منذ بداية الثورة السورية اجتهد النظام السوري بما يملك من خبث مخابراتى فى صناعة عدو جديد يضرب به الثورة، وساعده الغرب بعد إيران وروسيا في ذلك، فكان التخطيط من أول لحظة بولادة تنظيمات مسلحة تحمل الصبغة السنية الجهادية، ونفس اللحظة تم إضعاف وضع العساكر المنشقة عن النظام فيما عرف بالجيش الحر.
وتم بث دعاية بين الثوار أن الجيش الحر هو من عقيدة البعث العلمانية ، وأنه يدعوا إلى الديمقراطية، وأنه مدعوم من أمريكا حتى ينفض عنه الثوار، وتم فتح الحدود لدخول المجاهدين العرب والمسلمين إلى سوريا باتفاق دولى غير مكتوب من الجميع وبغض الطرف عن ذلك، مقابل تسجيلهم مخابراتيا للاستفادة من ذلك فيما بعد. وصدقت الدول العربية المشروع بما إنه يخدم ضياع الثورات، فخلق عدو يقاتل أمر يلهي ويدمر أى ثورة، ويؤدي إلى شيطنة الشعوب.
وبلعت فصائل الثورة السورية الطعم، ونادت بالشعارات الجهادية والمسميات العالمية، وتركت مناطق بعينها من قبل النظام السوري لصالح هذه التنظيمات وتم الاستيلاء على كل ما فيها من سلاح وعتاد وغيره،
وكان يتم الإنسحاب بطريقة سريعة مع إعلان سيطرة التنظيمات على هذه المناطق مع صيحات التكبير وبث فيدوهات تطبيق الشريعة الإسلامية وبعض ما يضخم الصورة، حتى تظهر الصورة أمام الكاميرات للعالم أن هذه التنظيمات الجهادية هى دول تهدد الغرب وتهدد مصالحة، وتم إعطاء الصورة السلبية عن الإسلام والمسلمين بنجاح!!
وعلى الجانب الآخر في العراق تم ترك الموصل لتنظيم الدولة فأصبح يملك الرقة والموصل ويتم إزالة الحدود بينهما، وهكذا تم صناعة وخلق عدو حقيقي على الأرض، تظهر منه أمريكا وأوربا وإسرائيل الفزع ويخوفون الدول العربية المجاورة بالإرهاب أو أن توسم به مع أنهم يعلمون الحقيقة وقد ساعدوا فى ذلك.
وتم تضخيم ذلك إعلاميا ونحن ننقل عن الغرب كل ما يكتب ولا توجد معلومة حقيقية عما يحدث على الأرض سوى ما يبث من وكالات الأنباء العالمية. وتم تجييش الجيوش لحرب الإرهاب وتدخل الدول العربية والإسلامية فى حرب من الجو على الشعب السوري وضرب تجمعات السنة بحجة الإرهاب ومن لا يفعل من العرب يكون مؤيدا للإرهاب، كذبوا وصدقناهم، ولم تستطع دولة مساعدة الشعب السوري إلا من خلال المساعدات الإنسانية، وحتى تركيا الجارة الأقوى لم تستطع إنشاء منطقة عازلة، وأصبح العرب مكتوفي الأيدى بعد التوغل الروسي المتقدم مما جعل الشجب والاستنكار هو أقصي الأمانى، والخلاف على بقاء الأسد (الباقي بحكم القوة) مسار للخلافات العربية.
نجح الغرب مع بشار وإيران وروسيا في خلق عدو إسمه الإرهاب يحاربه، حتى حلب تباد باسم القضاء على التنظيمات الإرهابية ولا تجرؤ دولة عربية أو إسلامية أن تغيثهم، والشعوب مقهورة لا تملك شى، فحين سمح للتنظيمات الشيعية أن تعمل بكل حرية فهى تقاتل الإرهاب ولا يمكن أن تدرج عالميا أنها إرهابية، لأنها تقتل السنة المغضوب عليهم عالميا،
اليوم حين تحدث الرئيس التركي عن خروج الأسد من السلطة، رد عليه رئيس الحرس الثوري الإيراني أنك تدعم التنظيمات الإرهابية في حلب رد مباشر وصريح، الحقيقة أنهم يقتلون الشعب السوري السنى.
لقد تمت عملية تهجير وقتل إلى ما يعادل خمسة عشر مليون إنسان تحت سمع وبصر العالم سواء الإسلامى أو الغربي، ولم تهتز شعرة لبشار ولم يخرج من سوريا، لم يكن بشار الأسد ليستمر في ضرب الشعب السوري بدون غطاء الإرهاب السنى المصنوع، ولم تكن أمريكا لترضى بدولة سنية في العراق قبل أن ترضها في سوريا ، لمن يحلمون بالحلول السياسية، الغرب لا يريد الإسلام السنى حتى ولو من الإخوان المسلمين أكثر الإسلاميين مهادنة له فكيف يقبلها من غيرهم؟
ألم يسقطهم في مصر ثم فى تونس؟!
المؤامرة على الشعب السوري مستمرة تحت سمع وبصر الجميع بل هناك من العرب من يدعم بشار ومشروع إيران الطائفي بحجة الحفاظ على وحدة سوريا والقضاء على الإرهاب، وأما باقي العرب والمسلمين فمنتظرين قرارا من الأمم المتحدة ومجلس الأمن يسمح لهم بإغاثة الشعب السوري، ولن يحدث لأن الغلبة للقوة، والقوة مع الغرب وروسيا وإيران،
وأما المتأخرون في صناعة القرار والمتآمرون على الشعوب فدائما يخسرون، ويجرون إلى معارك وهمية مع الشعوب.
سوف يظل يدفع الشعب السوري ثمن تخاذل السنة فى المنطقة، وليس العالم لأن العالم يعادى السنة ويعتبر عداوتهم تاريخية.
لكن هذه الأمة لن تموت، تمرض، ولكنها تعود أقوى مما كانت.