لن ننسى أبدا الالتزام الذي قطعناه للشعب الأمريكي بعد 11 سبتمبر/أيلول 2001. ومع ذلك يبدو أن قادتنا في بعض الأحيان قد نسوا دور إيران في أسوأ هجوم إرهابي على الأراضي الأمريكية، ولا زالت إيران مستمرة في مساعدة المنظمات الإرهابية وعملياتها في جميع أنحاء العالم.
في السنوات الـ 15 الماضية، قتلت العمليات العسكرية والاستخباراتية التي تقودها الولايات المتحدة العديد من قادة تنظيم القاعدة وتضررت قدرة المجموعة على تخطيط وتنفيذ هجمات مماثلة لما سبق. ولكن الأمر الرئيسي هو أنه لم يتم تحميل إيران المسؤولية عن دورها على الرغم أن لجنة 11 سبتمبر/أيلول وجدت أن «هناك أدلة قوية على أن إيران سهلت عبور أعضاء تنظيم القاعدة داخل وخارج أفغانستان قبل 11 سبتمبر/أيلول، ووبعضهم كانوا من الخاطفين في 11 سبتمبر».
وتقول وزارة الخارجية إن إيران أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم وهو ما لا يفهم على نحو كاف. ومع ذلك، فإن هناك رغبة من النظام في العمل مع المتطرفين من أبناء الطائفة السنية في العالم العربي وخارجه، على الرغم من أنها تنظر إلى نفسها على أنها طليعة الطائفة الشيعية في العالم. تساعد إيران إرهاب المنظمات سواء السنية منها أو الشيعية.
يعود ارتباط إيران بتنظيم القاعدة إلى السودان في أوائل التسعينيات، عندما عاش «أسامة بن لادن» في العاصمة الخرطوم. وقد أحضر عالم الدين السوداني الشيخ «أحمد عبد الرحمن الحمدابي»، مبعوثا من إيران، وهو الشيخ «نعماني» للقاء «بن لادن» و قيادة القاعدة الوليدة. ووفقا للباحث «روهان غوناراتني» فإن الشيخ نعماني «كان له وصول إلى أعلى مراتب السلطة في طهران».
وقد خلص «ماثيو ليفيت» و«مايكل جاكوبسون» من معهد واشنطن أن «إيران والقاعدة توصلا إلى اتفاق غير رسمي للتعاون حيث تقدم إيران المتفجرات، والاستخبارات، والتدريب الأمني لتنظيم بن لادن». ونظرا لأن الحرس الثوري الإيراني بالفعل يعدم دعم حزب الله تشغيليا وماليا ، فقد كانت جاهزا لتقديم الدعم لتنظيم القاعدة.
إن العمل من خلال حزب الله أعطى إيران حرية كبيرة لتحويل الأموال والأسلحة وتدريب عناصر القاعدة بالتكتيكات القاتلة التي من شأنها أن تستخدم في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك ضد الولايات المتحدة، مثل تنسيق تفجيرات الشاحنات التي استهدفت سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998 وقد كان ذلك نتيجة مباشرة للتدريب الإيراني الإرهابي، وذلك وفقا لقرار من القاضي «جون د. بيتس» من المحكمة الجزئية الأمريكية لمقاطعة كولومبيا في القضية صدر في عام 2011.
بعد 11 سبتمبر/أيلول، أصبحت إيران ملاذا أكثر أهمية لمقاتلي تنظيم القاعدة الذين فروا من أفغانستان، عندما انهارت حركة طالبان. وتدعي إيران أن «الإرهابيين» وضعوا تحت الإقامة الجبرية. وفي الواقع، فإن إيران منحت «الإرهابيين» حرية التحرك بانتظام داخل إيران والعبور إلى العراق وأفغانستان لتنفيذ الهجمات. ومن قاعدة آمنة في إيران، اعتزم أعضاء تنظيم القاعدة تنفيذ عمليات إرهابية، بما في ذلك هجوم عام 2003 في المملكة العربية السعودية والذي قتل فيه 26 شخصا، بينهم ثمانية من «الأمريكيين»، وهجوم 2008 على السفارة الأمريكية في اليمن الذي أودى بحياة 16 شخصا، بينهم ستة من الإرهابيين.
لقد أخذ الأمر 10 سنوات من الحكومة الأمريكية للاعتراف علنا بالمساعدات الإيرانية لتنظيم القاعدة. حيث اتهمت وزارة الخزانة في عام 2011 إيران رسميا بإقامة تحالف مع تنظيم القاعدة يتيح للجماعة الإرهابية استخدام الأراضي الإيرانية كنقطة عبور لنقل الأموال والأسلحة والمقاتلين إلى قواعدها في باكستان وأفغانستان.
ومؤخرا، في 20 يوليو/تموز 2016، تضمنت القائمة السوداء للولايات المتحدة ثلاثة من أعضاء تنظيم القاعدة الذين كانوا يعيشون في إيران، و قد ساعدت إيران المجموعة الجهادية في ساحة المعركة، عبر تزويدها بإمكانات مالية ولوجستية بالتنسيق مع السلطات الإيرانية. وعندما رفعت السرية عن غارة مايو/أيار 2011 التي قتل فيها «أسامة بن لادن»، فقد كشف كيف كانت إيران حاسمة بالنسبة تنظيم القاعدة. وفي رسالة عام 2007، وجه «بن لادن» لتنظيم القاعدة أوامر بعدم استهداف إيران لأنها هي «الشريان الرئيسي بالنسبة لنا لحركة لأموال، والأعضاء، والاتصالات».
ولكن حتى مع انتقاد الولايات المتحدة لدعم إيران للإرهاب، سعى صناع السياسة في واشنطن نحو علاقات أوثق مع طهران. حيث قادت الولايات المتحدة والبلدان المعروفة باسم مجموعة (5 +1) في السنوات التالية عملية إبرام اتفاق مع إيران يمكن أن يؤجل في أحسن الأحوال طموحات إيران النووية، في حين تم منحهم مليارات الدولارات إلى الآن، ومسار قانوني للأسلحة النووية في المستقبل. لقد تفاوضنا مع عدونا النظام الإيراني، على الرغم من الرغبة المعلنة والتي برهن عليها لتدمير بلدنا.
في الذكرى الـ15 لأحداث 11 سبتمبر/أيلول، لا ينبغي أن تقدم الولايات المتحدة مكافأة لإيران عبر هدايا تخفيف العقوبات، وتخفيف الحظر على الأسلحة والقيود على الصواريخ الباليستية. لقد حان الوقت لتحميل النظام الإيراني مسؤولية عدوانه المتهور ودعمه للإرهاب.
ترجمة|الخليج الجديد