في ظل حالة من الغموض والتى تنتاب المفاوضات النووية الإيرانية مع مجموعة 4+1 برعاية أمريكية في فيينا، وفي ظل التوترات العالمية والمخاوف الدولية من توقف مسيرة المفاوضات، يسعى المسئولين الإيرانيين إلى مد أجل تلك المفاوضات وعدم إبراز نهاية لتلك المباحثات والى جرت على منذ مايو الماضي.
هذا وتوقفت تلك المباحثات في يونيو الماضي على خلفية الانتخاباات الإيرانية والتى فاز بها ابراهيم رئيسي- المرشح ذو الحظ الأوفر بين المرشحين- وعليه تعللت السلطات الإيرانية بتوقف المباحثات لأجل غير مسمى لحين الانتهاء من اجراءات تسليم السلطة ولم تعد إيران إلى طاولة المفاوضات حتى الآن.
ويرى محللون بأن تعنت إيران في إنهاء تلك المفاوضات والمباحثات إنما يأتي لتحقيق إيران نواياها وأغراضها الخبيثة، والتى حسبما ذكرت بعض المواقع أن إيران ترغب في تنفيذ ما تم الإتفاق عليه مسبقًا بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية مسبقًا بشأن صفقات تبادل الأسرى والمسجونين من الجانبين الأمريكي والإيراني.
هذا وتوقفت الجولة السادسة من المباحثات في فيينا في العشرين من يونيو/ حزيران الماضي حتى الآن ولم تعلن إيران عن استئناف جولة المباحثات السابعة حتى الآن.
ووفق ما نشره موقع أكسيوس الأمريكي فقد عقدت الولايات المتحدة مع اسرائيل قبل أيام بشأن العمل على إيجاد خطة بديلة حال عدم اتجاه إيران للعودة لطاولة المفاوضات مرة أخرى واستكمال الجولة السابعة من تلك المفاوضات، وهذا ما صرح به بعض المسئولين بوزارة الخارجية الأمريكية، بأن أمريكا لن تصبر على مماطلة إيران بشأن تلك المفاوضات، ويجري الآن العمل على إيجاد خطط بديلة.
ومن جانبها أعلنت إيران على لسان أمير عبداللهيان وزير الخارجية الإيراني بأن بلاده مستعدة لاستئناف المباحثات في فيينا، ولم يحدد أجلًا لعودة تلك المباحثات، وجاء ذلك بعد التصريحات الأمريكية الأخيرة بشأن مماطلة إيران في العودة للمباحثات واستئنافها.
ويرى خبراء بأن مماطلة إيران في استئناف المباحثات في فيينا ليست هباءا منثورا، وإنما هي بالتأكيدد خطط وسيناريوهات تعمل الحكومة الإيرانية على تننفيذها، من أجل تحقيق أكبر المكاسب من وراء تلك المفاوضات، ويتمقل جل تلك المكاسب في رفع كامل للعقوبات الأمريكية الموقعة على إيران طيلة عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وكانت إيران قد وضعته شرطا أساسيًا للعودة إلى طاولة المفاوضات ولا تزال تطالب به في كل المحافل الدولية، ومن المتوقع استخدام إيران لورقة رفع العقوبات للضغط على الجانب الأمريكي، في ظل الترقب الدولي لنتائج تلك المفاوضات .
هذا وجدد الاتحاد الأوروبي قلقه إزاء تعطل المفاوضات النووية بين إيران وأوروبا في فيينا، وطالب الاتحاد الأوروبي على لسان وزير خارجيته جوزيب بوريل الأربعاء الماضي وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان بضرورة الاسراع والمضي قدمًا نحو عجلة المفاوضات النووية لإنهاء تلك الأزمة بين إيران وأوروبا.
وتشهد إيران حالة من التخبط والتواتر في التصريحات بشأن المباحثات في فيينا، حيث كان محمد اسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيراني قد صرح الأسبوع الماضي بأن طهران ترفض العودة للمفاوضات لحين الرفع الأمريكي الكامل للعقوبات على النظام الإيراني والتزام الولايات المتحدة بشكل كامل لكافة بنود الاتفاق النووي المبرم في عام 2015.
وتظهر تلك الحالة من التخبط الإيران في توالي تصريحات عبداللهيان وزير الخرجية الإيراني الأربعاء الماضي وكذلك الحال سعيد خطيب زاده المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بأن المباحثات النووية سيتم استئنافها خلال الأسابيع المقبلة، وهذا يعكس حالة عدم الاستقرار من قبل الحكومة الإيرانية الجديدة حول مستقبل تلك المباحثات.