الخميس, 21 نوفمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ إسبوع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

ما السر وراء إصرار «PKK» على البقاء في جبل «شنكال»؟

في العمق - | Tue, Nov 8, 2016 11:54 PM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

يصر حزب العمال الكوردستاني PKK على البقاء على جبل شنكال(سنجار)، وقد جمع معظم قواته في موقع على الجبل كان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يوجه منه صواريخه نحو إسرائيل في حرب الخليج الأولى عام 1991. والحكومة العراقية وبهدف تكملة «الهلال الشيعي» وفتح ممر لإيران للوصول الى سوريا يغض الطرف عن وجود مسلحي الحزب هناك, بل على العكس يقدم لهم مساعدات مادية وعسكرية سخية.

فمنذ اجتياح مسلحي تنظيم داعش لقضاء شنكال،مطلع آب/أغسطس 2014، أسس PKK عددا من التشكيلات العسكرية في تلك المنطقة تحت مسميات مختلفة، في اطار ما تسمى بقوات «الحشد الشعبي» الشيعية الإرهابية التي تمولها بغداد. ووفقا لتقارير صحفية عديدة ومراقبين سياسيين، فإن بقاء PKK في شنكال له عدة أهداف ويأتي وفق خطة مشتركة بين ايران والعراق والحزب الكردي التركي، ابرزها الممر الذي تحاول ايران منذ أمد بعيد تكملة «الهلال الشيعي» من خلاله،اي تشكيل منطقة شيعية(ممر سياسي اداري وبشري شيعي) يمتد من ايران مرورا بالعراق حتى سوريا، تمد طهران عبرها لاحقا خطوط انابيب النفط والغاز و طرق برية آمنة لنقل البضائع الايرانية الى سوريا و ايضا ربط ايران بالبحر المتوسط .

ولكن يبدو بأن المخطط الايراني لم يكتب له النجاح حتى الان، لعدة اسباب، منها ان اقليم كردستان غير مناسب من الناحية السياسية لايران كي يصبح همزة الوصل بين الاخيرة وسوريا كما ان وجود المحافظات السنية العراقية (ديالى وصلاح الدين والانبار) تعتبر مشكلة حقيقية بالنسبة لهذا الخط .

لهذا فإن هناك مخططا مشتركا بين الحكومتين الايرانية والعراقية لتأسيس ثلاث محافظات شيعية في (سامراء وتلعفر وخورماتو) والسيطرة على شنكال ومحافظة ديالى بالاستفادة من وجود التركمان الشيعة في خورماتو(جنوب كركوك) وتلعفر(جنوب الموصل) والعرب الشيعة في قضاء الدجيل التي ستُحول تبعيتها لمحافظة سامراء(تضم مرقدين لائمة الشيعة)".واذا ماتم ربط هذه المحافظات الثلاث ببقية المناطق الشيعية في العراق، وكون شنكال يسكنها غير المسلمين(الكرد الايزيديين) فإن هناك حاجة لكل من العراق وايران بقوة هناك لإكمال مخططهما، وبحسب مراقبين سياسيين فإن هذه القوة، هي حزب العمال الكردستاني كونه ضمن المحور "السوري العراقي الايراني" في المنطقة.

وقد اختار مسلحو PKK في جبل شنكال اماكن استراتيجية منها مرتفعات "جل ميرا" التي كان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يوجه منها صواريخه نحو اسرائيل عام 1991. وهذا ما خلق شكوكا لدى كل من اسرائيل والولايات المتحدة في ان مسلحي PKK قد احتلوا الموقع المذكور بطلب ايراني من الحكومة العراقية و PKK .

 وبحسب موقع "اورشليم اونلاين" الاسرائيلي، فإن ايران وبهدف اضعاف اقليم كردستان، تريد الاستيلاء على جبل شنكال ومناطق سهل نينوى، وبحسب تقرير الموقع فإن ايران وعبر حزب العمال الكردستاني التركي يحاول تنفيذ هذه الاجندة في هذه المنطقة الاستراتيجية من اقليم كردستان .

تقريرالموقع اضاف، طبقا لمصادر اعتمدت عليها، ان ايران تحاول جديا تنفيذ مخططها هذا بمساعدة حكومة العراق الشيعية الواقعة تحت النفوذ والهيمنة الايرانية بشكل شبه كامل. خاصة وان مساحة هذه المنطقة التي تريد ايران السيطرة عليها تبلغ ضعفي مساحة لبنان، ما يشكل خطرا على اسرائيل كما انها ستكون مرصدا استخباريا مهما كون جبل شنكال مسيطر على المنطقة بارتفاعها ويتمتع بموقع جغرافي مهم جدا".

النائب الازيدي في برلمان كوردستان،شيخ شامو، أكد لموقع "باسنيوز" "سعي حزب العمال الكردستاني لابقاء  سيطرته على بعض المناطق الحساسة في جبل شنكال لمشاريع سياسية واستراتيجية، ومنها مرتفعات(جل ميرا)" . مشيرا الى ان"الحكومة العراقية تحاول تقديم كل انواع الدعم والمساندة للحزب لابقاء مسلحيه في تلك المنطقة وتزودهم بالاسلحة والمستلزمات".

مضيفا "PKK متواجد على جبل شنكال بتوصية من ايران والعراق خاصة الجهة التي تسيطر على المناطق السورية".

نائب قائد وحدات مقاومة شنكال(تابعة لـ PKK) دجوار فقير،كان قد صرح بأن وحداتهم قوة عراقية ولا تتبع قوات بيشمركة كردستان وان نضالهم يهدف لتحرير الاراضي الايزيدية والعراقية من الارهاب.مؤكدا انهم يتلقون الدعم العسكري والاوامر من بغداد ولاعلاقة لهم بوزارة البيشمركة .

الصحفي المهتم بشؤون شنكال والازيدية، عبد الرزاق علي، قال: ان " حزب العمال الكردستاني موجود في شنكال في اطار لعبة مخابراتية. لن يتركوا جبل شنكال على الرغم من المحاولات التي بذلت من اجل ذلك.انهم لايستمعون لاحد.ومن منع حصول مشاكل هناك حتى الان هو رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني".

وأضاف "وجودهم هناك تسبب بضرر كبير، يمكن توقع سببين لبقائهم الاول ان ايران تدير شؤونهم وهي تريد ان تنفذ اجندتها عن طريقهم، والسبب الثاني تشبثهم بمرتفع يسمى"جل ميرا" حيث قاعدتهم الرئيسية هناك، وهو المكان الاكثر استراتيجية كونه الاكثر ارتفاعا والاقرب الى اسرائيل في العراق بحسب قادة عسكريين".

وتابع علي بالقول "لقد وسّعوا معسكرهم هناك، انهم يقومون بتدريب الاطفال الذين يخطفونهم من العائلات الازيدية في ذلك المعسكر".

وبحسب معلومات وتقارير صحفية، فان الحكومة العراقية تريد تحويل بقاء PKK الى مشروع عراقي وبناء اكبر قاعدة عسكرية هناك وقد تم بحث هذا المشروع مع الجانب الايراني".

عبدالرزاق علي عاد واكد بان" سبب آخر لبقاء حزب العمال الكردستاني في شنكال مرتبط بموضوع الهلال الشيعي لان هذه المناطق تضم عددا كبيرا من المكون الشيعي خاصة التركمان الشيعة بقضاء تلعفر الذي لا يبعد سوى 32 كم عن جبل شنكال، وفي حال تحرير القضاء فإن وجود PKK هناك  سيفيد ايران ومشروعها الذي ينفذ هناك".

المصدر|باسنيوز

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت