كشفت الأمم المتحدة الجمعة أن تنظيم داعش الإرهابي قتل أكثر من 230 شخصاً في مدينة الموصل ومناطق حولها، فيما يلوح شبح نزوح جماعي كبير مع تزايد أعداد الفارين من تلك المناطق.
وقالت الناطقة باسم المفوضية رافينا شمدساني للصحافيين في جنيف إن "معلومات أفادت بقتل 232 شخصا بالرصاص الأربعاء الماضي"، موضحة أن "بين هؤلاء 190 عنصراً سابقاً من قوات الأمن العراقية". مضيفة أن "هذه المعلومات تم التثبت منها قدر الإمكان"، مشيرة إلى أن عدد الذين قتلوا في الأيام الأخيرة قد يكون أكبر من ذلك.
إستراتيجية القتل
وتابعت شمدساني أن قتل هؤلاء الأشخاص جاء في إطار استراتيجية التنظيم إجبار الناس الذين يعيشون داخل الموصل على البقاء، مشيرة إلى أن هدف الإرهابيين هو استخدام هؤلاء الأشخاص "دروعا بشرية" في المعركة من أجل الموصل ضد القوات العراقية.
وهذه واحدة من سلسلة طويلة من عمليات القتل التي ارتكبها التنظيم المتطرف منذ اجتياح مناطق واسعة في العراق في عام 2014. وقام في العامين الماضيين، بإعدامات جماعية وتفجير أسواق ومساجد واستعباد واغتصاب استهدفت أقليات دينية بينها الأيزيدية.
نزوح جماعي
تواصل قوات عراقية فرض حصار على مدينة الموصل من الشمال والشرق والجنوب، فيما يتزايد عدد الفارين من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية هربا من معركة قريبة في مناطق يسيطر عليها داعش الإرهابي. وقالت المنظمة الدولية للهجرة الخميس، أن 18 الفا و804 اشخاص فروا منذ بدء العملية في 17 تشرين الاول/اكتوبر، غالبيتهم العظمى من محافظة نينوى، كبرى مدنها الموصل.
وقال كارل شمبري المستشار الاعلامي الاقليمي للمجلس النروجي للاجئين لوكالة فرانس برس "لاحظنا تزايد كبيرا في الاعداد خلال الايام القلية الماضية، وهم الان يتوجهون الى مخيمات اقيمت حديثا".
واكد انه يتوقع ارتفاع عدد النازحين كلما اقتربت القوات العراقية ودخلت مدينة الموصل. مضيفا انه "امر يسبب القلق لانهم (القوات) لم يدخلوا المدينة حتى الان وعندما يحدث هذا ، سيكون هناك نزوح جماعي كبير".
والنزوح من المشاكل التي يعاني منها العراق خلال المعارك وحتى بعد انتهائها.
كما ستكون هناك مشكلة بين بغداد واقليم كردستان الشمالي، الذي تلعب قواته دورا بارزا في المعارك، لكنها تمتد وتسيطر على مناطق خارج حدود الاقليم.
وسيمثل هذا الامر مشكلة في حال مطالبة الاقليم بالاستقلال، الذي تحدث عنه رئيس وزراء الاقليم مؤكدا انه سيتم بحثه مع بغداد بعد الانتهاء من معركة الموصل .
بحث استقلال الاكراد
قال رئيس حكومة اقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني في مقابلة نشرت الجمعة انه يريد مناقشة "استقلال" هذه المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي فور استعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش. مضيفا "نحن لسنا عربا بل امة كردية سيكون هناك استفتاء حول استقلال كردستان، لنترك الناس يقررون".
لكن معركة الموصل لم تحسم بعد، ومازالت القوات العراقية تقاتل على طريق استعادة السيطرة على المدينة. ويقدم التحالف الدولي بقيادة واشنطن، دعما جويا وبريا للقوات العراقية التي تقاتل الى جانب قوات البشمركة الكردية واخرى موالية لها، وتمكنت من استعادة سيطرتها على بلدات وقرى حول مدينة الموصل خلال الايام الماضية.
وقال قائد القيادة الاميركية الوسطى الجنرال جوزف فوتيل انه "خلال العمليات التي جرت خلال فترة الاسبوع ونصف الاسبوع الماضيين لاستعادة الموصل، نقدر عدد الذين قتلوا من تنظيم الدولة الاسلامية بما بين 800 و900 مقاتل".
وتقدر القوات الاميركية عدد المسلحين في مدينة الموصل بما بين 3500 وخمسة آلاف مسلح اضافة الى ألفين آخرين في مناطق حول المدينة. ويقول التحالف الدولي الإرهابيين يتنقلون في مجموعات صغيرة ويحاولون التخفي وفقدوا القدرة على التنقل في مواكب ما يعقد الامر عليهم في اخلاء قتلاهم.
وفي حال استعادة الموصل، ستكون الرقة اخر اكبر معاقل تنظيم داعش في مناطق سيطروا عليها في العراق وسوريا منتصف عام 2014.