لا يكفي أن يكون النائب حاضرًا بجسده تحت قبة البرلمان؛ فالمعيار الحقيقي هو حضوره بالموقف والفكرة والرؤية، وعلاء عابد برز كنموذج لذلك النائب الذي لا يكتفي بالجلوس على المقاعد، بل يملأ القاعة بأفكاره، ويحوّل قضايا المواطنين إلى مواقف سياسية وتشريعية متماسكة، ما جعله بحق "برلمانيًا من طراز فريد".
مواقف وطنية لا لبس فيها
من أبرز ما يميز علاء عابد أنه يتعامل مع القضايا الوطنية باعتبارها خطوطًا حمراء لا تقبل المساومة، ففي أحد خطاباته الشهيرة قال:
"لا توجد تسوية على حساب أمن مصر القومي، ومن يظن أن الوطن قابل للمساومة فهو لم يعرف بعد معنى الانتماء."
هذا المبدأ كان واضحًا في مواقفه تجاه قضايا مثل الإرهاب، حيث شدد أكثر من مرة أن المواجهة لا بد أن تكون شاملة:
"الإرهاب لا يُهزم بالسلاح وحده، بل بالفكر والوعي والقدرة على بناء دولة قوية تُحصن أبناءها."
فلسطين تتصدر خطابه البرلماني
لم يتردد علاء عابد في جعل القضية الفلسطينية جزءًا أساسيًا من خطابه تحت القبة، وكان صوته مرتفعًا دفاعًا عن الحق الفلسطيني، حيث قال في إحدى الجلسات:
"القضية الفلسطينية ليست شأنًا خارجيًا، بل قضية أمن قومي مصري وعربي، ولن نسمح بتصفية هذا الحق التاريخي."
وأكد في مقالاته الصحفية:
"معبر رفح ليس مجرد بوابة حدودية، بل هو شريان حياة للشعب الفلسطيني، ولن يكون أبدًا معبرًا للتهجير."
برلماني مُشرّع
إلى جانب المواقف السياسية، عرف علاء عابد بتركيزه على الجانب التشريعي والرقابي، فقد طرح مشروعات قوانين ترتبط بشكل مباشر بحياة المواطنين، وشدد على أن النائب الناجح لا يقيس نفسه بعدد الكلمات تحت القبة، بل بمدى تأثير تشريعاته على الناس.
"النائب الذي لا يسمع صوت الناس في الشارع، لا يحق له أن يتحدث باسمهم تحت القبة."
السياسة والإعلام.. وجهان لرسالة واحدة
تميز النائب علاء عابد بامتلاكه أداة إضافية للتأثير، هي الإعلام، حيث عبر مقالاته في صحف مثل "أخبار اليوم" و"الجمهورية" و"الوطن" و"اليوم السابع"، نقل صوته من البرلمان إلى الجمهور الأوسع، وجعل من مقاله امتدادًا لموقفه البرلماني. بهذا المعنى، كان النائب يشرّع ويكتب في آنٍ واحد، ليجعل رسالته أكثر عمقًا وانتشارًا.
في المشهد السياسي المصري، يمكن القول إن علاء عابد يمثل صيغة نادرة لـ"النائب الشامل"، مشرّع، مراقب، صاحب موقف وطني صلب، وصوت إعلامي وازن، ولهذا وُصف بأنه "نائب من الدرجة الأولى"، ليس مجاملة، بل توصيفًا دقيقًا لمسيرة برلماني يجمع بين الفكر والفعل، وبين الكلمة والموقف.
*رئيس مركز الخليج للدراسات الإيرانية