الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
هم قوم منا يتكلمون بألسنتنا، يدعون الناس في ظاهر الأمر إلى الإٍسلام ولكن أي إسلام؟
هل الإٍسلام الذي كان يوم حجة الوداع بخصائصه الثلاث:
1- الدين الذي أكمله الله عزوجل ( عقيدة - عبادة - شريعة )
2- النعمة التي أتمها الله عزوجل وهي خلاصة منهج الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.. من هم ؟ فلا تجد غير القرآن يجيب: أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وتجد السنة تظهرهم بأسمائهم وهم كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان.
3- ورضيت لكم الإسلام ديناً، ما رضي الله عنه يوم حجة الوداع هو الإٍسلام سواء:
- منهج الاستسلام والتلقي لنداء السماء.
- منهج الفهم والقبول لنداء السماء من قرآن أو سنة.
- منهج الفهم لمفردات الكتاب والسنة الصحيحة.
- منهج تربية النفس والعقل والقلب والفرد والأسرة والجماعة
- منهج تربية المجتمع عامة ورواد المجتمع خاصة من نبلاء وقادة وساسة وعلماء
- منهج تربية جيل يدير الحوار ويدير الخلاف والاختلاف بمنهج السماء كتاب وسنة
- منهج تربية الوعي الفكري في القادة والزعماء للمجتمع بعيد عن الغلو أو التفريط.
- منهج الإدارة الإقتصادية للواقع الإقتصادي للأمة والدولة على السواء .
- منهج إدارة التنوع في الرؤية داخل المجتمع المسلم بين أبناء الأمة تربية على التكامل بدل من انتشار ثقافة التآكل .
- منهج صناعة بيئة الاحتواء للمخالف حال مرحلة الدعوة التي تمتد ما بقيت آلياتها في واقع الحياة قائمة .
- منهج صناعة بيئة العدل والإنصاف مع المحب ومع العدو على السواء
إن دعاة الإٍسلام الأمريكي ، منزوع الإسلام الذي زكاه الله تعالى يوم حجة الوداع ، إنه الإسلام التوافقي بين الشعوب التي تطرح الشريعة الصحيحة الصريحة أرضاً على مائدة التوافق المجتمعي حتى يرضى الخصوم ويأمن الأولياء على دنيا فانية وزمان منصرم حتماً لا محالة .
إن دعاة الإسلام الأمريكي في خلاف مستمر ودائم مع دعاة الإسلام السلفي السني الحقيقي ليسوا دعاة هجر التدرج في الإصلاح فالتدرج منهج رباني لا خلاف على ثوابته أو متغيراته التي يقبل بها العلماء هلى خطى المصالح المرسلة التي أسس لها علماء أصول الفقه قواعد حاكمة ورؤى قائمة لا تتغير ولا تتبدل إلى قيام الساعة إلا بحسب ثبات على أصل وقبول التغير في ما يجوز فيه التغير لتغير الزمان والمكان وتوافقاً مع مقتضى حال ومناط دليل يصون الشريعة ولا يعطل دلالتها في واقع الحياة .
إن دعاة الإسلام الأمريكي يؤصلون للتنازع بين أبناء الأمة حين جعلوا الحرية في تكوين الأحزاب أصل من أصول الواقع تمهيد لتمزيق الأمة في مهب تيه التحزب والتعصب المذهبي ، وفي المقابل نسخة من الإسلام الأمريكي الذي يحمل روح التكفير لكل مستجدات الواقع من عمل إداري فمن يفتح باب التفرق والتنازع على مصراعيه خادم لرؤية الأمريكية التي ترعى أسباب الهلاك بين الجميع ، ومن يمنع التنوع بين العاملين للإسلام بزعم صيانة الأمة من التفرق يقف حجر عثرة أمام العامل الكوني في تنوع العقول والمفاهيم ومن ثم يكون أداة سهلة أمام زيادة شرر التكفير والتنفير من الدين والتدين على السواء فالإٍسلام ليس تمييع للثوابت وليس هجر ومنع للمتغيرات التي بها تسهل الحياة لأبناء الأمة والملة على السواء .
إن دعاة الإٍسلام الأمريكي قوم حملوا راية التبرير للباطنية والرافضة بمزاعم يسر الدين في قبول التنوع المذهبي بين السنة والشيعة ، وخلطوا بين من أحب الآل الطيبين الطاهرين ولم يسب الصحابة رضي الله عنهم من جيل الصحابة رضي الله عنهم الذيت ناصروا عليا وبين قوم معاصرين هم في الحقيقة أتباع ابن سبأ وليسوا أتباع علي وآل البيت الكرام ، نتج عن هذا الخلط تمرير التشيع بفكرة التقريب ، وتمرير الخطر المجوسي أيام الثورة الفارسية المجوسية - الإسلامية زعموا - الإيرانية 1399هجرية -1979 ميلادية ، سواء حسنت نيتهم أم ساءت جهلاً بالخطر والله المستعان .
إن دعاة الإٍسلام الأمريكي قوم نظروا في الهجمة الإستشراقية الغربية فوجدوا سبيل الدفع لها هو تبديل نصوص الشريعة فقاموا بتحليل ما حرم الله ظناً منهم أنهم يدافعوان عن الٍإسلام أو يسهلون للغرب قبول الدين وهذا إشكال عظيم وفي الحكم بإباحة أكل لحم الكلاب للغرب خير مثال عفا الله عن الجميع.
إن دعاة الإٍسلام الإمريكي قوم إستهواهم هوس التيسير للمسلمين حتى رخصوا للمسلم الأمريكي الإشتراك في جيوش الأمريكان التي تقاتل المسلمين بدعوى الوطنية الأمريكية التي لا ندري من أين أتوا بالسبب الشرعي لهذا الحكم الجائر في أصله وفرعه وحاله ومآله على السواء غفر الله للجميع.
إن دعاة الإسلام الأمريكي هم قوم شرعنوا الحرية لإقامة الكنائس في بلاد المسلمين التي فتحها الإٍسلام منذ العقد الثاني أو الثالث في تاريخ الإٍسلام العظيم ، إن دعاة الإٍسلام الغربي قوم يتلاعبون بعاطفة الجماهير التي يغلب عليها طابع العاطفة أو الحماس على السواء ، فين تثور العاطفة يتلاشى معها كل دواعي المصالح والمفاسد فلا يوجد أمام العقل العاطفي أصل ثابت أو قاعدة أصولية حاكمة لهواه أبداً ، فالأمر أمر عاطفة حارقة أو حماس هالك للجميع وهو عين مراد الإدارة الأمريكية في استثمار الاستنزاف للجماهير المسلمة على مدى القرن الأخير فحققت النصر للمنهج الغربي على طول الطريق
فكسب الغرب حين حكمت العلمانية ، وكسب الغرب حين سيطرت الديكتاتورية الظالمة ، وكسب الغرب حين بدأت فكرت تكوين الجماعات ، وكسب الغرب حين جاءت الثورات العربية ، وإشتد المكسب حين بدأت الثورات في النجاح حين تم العلو لفكرة تفكيك الكتل الصلبة في الأمة بزعم القضاء على الأنظمة الفاسدة ، وكسب الغرب حين تم القول بحسن التعامل مع الجميع وكسب الغرب بالثورة المضادة ، وكسب الغرب بالعنف أمام الأنظمة وكسب الغرب بالعمل المسلح أمام الأنظمة وكسب الغرب حين عمت الفوضى في البلاد العربية الثائر أهلها ولله الأمر .
فهل أصبحت الشعوب المسلمة حق تجارب للتجارب الغربية والشرقية يربح الخصم ذهاباً وإياباً ولم يبق لنا إلا العودة للخلاص من بعضنا بزعم مؤيد ومعارض . وهنا تتوفر البيئة الصالحة للفكر الخبيث وهو حملة راية الإسلام الغربي وما مؤتمر الشيشان والحبيب الجفري وغلاة الصوفية وحملة الفكرة الشيعية منا ببعيد وكذلك من اختزل السنة والجماعة في الأشعرية والماتريدية ظنا منهم أنهم يغيرون التاريخ أو يزورون الحقيقة ، والله متم نوره ولو كره الكافرون.