تطرقت صحيفة "خراسان" الأصولية، في مقال لـ"مصطفی عبدالهي"، إلى موضوع انتشار السلالات الجديدة من فيروس كورونا في إيران، محذرة من ازدياد أعداد المصابين في البلاد والوصول إلى النموذج الأوروبي. وفي مقابلة مع المتحدثة باسم وزارة الصحة الدكتورة سيما سادات لاري، أعربت عن قلقها من احتمال انتشار فيروس كورونا الجديد في البلاد.
كنا مرتاحين في البداية لأن السلالة الجديدة من فيروس كورونا هي أكثر انتشاراً فقط، لكن النتائج العلمية تظهر أنه ربما يكون أكثر فتكًا من الفيروس الأصلي. وجد فريق من العلماء وهم يدرسون الكورونا المستجد أن الفيروس مرتبط بزيادة الوفيات في بعض المناطق. ووفقا لهم على الرغم من أن هذه المعلومات ليست قاطعة ولكن يبدو أن الفيروس بالإضافة إلى أنه أكثر عداوة بنسبة تصل من 30 إلى 70 في المائة فهو مميت أكثر بنسبة 30 في المائة.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية تم بالفعل تحديد العديد من الفيروسات المستجدة شديدة العدوى. تنتشر الكورونا البريطانية في 60 دولة بينما تنتشر الكورونا الأفريقية في 23 دولة والكورونا البرازيلية في حالة انتشار. على الرغم من أنه يقال إن لقاحات كورونا ستكون قادرة على محاربة الأنواع المطورة من الفيروس مع بعض التعديلات، لكن عدد الإصابات اليومية الذي حطم الرقم القياسي في البلدان الأوروبية أثار مخاوف من أن يموت المزيد من الناس قبل أن يتم التطعيم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. وهذا يعني أن عدد 99 مليون من المصابين و 2.1 مليون متوفى في العالم سيستمر في الازدياد.
وعلى الرغم من طمأنتنا هذه الأيام أن البروتوكولات كانت مثمرة وأن عدد الوفيات بكورونا إنخفض إلا أنه وبحسب المتحدث باسم المقر الوطني لكورونا فإن أجراس الإنذار تدق للعودة إلى أيام كورونا المظلمة. وقال الدكتور علي رضا رئيسي أمس: “في بعض المحافظات ارتفع عدد مرضى العيادات الخارجية وقد تكون هذه دعوة لدق ناقوس الخطر”.
ومن الأمور المقلقة الأخرى قول الدكتور “إيرج حريريشي” إنه “لسوء الحظ بدأ تفشي جديد للمرض بشكل بسيط في بعض المحافظات التي ليست قليلة العدد وهو ما يدعو للقلق وقد لوحظت حالات إصابة بالمرض بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 18 عامًا خاصة في محافظتي طهران وأصفهان”. وقال أيضاً إن “أهم حاملي السلالة الجديدة هم بشكل رئيسي الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 40 عامًا والذين أصيبوا ولكن لم تظهر عليهم علامات المرض”.
كما حذر الدكتور مختاري عضو اللجنة العلمية للإجراءات الوطنية لمكافحة كورونا من خطر انتشار الفيروس المطور في البلاد، وقال: “عدد المصابين بالفيروس الجديد في البلاد صغير حاليًا لكنه بالتأكيد لن يبقى كذلك. كما في بداية تفشي كورونا لم نعتقد أن الفيروس سيدخل بلادنا لكنه دخل. يجب أن تكون دروعنا عالية ولا ينبغي أن نعتقد أن هذه الطفرات مرتبطة فقط بالبرازيل والولايات المتحدة وأوروبا.” كما حذر الدكتور مختاري من أن “السلالة الجديدة من الفيروس تصيب المزيد من الأشخاص دون سن الستين وحتى الأطفال يمكن أن يكونوا ناقلين للمرض لكن بدون لأعراض. ولهذا السبب يتعين علينا توخي الحذر الشديد لإعادة فتح المدارس ورفع القيود”.
في هذا السياق، أعربت المتحدثة باسم وزارة الصحة الدكتورة سيما سادات لاري، في حديث مع الصحيفة، عن قلقها من احتمال انتشار فيروس كورونا الجديد في البلاد، ودعت الناس إلى عدم السماح بحدوث نفس الوضع في الدول الأوروبية في إيران.
وأوضحت سادات لاري أنه “لا ينبغي أن نغفل عن احتمال تطور فيروس كورونا في ايران. ومع ذلك قد يكون لهذا الفيروس طفرات في بلدنا كما لديه طفرات في دول أخرى وفي الوضع الحالي فإن الطريقة الفعالة الوحيدة ضد هذا الفيروس هي الالتزام بالأمور الصحية”.
وأضافت “لحسن الحظ مع مراعاة البروتوكولات ودعم الشعب انخفض عدد حالات الإصابة والوفاة بالكورونا في البلاد في الأشهر الأخيرة. إلى جانب هذا الدعم كان طاقم الرعاية الصحية في طليعة مكافحة الفيروس على مدار العام الماضي، وعلى الرغم من الإرهاق الشديد واستشهاد العديد من القوى القيمة إلا أنه لم يغفل حتى لحظة من تقديم الخدمات”، مشيرة إلى أن “وزارة الصحة الآن تتوقع من الأهالي أن يواصلوا تعاونهم مع الكادر الطبي من أجل الحفاظ على الاتجاه الحالي لتقليل عدد حالات الإصابة والوفاة وحتى لا يصيبنا ما أصاب الدول الأوروبية”.
إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا
المصدر: صحيفة "خراسان" الإيرانية
ترجمة: موقع "جاده إيران"