السبت, 27 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ يومين
المشرف العام
شريف عبد الحميد

تيارات الفرس في إيران

آراء وأقوال - محمود رأفت | Sat, Dec 31, 2022 1:15 AM
الزيارات: 7781
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

ينقسم الفرس في إيران لسنة وشيعة، وعبر التاريخ قدم الفرس السنة للإسلام والمسلمين خدمات جليلة، وتعدادهم اليوم يقارب 5 ملايين إنسان أي ربع أهل السنة في إيران البالغ عددهم 20 مليون.

وقدم الفرس السنة العشرات من الشهداء من جميع التيارات الإسلامية بسبب تنكيل نظام خامنئي، وبالرغم من ذلك ساهموا في تسنن أعداد لا حصر لها من الشيعة الإيرانيين لذا التعميم على الفرس والهجوم عليهم كعرقية ليس من الإسلام وفيه تجني كبير على مكون هام من مكونات الأمة الإسلامية هم الفرس السنة، لذا فالذاكرة العربية العامية تحتاج إلى إعادة تأصيل الأمر.

والفرس السنة قدموا الكثير من الخدمات الجليلة عبر القرون للحضارة الإسلامية في شتى العلوم وخاصة العلوم الشرعية وحتى في مختلف الفنون، بل كانت منابر الفرس السنة تدعو علنا للسنة في العراق وسوريا ودفع الكثير من علمائهم وشبابهم الثمن وبعضهم أصبح مطاردا، وبعضهم حتى اليوم في المعتقلات الإيرانية.

وأيضا على سبيل المثال تعتبر مدينة "تربت جام" التي يسكنها الفرس السنة هي معقل أهل السنة في  محافظة خراسان وتصدوا لقرون لمحاولات التشييع الجبرية وحافظوا على دينهم.

ولا ننسى الشيخ الفارسي السني الشيخ إبراهيم صفي ‌زاده أحد زعماء سنة إيران الذي فر هاربا بدينه إلى هرات الأفغانية فتتبعته استخبارات الحرس الثوري الإيراني وقتلوه في عام 2019م.

وفي الثورة الإيرانية الحالية انتفض الفرس السنة والشيعة على السواء ضد نظام خامنئي (آذري شيعي)، كما انتفض الأتراك الأذر والعرب، مع العلم أن العمود الفقري لنظام الملالي هم الأذر الشيعو والفرس الشيعة والشيعة العرب في "الأحواز" أو كما كان ينطقها علماء المسلمين عبر التاريخ "الأهواز".

لكن على النقيض فإن الفرس الشيعة يحملون غلًا وحقدًا على العرب خاصة وأهل السنة عامة ليس له مثيل، كما أن القوميين الفرس يحملون الأفكار نفسها بل هم أشد حقدًا على الأمة من نظام الملالي نفسه !، وللأسف فإن بعض هؤلاء يشاركون في الاحتجاجات الحالية في إيران.

يقول الإعلامي الإيراني ماجد العباسي، إن "هناك عنصرية فارسية واستعلاء قومي إيراني وآري على العرب والمسلمين وغيرهم من شعوب المنطقة ما عدا الغرب، لكن هذا لا يعني أنهم الأكثرية بين الشعب الإيراني ولا حتى بين الفرس منهم، بل هم أقلية صغيرة متطرفة، خطورتهم أشد من الملالي على غيرهم من سكان إيران، أما الأكثرية ضد هذا الفكر العفن".

وأضاف: "هؤلاء الفئة هم أشد أعداء الملالي، ويريدون استغلال الحركة الاحتجاجية لتصفية حساباتهم ضد نظام ولي الفقيه، وهم متطرفون ضد من يحمل اسم الإسلام بغض النظر عن فكره ومذهبه، يعتبرون النظام الإيراني نظاماً متخلفاً يوالي العرب والمسلمين ويعادي الفرس والحضارة الفارسية".

وأردف: "غضب الفرس الشيعة على النظام الإيراني أكثر من غضب غيرهم بكثير، وهم أهل المدن الكبرى المركزية ولا يحصل أي تغيير أساسي في رأس الهرم في إيران إلا عن طريقهم، وهذا ما أكرره دائما، لكنني لا أدري لماذا الإعلام العربي يطرح عكس هذا ويريد إبعاد الشارع العربي عن معرفة الواقع الإيراني؟".

الخلاصة أن الفرس السنة أحد أهم مكونات التاريخ والحضارة الإسلامية، وللحضارة الفارسية تأثيرات هامة على الحضارة الإسلامية، وبالتالي لا يجوز تعميم الأحكام على الفرس، وقريبا إن شاء الله نسلط الضوء على ما قدمه العلماء الفرس السنة للإسلام عبر التاريخ، ولا عجب فإن نسب التسنن اليوم في إيران عالية، ولا يجوز نشر الدعوات ضد عرقيات بعينها والإسلام لا يجيز ذلك أصلا، بل بات الكثير من شباب الشيعة اليوم في إيران ينظرون إلى علماء السنة الذين ناصروا الثورة الإيرانية المشتعلة الآن باحترام وباتوا يسمعون خطبهم ويقدرونهم لأن الكثير منهم تيقن أن هؤلاء يناصرون الحق وضد الظلم، ولا يخفى علينا حجم التضليل الهائل الذي مارسه ملالي قم وطهران لغسل أدمغة شيعة إيران، ومع هذا فبنيان التشيع الصفوي في إيران يهدم.

كلمات مفتاحية:

الفرس إيران الشيعة السنة

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت