صدر العدد الأول من مجلة «شؤون إيرانية»، التي تُعنى «بالوقوف في وجه أطماع ملالي طهران في المنطقة العربية، من أجل قطع الطريق على المشروع الطائفي التوسعي لـ «ذوي العمائم السوداء» في الشرق الأوسط»، وهي تصدر عن مركز الخليج للدراسات الإيرانية.
وتضمن العدد ملفًا كاملًا عن «الإعدامات الجماعية» التي ارتكبها الملالي في مثل هذه الأيام من عام 1988، بمناسبة مرور 33 سنة على هذه المذبحة المروعة، ففي صباح 19 يوليو/تموز من ذلك العام، ولمدة خمسة أشهر لاحقة، تم إعدام آلاف السجناء السياسيين في جميع أنحاء البلاد، بأوامر مباشرة من موسوي الخميني، زعيم الثورة الإيرانية. وأصدرت هذه الأحكام الجائرة، ما سُمي بـ «لجنة الموت" التي كان أحد أعضائها هو القاضي - آنذاك- إبراهيم رئيسي، رئيس إيران الجديد، ليصبح «السفاح رئيسًا» في نهاية المطاف، ما يعني أن الميراث الدموي للملالي مازال قائمًا.
كما يطرح العدد تساؤلًا بات مُلحًا على المتابعين للشأن الإيراني، هو هل يُحاكم «رئيسي» بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في مذبحة 1988، وهو الأمر الذي سيمثّل - حال حدوثه- سابقة هي الأولى من نوعها في التاريخ الحديث: أن يُحاكم رئيس دولة وهو في سدة الحكم، بتهمة ارتكاب جرائم في حق الإنسانية!
تضمنت «شؤون إيرانية»، أيضًا، عددًا من موضوعات الساعة، ومنها تقرير بعنوان «لماذا يعادي أصحاب العمائم السوداء السعودية؟»، والذي يكشف عن سر العداء القديم بين نظام الملالي والمملكة، مؤكدًا أن رسالة السعودية وقدرها هو تحمّل العبء الأكبر من المسؤولية التاريخية المُلقاة على عاتقها لصد التغلغل الإيراني في منطقتنا العربية.
ويحتوي العدد على دراسات وتقارير أخرى، منها تحليل بعنوان «هل نستطيع العيش بجوار العراق الإيراني؟»، يتقصى إمكانية التعايش مع بلاد الرافدين الواقعة تحت سيطرة الملالي، ومساعي السعودية ودول الخليج إلى إنهاء نفوذ طهران على مقدرات الأمور في بغداد.
وجاء في افتتاحية المجلة أن «مواجهة المشروع الفارسي، باتت أولوية قصوى على أحرار العرب، الذي يرفضون ما يرتكبه النظام الإيراني من جرائم في حق شعوبنا، والذي يجب عليهم أن يكونوا في طليعة المقاومة العربية ضد هذا المد الطائفي، الذي يستتر بغطاء الدين، والدين الحنيف منه براء، ويتغطى برداء «نصرة المستضعفين في الأرض»، بينما هو في الحقيقة أنه يستضعفنا نحن العرب. فإما نكون - في مواجهة إيران- أو لا نكون!».