الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ،
أن عملية إعادة الهيبة للأمة الإسلامية عملية محورية تدور في كنف أبناء الأمة قبل غيرهم فليس من العقل طلب الخصوم بإعادة قيم الاعتبار للأمة أو إعادة هيبتها السليبة على الصعيدين الداخلي والخارجي
حتى سقطت الأمة أمام الأمراض الداخلية وسقطت أمام الأخطار الخارجية وبقيت بالعامل الرباني الكوني الذي قضى فيه الله برحمته ألا يسلط على الأمة عدوا يستاصل شافتها فلله الحمد رب العالمين كما في الحديث الشريف الذي قال فيه ، الرسول صلى الله عليه وسلم: "سألت ربي عزَّ وجلَّ ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم فأعطانيها، فسألت ربي عزَّ وجلَّ أن لا يظهر علينا عدواً من غيرنا فأعطانيها، فسألت ربي أن لا يلبسنا شيعاً فمنعنيها ، رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي واللفظ له، ورواه مسلم من حديث ثوبان رضي الله عنه،
هيبة الأمة الإسلامية أمام أعدائها تابع لهيبة الأمة الإسلامية لشريعة ربها سبحانه وتعالى وهيبة الأمة أمام أبناء الأمة
حديث السنة المحمدية عن المهابة : عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت))
■ نزع المهابة من صدور الأعداء للأمة عقاب من الله عزوجل للأمة الإسلامية نتيجة من أسبابها
■ غرس الوهن في القلوب وهو نتيجة حتمية لسبب هام وهو
■ حب الدنيا وكراهية الموت.
إعادة الهيبة للأمة :
أولا : كيف تحققت الهيبة للأمة في الماضي ؟
تحققت الهيبة للأمة ب:-
□ هيبة الأمة للنص الشرعي اية محكمة من كتاب الله عزوجل او سنة نبوية صحيحة
□ هيبة الأمة لفهم الصحابة رضي الله عنهم وهم الجيل الذي ارتضاه الله عزوجل لصحبة حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم
□ تحقيق التوحيد الخالص كأصل من أصول استقامة المفاهيم التابعة له
□ تحقيق الاتباع المطلق للنبي محمد صلى الله عليه وسلم
□ الوقوف على فهم الصحابة رضي الله عنهم بتنوع فهمهم حال إدارتهم لشؤون الحياة عامة
□ إدراك أهمية الاستقامة مع فهم مفردات الشريعة لغة وشرعا فلا يتم تجريف اللفظ العربي ومن ثم تتحقق الغربة للنص الشرعي وتصبح الأمة في صدام مع ذاتها قبل خصومها.
■ واقع الأمة المعاصر :
■ الواقع العقدي للأمة تنوعت فيه المدارس المعادية لمنهج أهل السنة والجماعة ولولا أن من الله قدر للمنهج السني البقاء لأنه المنهج الوريث للحق وأهله على مدى التاريخ والأيام وسبحان واسع فضله ، حيث شكلت الرؤية السلفية حاجز أمام تمدد ظاهرة الإرجاء والانبطاح أمام الباطل متعدد الصور والمظاهر.
■ صنعت المدارس البدعية في الأمة ما لم تصنعه جيوش كسرى أو هرقل حيث تمددت الباطنية من فارس حتى العراق وصعدت للحكم في الشام وأصبح لهم كيان باطني من الدروز في لبنان بالإضافة إلى تمدد توابع فكر ابن سبأ في مدرسة حزب اللات اللبناني التي وقع بطشهم في المسلمين قبل أن بقع في بني يهود
تمدد فكرة الباطنية حتى صنعت في اليمن السعيد بلاء الحوثية التي تسعى الهيمنة المجوسية على اليمن السعيد غير أن سرعة التحرك للحفاظ على ما تبقى من كيان متكامل في اليمن أمام منظومة التمدد الحوثي والشيعي الرافضي في المنطقة.
■ تمدد ظاهرة الليبرالية في المنطقة حتى بات كثير من أبواق الإعلام يطعنون في الثوابت يجهل عميق أو حق دفين حتى ظهرت ظاهرة البحيري وإبراهيم عيسى وسيد القمني في هجومهم على كل ما هو مقدس حتى تصاب الهوية للأمة في مقتل حين تصبح الثوابت والأصول عبارة عن فقرات إعلامية يتناولها كل من سقط في بحار الرويبصة الذي جعل من همل الإعلام ومردة العلمانية أصنام أمام العقول والقلوب ولله الأمر.
ضياع الهيبة الأممية وسط الأمم حيث استباحت أمم الغرب بلاد الإسلام عامة وتم احتلال بلاد الإسلام ب نوعين من الاحتلال.
■ الاحتلال المباشر :
بوجود المواطن الغربي أو الشرقي على أعلى سدة الحكم في البلاد كما كان في عهد الاحتلال الغربي الذي رحل في القرن الماضي عن بلاد المسلمين ولم تبقى إلا فلسطين وكشمير والشيشان والأحواز وبلاد الكرد ستان تحت احتلال الفرس وبلاد تركستان الشرقية تحت الاحتلال الصيني وبلاد بورما والفلبين والأندلس وكثير من الإمارات في أفريقيا بالإضافة إلى جزر الإمارات العربية المحتلة احتلال ظاهر من العدو الفارسي المجوسي الإيراني ولله الأمر .
■ الاحتلال الغير مباشر :
وهو وقوع البلاد الإسلامية تحت احتلال اذناب الغرب بصورته الأخرى عن طريق سدنة العلمانية التي قادت الأمة وشهدت ضياع الشريعة والاقتصاد وتربية جيل ينعق خلف كل ناعق من غربان الغرب أو طغاة الشرق وما بلاء بلاد الشام بطاغيتها منا ببعيد حيث دفع المسلمون ما يقارب من المليون شهيد على خطى التحرر من ربقة الباطنية والرافضة والنصيرية الظالمة وفي قرناء هذا الظالم كثر مع اختلاف عداد القتلى وطبيعة الصراع ولله الأمر.
صناعة الجهل وتسويق السراب في عقول الجماهير
عمدت إليه كثير من أجهزة الإستثمار في الفراغ النفسي للشعوب بحرب تغيير المفاهيم حتى بات التدين والالتزام موازي للتطرف والإرهاب وان التمييع للشعوب موازي للحرية والتفلت من الأحكام الشرعية أو المسؤولية الكونية التي يجب على الأمة القيام بها كدلالة على صدق الانتماء للأمة على الصعيد الداخلي والخارجي العالمي.
إعادة الهيبة للأمة بين النظرية والتطبيق :
رأس الأمر في قول الله عزوجل لما تقولون ما لا تفعلون
□ نظرية إعادة الهيبة ليست مجرد كلمات تقال أو مقالات تكتب بل واقع يتجسد من خلال الوسع لكل مسلم كل بحسب فضل الله عزوجل عليه
□ منظومة الإصلاح تسع الجميع فالنظرية تختزل الإصلاح في رؤية خاصة والتطبيق الحقيقي للاصلاح يسع جميع أبناء الأمة بشتى مكوناتهم داخل المجموع الكلي للأمة أو لأهل السنة والجماعة
□ إعادة الهيبة لأهل العلم أصل من أصول إعادة الهيبة للأمة الإسلامية فهم حرس الحدود وهذا ليس معناه تقديس كلامهم بل هو عبارة عن معرفة قدرهم ورد زللهم بأدب النصيحة حتى لا تتآكل الأمة بهدم علمائها
سبل استعادة الهيبة
مر قرن من الزمان حمل في طياته أحداث جسام وأمور عظام نحو الطرق بمطارق التغيير والإصلاح لكي يتم تحقيق الهدف المنشود وهو استعادة الهيبة للأمة على كافة الأصعدة
فقال قائل بأن السبيل هو العمل السياسي وفق الطرح الحزبي المعاصر
وقال قائل بأن السبيل هو العمل التربوي البعيد المدى وفق رؤية القائمين على هذا الأمر
وقال قائل أبو السبيل هو العمل الجماعي مع صيغته المسلحة وهذا سبيل لا نقبله ابدا لما له من مخالفات لأصل منهج أهل السنة في النصيحة والإصلاح
وقال قائل بأن السبيل محاولة جمع الأمة على شتى الأفكار حتى صفق البعض للكيان السرطاني في المنطقة المعروف زورا باسم الكيان الصفوي الشيعي الرافضي الإيراني ظنا منه أن يجمع بين الأمة فما كان إلا أن ضاعت العراق باحتلال المجوس لها ولله الأمر
وقال قائل بأن السبيل هو قبول الطرح العلماني بنسخته الليبرالية التي تمسخ حقيقة الولاء والبراء في حياة كل فرد من أفراد الأمة حتى قبل اصحاب هذا التوجه إلى علمنة الإسلام ولم ينجحوا في أسلمة رأس من رؤوس العلمانية
وليس من عاقل يجحد أهمية كل الجهود حال اعتصام أصحابها بحبل الله المتين فا الإصلاح كلمة تسع كافة الأصعدة والأنشطة وسبيل حصرها هو أصل انتكاسة روادها والله قال يا ايها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان
فالدخول في الإسلام أو الدعوة لسبيل الإسلام دعوة يجب أن تكون شاملة تضرب في كل المجالات الفردية والجماعية التربية والعقائدية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية بل والإستفادة من تجارب تاريخ مرت ذهبت ساعتها وبقيت حسرتها ومرارتها.
سبيل إستعادة الأمة للهيبة العالمية :
■ استعادة أبناء الأمة لهيبة النص الشرعي في حياتهم الخاصة والعامة
■ استعادة أبناء الأمة مفاهيم الجيل الأول الراشد للكتاب والسنة الصحيحة وتنوع مفاهيم ذاك الجيل للقضايا التي تسع الفهم
■ استعادة هيبة أهل العلم بلا قداسة لأحد بل بحفظ كرامة للعلماء وإدراك أدبيات التعامل مع تنوعهم في الرؤية أو الزلل فالعصمة للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
■ استعادة أخلاقيات زمن الإستضعاف وأخلاقيات زمن التربية وأخلاقيات زمن التمكين
■ استعادة الترتيب الدعوي المرتبط بالسنن الجارية التي لا تتغير ولا تتبدل
■ استيعاب تجارب التاريخ ومفردات الصراع التي ظهرت في الواقع المعاصر ومالات القرارات السياسية والدعوية التي جنت الأمة حصاد توابعها
■ استيعاب خطورة إستدعاء الصدام المسلح بين أبناء الأمة لما يصب في صالح الغرب الصليبي والشرق الوثني والأنظمة المتجذرة والمتجبرة على خلق الله عزوجل وفي الشام عبرة
■ استيعاب دروس التفرق في العمل الإسلامي الذي عاد لنقطة الصفر عقب تحرير كابل الأفغانية عام 1990 ليقع السيف بين الاخلاء ومن ثم تتهيأ الأمة لعودة فلول الأنظمة البائدة .
■ ورحم الله الهضيبي
اذا قال أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم على أرضكم
■■ ومسك الختام قول ربي :
■ قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون
■ قمعايشة الاستقامة واقع ومعايشة البراء من سبيل الذين لا يعلمون هو درب وسبيل عودة الهيبة للأمة الإسلامية
وصلاة ربي على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ..