أعلنت منظمة العفو الدولية «آمنستي»، الخميس، إنها وثقت مقتل نحو 18 ألف معتقل داخل سجون سوريا، منذ انطلاق الثورة الشعبية ضد نظام بشار الأسد عام 2011، فيما كشفت عن مجسّم تفاعليّ يحاكي سجن صيدنايا العسكري.
وقالت المنظمة، التي تتخذ من العاصمة البريطانية، لندن مقراً لها، في تقرير: إنّ "أكثر من 17 ألفاً و723 شخصاً لقوا حتفهم، في معتقلات النظام السوري، بين مارس/آذار 2011 ونهاية العام الماضي 2015".
وأطلقت المنظمة تزامناً مع ذلك، في عمل ضخم، موقعاً إلكترونياً يقدم تصوراً ثلاثي الأبعاد لسجن صيدنايا المركزي سيئ الصيت، مع إمكانية التجول فيه، والاطلاع على قصص وشهادات مصورة لناجين منه.
كما قدمت فيلماً وثائقياً يلخص "حكاية الرعب" منذ دخول السجن إلى الخروج منه للناجين، مع شهادات لعدد من المعتقلين المفرج عنهم.
وفي تقريرها، أكدت منظمة العفو، "أنه في ظل اختفاء عشرات الآلاف من الأشخاص قسراً في مراكز الاحتجاز بكافة أنحاء سوريا، فإن الإحصائية الحقيقية قد تكون أعلى من ذلك".
وخص التقرير سجن صيدنايا العسكري، أحد أكبر السجون السورية وأسوئها سمعة، فضلاً عن الفروع الأمنية التي تشرف عليها أجهزة المخابرات.
ونقل عن ناجين من السجون قولهم إنهم "شاهدوا سجناء يموتون في الحجز، وذكر آخرون أنهم احتجزوا في زنازين إلى جانب جثث المعتقلين".
وأشار التقرير إلى أن المعتقلين غالباً ما يتعرضون للضرب المبرح على يد الحراس فور وصولهم إلى السجن، ويسمى هذا الاعتداء "حفلة ترحيب". إضافة إلى تعرض رجال ونساء للاغتصاب، والتحرش الجنسي أمام أقاربهم بهدف انتزاع اعترافات منهن.
إلى ذلك قال فيليب لوثر، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إن قصص الرعب الواردة في التقرير تصور بالتفصيل سوء المعاملة المروعة التي يتعرض لها المعتقلون منذ إلقاء القبض عليهم، واستجوابهم، والتحقيق معهم خلف الأبواب المغلقة.
وشدد على أنه "طوال عقود استخدمت قوات الحكومة السورية التعذيب كوسيلة لسحق الخصوم".
وأضاف "اليوم، التعذيب جزء من هجوم منظم وواسع ضد أي شخص يشتبه في معارضته الحكومة من المدنيين، ما يرقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية".
ووصف لوثر عملية الاعتقال بأنها "كثيراً ما تكون هذه الرحلة مميتة، حيث يكون المعتقل عرضةً للموت في كل مرحلة من مراحل الاحتجاز".
وطالب المسؤول الأممي، المجتمع الدولي، بـ"وضع هذه الانتهاكات في صدارة جدول أعمال أي مباحثات مرتقبة بين النظام السوري والمعارضة".
واستندت المنظمة في تقريرها الذي حمل عنوان: "إنه ينتهك الإنسان"، على شهادات 65 من ناجين تعرضوا لحالات انتهاك وتعذيب في فروع الأمن التي تديرها المخابرات السورية، وفي سجن "صيدنايا" العسكري، بالقرب من دمشق.
المصدر|الخليج أونلاين