علقت صحف عربية على رسالة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلى إيران بخصوص الاتفاق النووي، ومشروع القانون الذي أقره مجلس صيانة الدستور بوقف عمليات التفتيش للمواقع النووية في إيران ورفع مستوى تخصيب اليورانيوم، وهو المشروع الذي يعارضه الرئيس حسن روحاني.
وتراوحت آراء كُتاب الرأي بين مَنْ يرى أن الجناح المتشدد في إيران لن يقبل بالشروط "التعجيزية" التي أعلنها بايدن، ومن يرى أن "ما بدأه ترامب سيكمله بايدن" لكن بطريقة مختلفة. بينما يؤكد آخرون أن طهران في سباق مع الزمن لوضع مزيد من العقبات "تحول دون عودة الاتفاق النووي إلى مربعه الأول".
وكان بايدن وجّه رسالة إلى إيران عبر صحيفة نيويورك تايمز أكد فيها استعداده للعودة إلى الاتفاق النووي، ووضع لذلك شروطا.
شروط "تعجيزية"
يقول عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم اللندنية إن رسالة بايدن "جاءت لتعزيز الجناح الإصلاحي برئاسة حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، الذي يواجه ضغوطا قوية من الجناح المُتشدّد المدعوم من المرشد الأعلى".
ويعدّد الكاتب أربع نقاط يراها "أخطر" ما في رسالة بايدن. الأولى تأكيد بايدن على أن العودة للمفاوضات ستتناول كذلك "تفكيك برامج الصّواريخ الباليستيّة الإيرانيّة". والنقطة الثّانية هي "إشراك دول أُخرى في المفاوضات" مثل السعوديّة والإمارات، بما يعني "وضع إيران وبرامجها النوويّة تحت وصاية إقليميّة بعد الوِصاية الدوليّة".
النقطة الثالثة هي "تمديد فترة القيود على أنشطة إيران لإنتاج المواد الانشطاريّة التي قد تستخدم لصنع أسلحة نوويّة، وهذا يعني إطالة المدّة الزمنيّة للاتّفاق النووي إلى أكثر من عشر سنوات".
النقطة الرابعة هي "الحصول على التزام إيراني بوقف كل الدعم السياسي، والعسكري، والمالي للأذرع العسكرية الحليفة في اليمن، ولبنان، وسوريا، والعراق، وفلسطين المحتلّة".
ويرى عطوان أنه "سيكون من الصعب على الجناح الإيراني المتشدد أن يقبل بـ كل، أو بعض هذه الشروط الأمريكية التعجيزية المسبقة، لأن هذا يعني تقزيم 'الثورة الإيرانية'، ونسْف كل أدبياتها في داخل إيران وخارجها، وتحويلها إلى 'دويلة' منزوعة المخالب والأنياب".
ويؤكد فاروق يوسف في موقع ميدل إيست أونلاين اللندني أن "ما بدأه ترامب سيكمله بايدن لكن بأسلوب مختلف ومزاج آخر، غير أن الأهداف تظل واحدة".
ويقول "إذا كانت إيران تأمل أن يتراجع بايدن عن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي فإن آمالها ستكون ناقصة إلى درجة الخيبة. فقد تكون العودة التي وعد بها الرئيس الجديد أشبه بالانسحاب، من جهة كونها لا تلبي شيئا من الأمنيات الإيرانية".
ويرى أن طهران "ستسعى إلى الظهور بطريقة تبعد عنها شبهة التشدد وهو ما بدا واضحا في موقف الرئيس روحاني الرافض لقرار مجلس النواب الداعي إلى عدم الالتزام بشروط الاتفاق النووي بشكل كلي".