أكد البيت الأبيض اليوم الجمعة أن على إيران الالتزام بمتطلبات الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران ومجموعة الـ5+1.
يأتي هذا بينما قال مصدر دبلوماسي أوروبي اليوم الجمعة إن المبعوث الأميركي الجديد الخاص بإيران روبرت مالي تحدث مع مسؤولين بارزين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا يوم الخميس، لمعرفة تقييم الأطراف الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015 للوضع الحالي.
وأضاف المصدر، مشيرا إلى حوار مالي مع السياسيين البريطانيين والفرنسيين والألمان: "الأمر يتعلق بمحاولة الإلمام بالملف وتقييم ما نفكر فيه".
وقد اختارت الإدارة الأميركية الجديدة، برئاسة جو بايدن، روبرت مالي، أحد مهندسي الاتفاق النووي الإيراني، ليكون مبعوثها الخاص لإيران، رغم انتقادات التيار اليميني المحافظ الذي يتهم مالي بالتساهل مع بلد عدو.
وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية الجمعة أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن "يبني فريقاً مكرساً" للملف الإيراني، "يقوده مبعوثنا الخاص لإيران روب مالي".
وأضاف أن مالي "يضفي إلى هذا المنصب نجاحاته السابقة في المفاوضات حول القيود على البرنامج النووي الإيراني"، مؤكداً أن "وزير الخارجية لديه الثقة بأنه وإلى جانب فريقه، سيتمكن مالي من التوصل إلى هذه النتيجة مرةً أخرى".
وكان مالي، صديق بلينكن من الطفولة، يرأس "مجموعة الأزمات الدولية" وهي منظمة مستقلة في مجال العمل على تفادي النزاعات في العالم.
وقبل ذلك، عمل مالي كمسشتار في البيت الأبيض وكان أحد المفاوضين الرئيسيين في الاتفاق الهادف إلى منع إيران من تطوير قنبلة نووية وأبرِم في عهد باراك أوباما.
لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب الولايات المتحدة من الاتفاق الذي كانت كل من روسيا وألمانيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة أطرافاً فيه أيضاً. واعتبره ترمب غير كاف لردع أنشطة إيران "المزعزعة للاستقرار" في الشرق الأوسط.
وأكد بلينكن هذا الأسبوع نية الرئيس بايدن العودة إلى الاتفاق النووي، بشرط أن تجدد إيران الالتزام بتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق والتي بدأت بالتخلي عنها رداً على عقوبات إدارة ترمب.
وتريد إيران في المقابل أن تقوم واشنطن بالخطوة الأولى عبر رفع العقوبات.
وحتى قبل تسميته رسمياً، أثار اسم روبرت مالي غضب أوساط "الصقور" من اليمين المحافظ المناهض لإيران.
وكتب السناتور الجمهور توم كوتون في 21 يناير في تغريدة "من المثير جداً للاستياء أن يفكر الرئيس بايدن باسم روب مالي لقيادة السياسة الإيرانية".
وحذر السناتور من أن "مالي معروف بتعاطفه مع النظام الإيراني وعدائيته تجاه إسرائيل"، معتبراً أن المسؤولين في إيران "لن يصدقوا مدى حسن حظهم إذا ما عيّن" مالي.