هل كان جلوس رئيس حزب العمل المصري الجديد(الاستقلال حاياً) مجدي أحمد حسين على يسار الرئيس الإيراني أحمدي نجاد خلال لقائه بقادة الأحزاب السياسية المصرية في القاهرة ضمن فعاليات زيارته التى جرت مؤخرا لمصر من قبيل المصادفة التي لا تحمل أية دلالة أو معنى سياسي خاص؟ أم أن ترتيب الجلوس قربا أو بعدا من نجاد كان رسالة محددة تعكس طبيعة العلاقة بين الدولة الإيرانية وقادتها وبين بعض القوى والشخصيات السياسية المصرية خاصة من بين أولئك المحسوبين على التيار الإسلامي؟
في اعتقادي أن الأمر ليس عبثا أو محض مصادفة فاللقاء ليس لقاء عاديا وإنما هو لقاء يحضره رئيس دولة كبيرة بحجم الدولة الإيرانية التي يقوم رئيسها بزيارة مصر للمرة الأولى منذ 34 عاما ومن ثم فليس من المنطقي أن تكون تفاصيل اللقاء بدءا من أسماء المشاركين وانتهاء بطبيعة الموضوعات والقضايا المطروحة للنقاش ومرورا بمكان اللقاء وطريقة الجلوس أمرا عبثيا أو عفويا إذ يُفترض أن القائم بأعمال السفارة الإيرانية هو من رتب لكل هذه التفاصيل وهو ما يشجعنا على القول بأن جلوس رئيس حزب العمل على يسار نجاد كان له دلالته السياسية التي حملت إشارة قوية على أن هناك علاقة قوية للغاية تربط بين الرجل والدولة الإيرانية خاصة وأن رئيس حزب العمل بصفته الاعتبارية وبصفته الشخصية بل وحزب العمل ذاته سواء القديم أو الجديد لم يعد لهما الوجود السياسي القوي في الشارع المصري مقارنة بأحزاب وقوى سياسية أخرى استطاعت أن تحتل حيزا سياسيا كبيرا وكانت أولى من منطلق المنفعة السياسية لمحاولات تقرب إيران إليها وكسب ودها.
علاقة قديمة
لكن إيران وكما هو واضح لا تنظر لواقع حزب العمل أو لرئيسه من هذا المنظور الضيق فهي تتعاطى مع تيار سياسي وشخصية سياسية تعود علاقتها بهما إلى أكثر من عقدين من الزمن حيث كان حزب العمل أحد أهم القوى السياسية التي حرصت على التواصل مع الدولة الإيرانية وقياداتها في أصعب الفترات توترا في العلاقة بين طهران والقاهرة وهو ما جعل الحزب وصحيفته (الشعب) التي كانت من أقوى الصحف الحزبية قبل إغلاقها عام 2000م صوتا مدافعا عن إيران وسياساتها، بل وأداة ضغط على النظام المصري بقيادة حسني مبارك من أجل إنهاء حالة الفتور والتوتر في العلاقات بين البلدين.
والحقيقة أن الحزب نجح إلى حد ما في القيام بدور فاعل في هذا المجال فقد ظل لسنوات طويلة يدافع عن التوجهات الإيرانية ويحاول جاهدا إقناع النظام المصري وبعض البلدان العربية بأهمية التحالف والتنسيق مع طهران في إطار تكوين حلف الممانعة ضد الحلف الأمريكي الصهيوني وهو ما كان سببا رئيسيا في وجود تيار سياسي – وإن ظل نخبويا – يتعاطى مع إيران بشكل مختلف عن الرؤية السائدة في الشارع المصري والتي كانت تستشعر أن إيران غير صادقة في مواقفها الداعمة للمقاومة الفلسطينية إذ أنها في الوقت الذي تدّعي فيه دعم فصائل المقاومة الفلسطينية في الأرض المحتلة كانت تثير المشكلات والقلاقل في مناطق عربية سنية أخرى فضلا عن الوضع الشديد السوء الذي يعيشه أهل السنة في إيران في ظل الانتهاكات الحقوقية المتواصلة ضدهم والتي كان وما زال من بينها إعدام العشرات منهم دون ذنب اقترفوه.
كذلك فقد كان من بين أهم مظاهر العلاقة الإيرانية بحزب العمل أن خصص الحزب الكثير من أدبياته كتبا ودراسات تتحدث عن الدولة الإيرانية وعن كونها نموذجا للنهضة والتنمية يجب أن يحتذى في مصر والعالم العربي وهو ما مثل ضمنيا دفاعا عن الثورة الخمينية ومبادئها من ناحية ومحاولة للترويج لهذه الثورة من جهة أخرى إذ كانت الانطلاقة التي تعيشها إيران – بحسب أدبيات حزب العمل – أثرا من آثار فكرها ونهجها.
دوافع وأسباب
يحاول البعض أن يربط بين هذا التوجه الذي تبناه حزب العمل تجاه إيران وبين تولي المستشار الدمرداش العقالي منصب نائب رئيس الحزب حتى عام 1985م، والعقالي كان قد تحول إلى التشيع في السبعينيات من القرن الميلادي الماضي، وعليه فإن اقتراب الحزب من إيران أو العكس كان السبب وراءه هو أن شيعيا وجد لنفسه موطئ قدم في قيادة حزب سياسي يحمل أفكارا ربما لا يتعارض الكثير منها مع المبادئ الإسلامية وهو ما يعد فرصة يجب أن لا تفوت.
وهو أمر يحتاج إلى كثير نظر خاصة وأن الرجل كان قريبا جدا من الرئيس السابق مبارك وهو ما دفعه إلى ترك حزب العمل والالتحاق بالحزب الوطني الحاكم في حين بقي الحزب على نهجه بل وبالغ في موقفه من إيران خاصة بعد أن تولى الأستاذ عادل حسين الكاتب والمفكر المصري المعروف منصب الأمين العام للحزب، والذي كان لا يتردد في زيارة إيران متحديا بذلك نظام مبارك وهو ما استفز أجهزة الأمن المصرية للدرجة التي لم تتردد فيها لتدبر له مؤامرة تتهمه فيها بالتجسس والعمل لحساب إيران في مصر وأنه أداة التواصل بين الدولة الإيرانية وعناصر الجماعات الإسلامية المسلحة وهي القضية التي أثارت الرأي العام ودفعت بعض المثقفين اليساريين المصريين من أصدقاء عادل حسين ومن بينهم الكاتب الشيوعي عبد الستار الطويلة لإثارتها إذ خاطب الطويلة الرئيس مبارك علانية خلال حفل افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب حيث طالبه بتقديم الأدلة على التهم الموجهة لعادل حسين وهو ما عجز عن تنفيذه وزير الداخلية آنذاك ما كان سببا في إحراج مبارك فاضطر إلى إصدار قرار بالإفراج عن حسين بعد أن تم احتجازه لنحو 45 يوما.
وبالطبع لم تثنِ هذه القضية حزب العمل عن الاستمرار في دعم المواقف الإيرانية حيث استمر الحزب على نهجه حتى بعد أن تم تجميد نشاطه وغلق صحيفته عام 2000م ثم وفاة عادل حسين في مارس 2001 حيث واصل الحزب بقيادة مجدي حسين سبيله على موقع الصحيفة على شبكة الإنترنت فضلا عن المؤتمرات الجماهيرية التي كان يعقدها الحزب في المسجد الأزهر كل يوم جمعة والتي كانت تتضمن خطبا وكلمات لقيادات الحزب تدعم وتؤيد السياسات الإيرانية أو تحركات حزب الله الذي هو أحد أهم حلفاء طهران.
وما أن وقع الاعتداء الأمريكي السافر على أفغانستان عام 2001م حتى تخيل المراقبون أن ثمة تغييرا سيطرأ على موقف حزب العمل وغيره من الأحزاب المصرية من إيران بعد أن تأكدت الأدلة وباعتراف بعض قيادات إيران بأنها هي من ساعدت أمريكا على غزو أفغانستان ثم أعقب هذا الغزو الأمريكي لأفغانستان غزوا آخر للعراق عام 2003 م والذي جاء أيضا بدعم إيراني وفق ما صرح به محمد علي أبطحي نائب الرئيس الإيراني آنذاك والذي قال "إن أمريكا لم تكن لتحلم بغزو العراق أو أفغانستان لولا الدعم الإيراني".
وكان يفترض أن تكون هذه المواقف المشينة جديرة بأن تقطع الطريق على أية قوة سياسية تتسق مع ذاتها وتصدق مع نفسها لاستمرار التواصل مع إيران باعتبارها قوة إسلامية تصب في صالح الأمة العربية والإسلامية وهو بكل أسف ما لم يحدث حيث اكتفى الحزب وبوجه خاص أمينه العام مجدي حسين بالصمت عن كبائر إيران فلم يصدر بيانا واحدا يدين مثل هذه المواقف أو يقترب من ذكرها على الرغم من اهتمامه الشديد بإدانة العدوان الأمريكي على كلا البلدين.
والحقيقة أن هذا الموقف الغريب من مجدي حسين انتقده بعض الفاعلين والناشطين السياسيين العراقيين وخاصة من أهل السنة المقربين من هئية علماء المسلمين إذ أسرّ لي أحدهم من المتواجدين في القاهرة بأن مجدي حسين لا يجرؤ على إغضاب الإيرانيين ولا يمكن أن ينتقد الموقف الإيراني من الغزو الأمريكي كما لا يمكن أن يدين سياسات إيران في العراق.
علامات استفهام
ربما يكون كل ما سردناه سابقا في محاولة الربط بين إيران وحزب العمل يراها البعض محاولات متعسفة تريد أن تثبت وهماً في عقول معتقديها وهو قول إلى حد كبير صائب في حال خلا الأمر من بعض المسائل التي تتضافر لتأكيد ما ذهبنا له والتي تعطي شعورا لا شك فيه لدى الذين اقتربوا من حزب العمل بشكل خاص بأن هذه العلاقة لا تتحرك بشكل طبيعي أو أنها تنطلق من حسابات المصلحة العامة للأمة.
وهنا يكفينا أن نسوق بعض المعلومات ونترك للقارئ حرية الحكم عليها والاستنتاج ومنها:
1- أن الدكتور رفعت سيد أحمد الذي يشرف على لجنة دعم المقاومة الإسلامية في الجنوب اللبناني – حزب الله – ويرأس مركز يافا للدراسات الذي يصدر العديد من الدوريات والكتب لدعم حزب الله هو أحد قادة حزب العمل سابقا فهو صحفي بصحيفة الشعب كما كان رئيسا لتحرير مجلة منبر الشرق الصادرة عنه في أوائل التسعينيات كما أنه كان عضوا بلجنته التنفيذية.
والمعلوم عن مركز يافا أنه يقوم بدور كبير جدا في الدفاع عن أفكار ومنهج حزب الله ومن ثم الجهات الممولة والداعمة له كإيران وسوريا في حين يهاجم وبضراوة بعض الدول السنية فهل هذه مصادفة؟
2- أن من بين العناصر التي تشيعت وأصبح لها دور سياسي بارز في الفترة الراهنة بعضاً ممن كانوا أعضاء بحزب العمل ومن بين هؤلاء: محمود جابر الذي كان عضوا بأمانة شباب الحزب بمحافظة الشرقية وكان يعمل مدرسا وفجأة أصبح يعمل باحثا في مركز يافا لسنوات قبل الثورة ثم يتولى موقع الأمين العام لحزب التحرير الشيعي الذي يرأسه الدكتور أحمد راسم النفيس فهل هذه مصادفة أيضا؟
3- على المستوى الإعلامي لوحظ أن من تولى منصب مدير مكتب قناة العالَم الإيرانية الناطقة باللغة العربية في القاهرة هو الصحفي أحمد السيوفي وهو أحد صحفيي صحيفة الشعب في حين أن من تولى إدارة مكتب قناة المنار الناطقة باسم حزب الله هو الصحفي محمود بكري الذي كان يوما ما أيضا مديرا لتحرير صحيفة الشعب فهل هذه مصادفة؟
4- الموقف المتشدد لمجدي حسين ضد نشر أية مقالات أو موضوعات صحفية يبدو فيها انتقاد لإيران أو لسياساتها، وقد كنت شخصيا شاهدا على حادثة من هذا النوع خلال عملي في صحيفة الشعب الإلكترونية عام 2007م حيث كتب الأستاذ محمد السخاوي الذي كان يتولى أمانة التنظيم مقالا انتقد فيه الدور الإيراني في العراق وتم نشره دون أن يراجعه مجدي حسين، وما أن اطلع عليه حتى أصدر قرارا برفع المقال من الموقع، وهو ما أغضب السخاوي بشدة وكان بداية لتوتر العلاقة بينهما والتي انتهت باستقالته فيما بعد، ومشاركته في تأسيس حزب التوحيد العربي.
تكررت حادثة السخاوي مع قيادي آخر هو أبو المعالي فائق الأمين العام لمساعد للحزب والذي لم يقبل مطلقا مجدي حسين أن ينشر له أي مقال يدين فيه الموقف الإيراني الداعم للرئيس السوري بشار الأسد في تحركاته لإجهاض ثورة الشعب السوري، وهو ما اعتبره أبو المعالي موقفا يتناقض مع مبادئ الحزب الذي يفترض أنها تدعم كل المظلومين والمقهورين وتسعى لتحرر الشعوب.
وقد صرح أبو المعالي وفق حديث خاص معي عن أنه أعلن تبرمه من هذا النهج عدة مرات وخاطب العديد من قيادات الحزب في هذا الأمر غير أن مجدي حسين أصر على موقفه وهو ما اضطره في النهاية إلى تقديم استقالته والإعلان عنها ونشرها في العديد من الصحف.
ومما جاء في خطاب الاستقالة: "إننى رأيت تحولا خطيرا في الحزب عقب ثورة 25 يناير وبخاصة فى الشهور القليلة الماضية على المستويين الداخلى - حيث الإقصاء المتعمد بسبب الاختلاف فى وجهات النظر - والخارجى - الموقف من سوريا وإيران وحزب الله - حيث ما زال البعض ينظر إليهم بأنهم "مقاومون" وهم من وجهة نظرى قتلة مجرمون يشاركون الإرهابى "بشار" فى قتل الشعب السوري - الأمر الذى جعلني أشعر بنوع من التناقض مع الذات وأن هذا الحزب ليس هو الحزب الذى تعلمت منه أن أقف وأدافع عن المقهورين أينما كانوا وبخاصة فيما يتعلق بالوضع السوري وانحياز إيران وحزب الله السافر ضد ثورة الشعب السوري".
5- الموقف المتخاذل من دعم وتأييد الثورة السورية إذ التزم حزب العمل ولفترة طويلة الصمت منذ اندلاع الثورة السورية في مارس 2011م وحتى شهر أكتوبر 2012 تقريبا وهو ما شكل تناقضا آخر إذ يفترض أن يكون مجدي حسين واتساقا مع نهجه الثوري مؤيدا وداعما للثورة السورية وهو ما لم يفعله للعلاقة الوثيقة بين بشار الأسد والنظام الإيراني.
6- الحديث المتكرر عن تشيع مجدي حسين استنادا لبعض الأفكار التي يطرحها في الندوات واللقاءات التثقيفية الخاصة بأعضاء الحزب وكوادره.
وعلى الرغم من أن مثل هذا الحديث ربما يكون حديثا مبالغا فيه خاصة وأن كاتب هذه السطور كان قريبا من الرجل لفترة طويلة من الزمن حيث كنت أمينا لشباب الحزب وعضوا بالمكتب التنفيذي له ومن ثم فقد كنت ألتقي الرجل لقاء شبه يومي سواء في منزله أو بالمركز العربي للدراسات بمنيل الروضة ولم يحدثني يوما عن تشيعه أو يدعوني للتشيع غير أنه ناقشي مرات قليلة في أن هناك بعض الأحاديث بصحيح البخاري تبدو مرفوضة عقليا أو أنها متناقضة مع ما جاء في القرآن الكريم، لكن الذاكرة لم تسعفني لتذكر هذه الأحاديث بالضبط، فهذه الحوارات تعود لعام 2005م وهو ما يعد أثرا من آثار التقارب مع الشيعة.
لكن في المقابل هناك من يصر على أن مجدي حسين تشيع بالفعل، ومن بين هؤلاء: الصحفي أسامة عبد الرحيم الذي كان ناشطا بالحزب وعمل أيضا في صحيفة الشعب الإلكترونية إذ يقول: "إنه وبعد وفاة عادل حسين أحضر المستشار الدمرداش العقالي مرجعا شيعيا إيرانيا اجتمع مع مجدي حسين باعتباره رئيس تحرير الشعب وموقعه الحزبي وهو من قام بدعوة مجدي للتشيع"، ويضيف عبد الرحيم أن علامات تشيع مجدي حسين كثيرة ومنها انتقاصه للصحابة دوما خاصة في الندوات التي يعقدها في شقة شبرا ورفضه الدائم لإصدار بيان لإدانة الموقف الإيراني من أحداث سوريا".
وأوضح عبد الرحيم أن المرجع الشيعي الذي التقى مجدي هو من موّل حزب العمل الجديد الذي تم تأسيسه على أطلال الحزب القديم كما عرض المرجع شراء مطبعة كاملة باسم الحزب والصحيفة.
ويروي عبد الرحيم أن مجدي قال على الملأ: "لولا وفاة حفيد رسول الله – عليه الصلاة والسلام - مكنتش فكرت أعمل حزب ولا أدخل السياسة من الأساس".
7 – الزيارات المتكررة لأعضاء حزب العمل وعلى رأسهم مجدي حسين لإيران وكان آخرها تلك الزيارة التي قام بها مجدي لطهران في شهر إبريل من عام 2011م أي بعد تنحي مبارك بأقل من ثلاثة أشهر وإعلانه أنه يعتزم الترشح لرئاسة الجمهورية وهو توقيت بالطبع ذو مغزى لا يمكن أن يخفى على أي متابع إذ يبدو أن مجدي حسين كان يقدم نفسه لإيران باعتباره شخصية ذات ثقل شعبي وجماهيري وأنه يمكن أن ينافس على منصب أعلى رأس في الدولة وهو ما تحتاج إليه إيران حتى تكسر الحاجز بينها وبين مصر.
وقد عكست اللقاءات التي عقدها مجدي حسين في طهران حجم التقدير الإيراني له وأن طهران لا تتعامل معه باعتباره زائرا عاديا إذ التقى مجدي حسين - وفق مقال كتبه ونشره في صحيفة الشعب- كلاًّ من وزير الخارجية علي أكبر صالحي الذي استقبله استقبالا حافلا وجلس معه قرابة الساعة ثم وفي تصرف غير بروتوكولي – بحسب وصف مجدي نفسه - أصر الوزير على مصاحبته إلى الممر الخارجى المفضي إلى المصعد.
كما التقى الدكتور سعيد جليلى أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومى وهو مجلس يرأسه رئيس الجمهورية ويختص بتحديد السياسات العامة الداخلية والخارجية ليستقبله هو الآخر استقبالا حافلا ليدخل معه في حوار مطول بمشاركة مساعديه ينتهي بإصرار جليلي على توصيل مجدي حسين لأسفل المبنى.
ثم التقى أيضا الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى والذي رحب ترحيبا شديدا بمجدي حسين ثم كان حوارهما الذي تناول الأوضاع في مصر.
كذلك الزيارة التي قام بها كل من مجدي حسين والدكتور مجدي قرقر والدكتور أحمد الخولي لإيران للمشاركة في مؤتمر الصحوة الذي استضافته العاصمة طهران في شهر سبتمبر عام 2011م والذي قاطعته أغلب الحركات السنية، والذي من المعلوم أنه كان يستهدف شرعنة وصاية الثورة الإيرانية على الصحوة الإسلامية والربيع العربي.
وكان لمجدي حسين كلمة في هذا المؤتمر، فيما التقى مع علي أكبر ولايتي، المسئول عن العلاقات الدولية فى مكتب المرشد علي خامنئي.
وفي هذا الصدد لا يمكن أن نتجاهل أيضا مسألة انتخاب مجدي حسين عضواً بالمجلس المركزي للرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين، والتي هي أحد إفرازات مؤتمر طهران والتي انعقدت هيئتها العامة في بيروت في 6/9/2012، واختيرت طهران مقراً لها!!
وأعتقد أن التعليق هنا لا يفيد كثيرا في تحديد مسار ما يمكن أن يذهب إليه ذهن القارئ إذ تبدو العلاقة بين المسئولين الإيرانيين ومجدي حسين علاقة غير عادية.
(الأربعاء 13 مارس 2013)
المصدر|الراصد