أعلن المدير العام لمكتب دراسات الرعاية الاجتماعية في وزارة العمل والتعاون والرعاية الاجتماعية أحمد رستمي، عن جمع معلومات حول 300 ألف طفل محروم من التعليم في “نظام الرعاية للإيرانيين”، وقال: “أُعلِنَ خلال الأسبوع الماضي أن العائلات التي تحرم أبناءها من التعليم سيُقطَع عنها الدعم”.
وأشار رستمي خلال مؤتمر “أهمية تقييم البرامج والسياسات الاجتماعية”، إلى موضوع تقييم السياسات الاجتماعية في إيران، وقال: “منذ تشكيل وزارة الرعاية الاجتماعية عام 2004 تقرر توزيع ميزانية الرعاية الاجتماعية من خلال هذه الوزارة، وتعاونَّا مع مؤسسة الإدارة وأجهزة الحماية من أجل ذلك. لكن المشكلة كانت أن الوزارة تفتقر إلى أدوات تقييم البرامج المناسبة”.
توزيع الفقر في الدولة غير متعادل:
وأضاف رستمي: “عندما درسنا (الفقر متعدد الأبعاد) على أساس أبعاده وجدنا أن احتياجات المحافظات مختلفة، فعلى سبيل المثال محافظات مثل كردستان ولرستان أكثر المحافظات تضررًا في البعد الصحي على مستوى المدن، وعلى مستوى القرى تَصدَّرَت محافظة البرز ومحافظة هرمزكان هذه القائمة”.
وقال رستمي: ” من حيث الفقر التعليمي، تصدرت محافظة سيستان وبلوشستان القائمة على مستوى المدن وعلى مستوى القرى. كما درسنا أبعادًا أخرى كالمسكن ومعايير الحياة وغيرها، وتَبيَّن أن توزيع الفقر غير متعادل إطلاقًا في الدولة، فبعض المحافظات تَمَيَّز بالفقر الصحي وبعضها بفقر المسكن، وبعضها بفقر التعليم.
التقسيم العشري لـ23 مليون أسرة في إيران
وأوضح رستمي أنه “بدأت وزارة الرعاية الاجتماعية بجمع قاعدة بيانات الرعاية للإيرانيين منذ عام 2008، لكن بدأنا منذ عامين جمع المعلومات بشكل جادّ، وشمل ذلك أمورًا متنوعة مثل: نوع التأمين، ونوع المركبة، وطبيعة شغل الأسرة، ومعلومات ضريبية، ومكان السكن، ومعلومات حول القروض التي حصلت عليها العائلة… واستطعنا من خلال التقسيم العشري لـ23 مليون أسرة الحصول على نتائج لم نكُن نتوقعها”.
تقديم الدعم المشروط بالفحوص الطبية
وحول تقديم الدعم المشروط بالفحوصات الطبية، أضاف رستمي: “على سبيل المثال كانت المحافظات المركزية تحتوي على النسبة الأعلى من حيث أعداد المصابين بإعاقات، بالطبع كان وضع المحافظات الأخرى غير متعادل، فبعض المحافظات احتوى على نسبة كبيرة من المعوقين، وبعد دراسة المعلومات المقدمة من تأمين الصحة حصلنا على معلومات جديرة بالاهتمام، وبناءً على هذه المعلومات وصلنا إلى رؤية بهذا الخصوص، وبناء على هذه المعلومات من الممكن أن يكون تقديم الدعم للعائلات في بعض المحافظات مشروطًا بإجراء الفحوصات الطبية”.
الاستفادة من دعم لجنة الإغاثة كان معيارًا لقبول طلب الزواج
وأضاف رستمي أنه في بعض المناطق وبسبب الفقر الشديد، كان عدد الحاصلين على دعم لجنة الإغاثة كبيرًا جدًّا، وفي بعض المناطق لم يكن الفقر كثيرًا لكن عدد المستفيدين من الدعم كان كبيرًا، والعجيب في الأمر أن “الاستفادة من دعم لجنة الإغاثة أصبحت ثقافة في بعض المجتمعات الفقيرة، وأصبحت من معايير التقدم للزواج”.
ارتفاع معدَّل الانتحار في إيلام مقارنة بباقي المحافظات
وقال رستمي: “تَمَكَّنَّا من إضافة المعلومات التي حصلنا عليها حول الأضرار الاجتماعية إلى الخرائط التي أعددناها، فعلى سبيل المثال: مع أن معدَّل الانتحار في إيران يُعتبر منخفضًا مقارنة بدول المنطقة، فإن معدَّل الانتحار في محافظة مثل إيلام مرتفع مقارنةً بباقي المحافظات، والإحصاءات تساعدنا في معرفة السبب وراء ذلك”.
ضرورة خروج البعض من غطاء تأمين عُمَّال البناء
وأوضح رستمي أن المعلومات الأخرى التي تسجَّل في “نظام رعاية الإيرانيين” تخصّ تأمين عمال البناء الصحي، والحكومة تقدم الدعم لهذا التأمين، مضيفًا: “خلال تسجيل المعلومات وصلنا إلى نتيجة مفادها أن بعض أعضاء النقابات الأخرى يستفيدون من غطاء التأمين لعمال البناء، والحكومة يجب أن لا تقدِّم تأمينًا لهؤلاء بالمجان، وعليهم الخروج من هذا الغطاء”.
استفادة مناطق مرتفعة الدخول من لجنة الإغاثة
وحول كيفية تقديم الدعم لجنة الإغاثة ولجنة الإغاثة أوضح أنه “على الرغم من أن المشمولين بهذا الدعم هم من المناطق الفقيرة، فقد واجهنا حالات تستفيد من هذا الدعم في حين أن دخولها مرتفعة، وفي عام 2014 قطعت لجنة الإغاثة الدعم عن 30% من هؤلاء الأفراد”.
احتمالية هجرة 22% من النخب الإيرانية
وقال رستمي إن أحد الإجراءات المتخَذة هو “تحليل النُّخَب” في الدولة، وتَبَيَّن أن 22% من هذه النخب لم تتوافر عنهم معلومات في بنك المعلومات في إيران، وهناك احتمال أن يكونوا هاجروا من الدولة. كما أشار إلى أن مليونًا و600 ألف شخص لا يملكون البطاقة الوطنية، واتُّخِذت الإجراءات بهذا الخصوص، ولم يتقدم 400 ألف شخص لتسجيل معلوماتهم، ومن المحتمل أن يكونوا توُفُّوا.
معلومات حول 300 ألف طفل محروم من التعليم
وأشار رستمي إلى أن أحد الإجراءات قيد التنفيذ تسجيل الأطفال المحرومين من التعليم، وأضاف: “لقد جمعنا معلومات عن 300 ألف طفل محروم من التعليم، وقد أعلنَّا الأسبوع الماضي أن أي أسرة تمنع أطفالها من التعليم سيُقطَع عنها الدعم “.
أصحاب الدخل المرتفع سيساهمون في تكاليف تأمينهم
وبيَّن رستمي أنه جُمعت معلومات تخصّ “تأمين الصحة”، وقال: “بداية من هذا العام سندرس ونقيّم تأمين العائلات عن طريق (نظام رعاية الإيرانيين)، والعائلات التي تتمتع بدخل مرتفع يجب أن تساهم في تكاليف تأمينها”.