حوار خفي يدور بين أروقة السلطة في إيران، حول خليفة مرشد الثورة الإيرانية، علي خامنئي، بعدما انتشرت أنباء عن تدهور صحته.
وأفاد تقرير لصحيفة "تليغراف" البريطانية، بأن المتشددون في إيران يسعون إلى تعزيز سلطتهم، مع انتشار هذه الشائعات، فيما وضعت الصحيفة أسماء لأبرز المرشحين المحتملين، استنادا على آراء محللين.
وقالت الصحيفة "إن سؤال من سيخلف المرشد سيكون حرجا هذا العام، حيث قد تعود إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، للتفاوض مع إيران حول الاتفاق النووي الإيراني".
ومن المقرر أيضا أن تجري إيران الانتخابات الرئاسية هذا العام، وسط صعود لتيار المتشددين والمحافظين، لذلك يمكن لمسألة اختيار المرشد أن تحدد مسار البلاد لعقود قادمة، بحسب "تليغراف".
وانتشرت أنباء عن تدهور صحة خامنئي منذ سنوات، كان آخرها عندما قال الصحفي الإيراني المعارض، محمد أحوازي في أوائل ديسمبر، إن خامنئي المريض قد سلم السلطة إلى ابنه مجتبى، البالغ من العمر 51 عاما.
لكن رغم ذلك، نجا خامنئي (82 عاما) من كل الوعكات الصحية، والتي كان آخرها جراحة في البروستات، فيما سارعت طهران بنفي مزاعم تولي مجتبى السلطة خلفا لأبيه.
وقالت الباحثة في الشأن الإيراني، بمركز "تشاتام هاوس"، سانام وكيل، "تسليم السلطة لابنه سيقلص شرعيته في الجمهورية الإسلامية، والتي جاءت بدلا من الملكية".
وعلى الرغم من أن خامنئي لم يعين خليفة له، إلا أنه ذكر في بيان نشر في عام 2019 بمناسبة الذكرى الأربعين للثورة، قال فيه، إن العقود الأربعة القادمة لإيران يجب أن يتولى السلطة فيها "جيل الشباب المتدين الذين يلتزمون ويتبعون المثل العليا للثورة الإسلامية".
وقال تقرير "تليغراف" إن من سيحل مكان خامنئي عند وفاته، سيعتمد إلى حد كبير على توازن القوى داخل "حكومة إيران الفصائلية"، والتي تميل مؤخرا أكثر نحو المتشددين والحرس الثوري.
ولفت التقرير إلى وفاة بعض أكبر المتشددين، مثل آية الله محمد تقي يزدي، الزعيم الروحي للتيار السياسي المتشدد، والذي قضى الجمعة عن عمر (86 عاما).
كما يعتقد آخرون أن الحرس الثوري الإيراني، المحسوب على المعسكر المتشدد، قوي بما يكفي للتحرك مباشرة لتنصيب مرشحهم.
ويعتبر نجل خامنئي هو المرشح المفضل بالنسبة للحرس الثوري، كما يرى العالم الإسلامي الإيراني المنفي، محمد جعفري، لكن قد يفتقد ابن خامنئي لدعم آيات الله الكبار، الذين لا يرونه مؤهلا من الناحية الدينية.
من جانبها، تقول وكيل إن آخرين يعتقدون أنه من غير المرجح أن يتصرف الحرس الثوري الإيراني بتنصيب مرشحه بمثل هذه الطريقة العلنية.
كما ترى وكيل، مرشحا آخر لمنصب المرشد، وهو رئيس السلطة القضائية، ورجل الدين المتشدد، إبراهيم رئيسي، الذي ترشح في انتخابات الرئاسة في 2016، حيث تصفه بأنه "محافظ للغاية ومقرب أيديولوجيا وشخصيا من خامنئي".