا بفكرة المظلومية واستدعاء أنين البكاء في كربلاء كل عصر
إذا فارق الطغاة الظالمون العقل فلاينبغي أن يفارق المظلومون الحكمة والإستفادة من الأحداث.
اذا تجمع الباطل أمام الحق حباً للهوى وحسداً لأهل الحق فينبغي لأهل الحق أن يكونوا أشد تجمعاً تعبداً لله لا لهوى اسقاط الباطل فهو تبع للأمر.
إذا تلاعب مكرة العلمانية بأطياف العمل الإسلامي فأحدهم أسير المكر الإستدراجي لمعارك لا يدري مآلها والآخر أسير التذويب المنهجي لينسلخ من ثوابت الوصول لمعالي الأمور وتابع يُمكَر بهُ ليكون حطب لمحرقة بعلوها الإستعجال.
فليس من الإنصاف أن يتم اختزال الحق في رؤية أو عقل أو حدث وكأن مفردات الكمال ما تمت أو أدبيات التمام ما ظهرات ، وليس من العقل جحود مفردات الاصلاح الجزئي سواء للفرد أو للكيانات الحزبية أو الإقتصادية أو الإجتماعية أو خطى هادئة في طريق تربية جيل الرشاد على أبجديات الأحداث ومن ثم يكمل النموذج الرباني من جديد عقب رحيل أهواء بمن هوى بها.
ومن ثم جيل على منهاج النبوة على صاحبها الصلاة والسلام.