فى أحداث حلب الحالية، اتجهت كل العيون إلى تركيا لنجدة حلب عسكريا، وأحسن البعض الظن فى ذلك، وهذا طبيعي لمكانة تركيا.
ولكن، وهذا ليس دفاعا عن تركيا، فالوضع مختلف للنجدة العسكرية، فالأتراك يقدمون كل الدعم اللوجستي و الإنساني والمعنوي للشعب السوري، وهم يبذلون ذلك من باب أخوة الدين، تركيا عضو في حلف الناتو ، وعضو قديم.
لكن من الواضح أن هذه العضوية قيدت تركيا في التعامل مع الملف السوري، وهذه العضوية لم تنجز لها ما أرادت من الدعوة إلى عمل مناطق آمنة، وتأخرت تركيا في التدخل العسكري بسوريا مما سمح بالتدخل الروسي والإيراني بقوة.
بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية كان من الطبيعي أن يقف الحلف مع تركيا لكنه تركها تواجه المشكلة منفردة، وتعرضت تركيا إلى خسارة اقتصادية فادحة جراء ما حدث، نظرا لما اتخذته روسيا من إجراءات اقتصادية، ثم تعرضت تركيا لانقلاب عسكري سلمت منه، لكن لازال له تأثير على حياة الناس من بعض المخاطر وحركة السياحة.
وهاهي الآن تتعرض لانقلاب اقتصادي عنيف، و إن شاء الله تسلم منه أيضا.
تركيا الآن تتجه شرقا بعد تخلي حلفائها الغربيين عنها ومحاولة إضعافها اقتصاديا، وسحب كثير من المليارات من السوق التركي، فاتجهت كدولة تريد مصالحها للتعاون مع الصين وروسيا وإيران، وتم الإعلان عن الإستفادة من التعامل بالعملات المحلية، لكى يتم مواجهة الأزمة الاقتصادية.
الصين.. روسيا.. إيران.. محور بشار الأسد، وهم من يقتلون الشعب السوري في حلب، فالحرب هى مواجهة حليف جديد بعد تخلي حليف قديم يريد إسقاط نظامك، وهدم دولتك، وقرار التدخل العسكري هو قرار استنزاف للاقتصاد التركي الذى يعانى حاليا من الأزمة وانخفاض قيمة الليرة بمقدار ملحوظ، وهى فرصة للغرب للتعريض بالنظام التركى بدعم الإرهاب والتطرف و الجماعات المسلحة، وعدم الحصول على قرارات أممية بالتدخل العسكري في سوريا، فالأتراك بين فكى الكماشة!
إما التدخل العسكري ونجدة حلب والخسارة من جميع النواحي، أو عدم التدخل والاتهام ببيع دماء الشهداء والتخلى عن الإسلام.
والحقيقة أن تركيا بعلاقتها بروسيا الحالية أبرمت اتفاق خروج المحاصرين، ونجحت في ظل الصمت العربي والدولي، والفيتو الصينى الروسي، فى ذلك، مع عرقلته أكثر من مرة من قبل النظام السوري والملشيات الشيعية، واليوم بدأ التنفيذ.
الشعب التركي والقيادة التركية أكثر من قدموا للقضية السورية على مدار السنوات الماضية، مع ما مرت به تركيا من أزمات سياسية واقتصادية ومؤامرات دولية، تم حياكتها باحترافية، لكن سلم الله منها تركيا.
لكن بفضل الله سوف تنتصر حلب وتنتصر ثورة الشعب السوري، وإن غدا لناظره قريب .