الجمعة, 12 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

ظاهرة انتحار الجنود تقلق نظام الشيطان الإيراني

بدون رقابة - | Mon, Oct 24, 2016 12:59 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

تواجه الجندية والقدرة التعبوية في الانتساب للقوات العسكرية والأمنية في إيران خطر العزوف والفرار ورفض الخدمة في مثل هذه المؤسسات، ما أدى إلى حدوث عجز في القوة البشرية في الأجهزة العسكرية والأمنية، واعتمادها على مرتزقة من الخارج وخاصة الأفغانيين من أجل القتال خارج الحدود الإيرانية مقابل مردود مادي أو تهديد المقيمين الأفغان في إيران بطردهم في حال رفضوا الانصياع لمطالب الحرس الثوري في تجنيدهم.

 ولم يستطع قانون التجنيد الإجباري في إيران أن يضع حلا لهذه المعضلة لأسباب عديدة أولها غياب روح الدفاع عن النظام الفارسي في إيران من قبل الشعوب غير الفارسية، ووجود فجوة واسعة بين المواطنين من جهة والنظام الإيراني والمؤسسات العسكرية والأمنية من جهة أخرى، وكذلك رفض الطبقات الفارسية الغنية والمرفهة في التجنيد والخدمة العسكرية، واعتقاد نسبة كبيرة من الشعوب الإيرانية بعدم جدوى التدخل الإيراني العسكري الخارجي، وما يواجهه من رفض مجتمعي في الزج بأبناء الوطن والمخاطرة بأرواحهم في الحروب الإقليمية الناتجة عن التدخل الإيراني والتحريض الطائفي.

وقد كشفت زيادة حالات الانتحار في صفوف أفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الإيرانية حجم الرفض للخدمة العسكرية من قبل المواطنين، وأثارت قلق قادة النظام وخاصة في الآونة الأخيرة، وأكدت التقارير الصادرة من الداخل الإيراني أن ظاهرة انتحار الجنود في إيران آخذة في التزايد، وقد نشرت صحيفة “آرمان” تقريرا تحدثت فيه عن ارتفاع حالات انتحار الجنود في إيران، وذكرت عددا من حالات الانتحار هذه، وقالت إن جنديا في الأحواز قام مؤخرا بإطلاق النار على نفسه، ومثل هذه الحالة تكررت عدة مرات، إذ أقدم أحد جنود مركز الإصلاح والتأهيل “مادوان یاسوج” بإطلاق النار على ثلاثة جنود آخرين وقتلهم، ومن ثم قام بإطلاق النار على نفسه، ونفس الحادثة هذه تكررت أيضا في مركز إصلاح “شهرمادوان” وفي مناطق أخرى مختلفة، كما قام جندي إيراني بالانتحار بعدما فتح النار وقتل ثلاثة من زملائه في جنوب إيران، وصرح “فتاح محمدي” نائب محافظ مدينة ياسوج جنوبي البلاد أن إطلاق النار وقع في إصلاحية للشباب في ياسوج، نحو 700 كم إلى الجنوب من طهران، وكثيرا ما تنشر وسائل إعلام إيرانية تقارير عن عمليات إطلاق نار مماثلة بين الحين والآخر.

وتعد الخدمة العسكرية التي تمتد لنحو 24 شهراً إلزامية بالنسبة للرجال الذين تتجاوز أعمارهم التاسعة عشرة في إيران، ولكنها تواجه رفضا شبابيا وأسريا واسعا، نظرا لعدم جدواها ومخاطرها، مع غياب الرغبة في الدفاع عن النظام الفارسي من قبل الشعوب غير الإيرانية، إضافة إلى احتمالية زجهم بحروب إقليمية وخاصة في سوريا والعراق واليمن.

وتتعدد عوامل وأسباب انتحار الجنود في إيران، والتي منها: المشاكل النفسية والأمراض العقلية والخوف من الجندية والخدمة في المناطق الخطرة وخاصة الحدودية، والخشية على أمن الأسرة والنظرة السلبية تجاه الجنود، والإجبار على قتل المدنيين والأبرياء، وكشفت الدراسات أيضا أن تزايد حالات الإعدام التي تنفذها السلطات الإيرانية في حق النشطاء السياسيين والاجتماعيين وخاصة تلك العلنية منها، كان له الأثر على إقدام الجندي على الانتحار، بينما يحاول المساعد التنفيذي للجيش الإيراني إخفاء العوامل والأسباب الحقيقية من وراء ارتفاع الانتحار في صفوف الجنود، ويدعي أن أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة هو المشاكل الشخصية والأسرية وكذلك الإدمان على المخدرات.

وتثير ظاهرة الانتحار بشكل عام القلق في إيران لتزايدها المستمر، حيث يؤكد نائب مدير مركز الطوارئ والرعاية الاجتماعية الإيرانية “حسين أسد بيكي” أن عدد حالات الانتحار التي أدت إلى الموت بلغت في العام الماضي 4020 حالة انتحار، 2887 رجل و1133 امرأة، وأضاف أن الأعمار ما بين 12 إلى 25 عاما هي أكثر الفئات التي أقدمت على الانتحار، ولكن هناك آلاف محاولات الانتحار التي تبوء بالفشل وتؤدي أحيانا إلى عاهة دائمة، وأوردت صحيفة “آرمان” تقريرا عن تزايد حالات الانتحار في إيران، وقالت إن معدل الانتحار في إيران يتزايد، ويوميا تقع 13 حالة انتحار يكون متوسط العمر فيها 29 عاما.

المصدر:مركز المزماة للدراسات والبحوث

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت