قام موقع "كالتشرفيكس" باستعراض لفيلم وثائقي من إنتاج عضو البرلمان العمالي السابق جورج غالاوي، بعنوان "ذي كيلنغز أوف توني بلير"، حول المكاسب المادية التي حققها رئيس الوزراء البريطاني السابق، جراء حرب العراق، ومصادقة كبار الديكتاتوريين في العالم.
ويبدأ الاستعراض، الذي ترجمته "عربي21"، بالحديث عن معارضة غالاوي لحرب العراق، وتظاهره مع مليوني شخص في لندن ضد هذه الحرب، التي كانت سببا في تعليق عضويته في حزب العمال، ويقول إن الوثائقي يفضح الأرباح التي جناها بلير من تلك الحرب.
ويقول الموقع إن الوثائقي يؤرخ لصعود ما يسمى "نيو ليبر" أو حزب العمال الجديد من رماد (التاتشرية) التي سادت في بريطانيا خلال ثمانينيات وجزء من تسعينيات القرن الماضي، ويشير إلى كيفية قيادة بلير لهذا الحزب الجديد، الذي تخلى عن المبادئ الاشتراكية لحزب العمال.
ويشير الاستعراض إلى أنه بعد التأريخ لهذا الصعود للسلطة، ينتقل الفيلم الوثائقي للحديث عن تحول تركيز بلير إلى عقد الصفقات الشخصية من عمله مستشارا لشركة "جي بي مورغان" للاستثمارات إلى العلاقات المشبوهة مع عدد من أغنى الديكتاتوريين في العالم وأخطرهم، هذا عدا عن علاقته مع روبرت ميردوخ.
ويستدرك الموقع بأن "ما يصدم فعلا في هذا الوثائقي هو المكاسب المادية التي حققها من موت الآلاف من العراقيين، والعشرات من جنود التحالف، والعالم الخطير الذي نعيش فيه اليوم تحت تهديد تنظيم الدولة الذي هو نتيجة لتلك الحرب".
ويلفت الاستعراض إلى أن "الفيلم يتناول موضوع إثراء بلير من الحرب بوضوح، وأحيانا بأسلوب ممتع، وفي كثير من الأحيان مؤلم، ناهيك عن الغضب الذي سيولد لدى الجمهور".
وينقل الموقع عن غالاوي قوله في فقرة سؤال وجواب في سينما كاميو في أدنبرة، إن الفيلم لا يهدف إلى توجيه ضربة لرجل وقع؛ لأن بلير لا يزال واقفا، ولا يزال يحقق الأرباح مما لا يمكن وصفه إلا بجرائم حرب، ولذلك فإن هذا الوثائقي فيلم مهم يكشف الأضرار التي تسببت فيها طموحات بلير وبوش.
ويفيد الاستعراض بأنه "في الوقت الذي تجد فيه طمع بلير موثقا بشكل جيد في الإعلام، الذي لا يتبع لميردوخ، إلا أن الفيلم يقوم بعمل جيد في تجميع تلك الخيوط كلها ليعرض خلاصة تلاعبات بلير الشريرة، سواء كان ذلك بتوثيق تعاملاته السرية، من خلال شركاته، أو العمل مع شركات رؤوس أموال كبيرة، أو التعامل مع الديكتاتوريين، ودوره المضحك بصفته مبعوث الرباعية للشرق الأوسط".
ويرد الموقع على ما قد يقوله المشككون من أن كراهية غالاوي الشخصية لبلير هي الدافع وراء هذا الوثائقي؛ بسبب تجميد عضويته في حزب العمال، بالقول إن الشهود الذين استعان بهم غالاوي، من خبراء وسياسيين من بريطانيا والعالم، يفندون مثل هذا الادعاء، حيث إن هناك شهادات من ناعوم تشومسكي والوزيرة السابقة في حكومة بلير، كلير شورت، وعضو البرلمان المحافظ ديفيد ديفيس، وستيفين فراي، ومسؤولين حكوميين من بريطانيا وأمريكا وغيرهم، ما يعطي الوثائقي مصداقية أكبر.
ويختم "كالتشرفيكس" استعراضه بالقول إن "أي وثائقي مهم يجب أن يحرك عواطف قوية، وهذا ما يفعله وثائقي غالاوي، حيث يزيل ستار الدخان الذي تركه بلير، ويفضح الطمع والفساد والدمار، الذي تسبب به رئيس وزرائنا السابق".