اعتبر الكاتب الإسرائيلي، هيرب كينون، في صحيفة جيروزاليم بوست، أن عملية اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده، الجمعة الماضية، ليست محاولة إسرائيلية، بافتراض صحة التقارير بوقوفها وراءها، لإعاقة جهود إدارة أميركية جديدة بقيادة، جو بايدن، لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، ولكنها تأتي في إطار جهود إسرائيلية ممتدة "لما يقرب من ثلاثة عقود لمنع إيران من الحصول على قنبلة".
وقتل العالم الإيراني البارز، الذي تتهمه إسرائيل بالوقوف خلف برنامج نووي "عسكري"، في هجوم استهدف سيارته في مدينة أبسرد بمقاطعة دماوند شرق طهران، وفق ما أفادت السلطات المحلية.
واتهم الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إسرائيل بالوقوف خلف اغتيال العالم، وتوعد بالرد.
وجاءت العملية بينما تستعد الولايات المتحدة لانتقال محتمل للرئاسة، في يناير إلى بايدن، الذي أبدى نيته استئناف الحوار مع طهران.
ويقول التقرير الإسرائيلي إن شخصيات أميركية محسوبة على فريق بايدن، والرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، أبدت انزعاجا من العملية لاعتبارات أمنية.
من بين هؤلاء مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق، جون برينر، الذي اعتبرها عملا "إجراميا ومتهورا".
وبن رودس، نائب مستشار أوباما للأمن القومي، الذي كتب على تويتر أنه عمل يهدف إلى "تقويض الدبلوماسية بين الإدارة الأميركية القادمة وإيران".
أما الكاتب الإسرائيلي، في مقاله، فاعتبر أن مثل هذه التحليلات "خطأ" لأن "اغتيال فخري زاده لا يتعلق ببايدن. هو يتعلق بجهود إسرائيل منذ ما يقرب من ثلاثة عقود لمنع إيران من الحصول على قنبلة".
وأضاف أنه يتعلق أيضا "بهؤلاء الإسرائيليين، إذا كانوا بالفعل وراء العملية، لمنع ما يرون أنه تهديد وجودي ضدهم".
وعملية الاغتيال الأخيرة هي "الأحدث في سلسلة من الإجراءات التي اتخذت على مدى العقود الثلاثة الماضية لمنع إيران، التي قالت إنها تريد محو إسرائيل من الخريطة، من الحصول على الوسائل اللازمة للقيام بذلك".
ورأى، كينون، في المقال أن مقتله "سيؤثر على جهود إيران للحصول على القنبلة لأنه كان لاعبا أساسيا في برنامجها النووي" و"إيجاد بديل له سوف يستغرق وقتا".
ويشير إلى أن عجز إيران عن تحقيق طموحاتها النووية حتى الآن، رغم محاولاتها المستمرة منذ نهاية الحرب الإيرانية العراقية في عام 1988، "ليس بسبب عدم المحاولة، أو لأنهم غير قادرين، لكن بسبب الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل وآخرين في الغرب على مر السنين لعرقلتهم".
ويعتبر أن ربط العملية ببايدن هو بمثابة "فشل في تقدير إلى أي مدى تعتبر الحكومة الإسرائيلية أن إيران النووية تشكل تهديدا وجوديا يجب إيقافه بأي ثمن".
وعلاوة على ذلك، فإن الكاتب يرى أن هذه العملية لن تقوض الجهود الدبلوماسية لبايدن، إذ أنها نفذت أثناء ولاية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، "وإذا كانت إيران تريد بالفعل فتح صفحة جديدة مع الإدارة الجديدة، وهو ما من مصلحتها إلى حد كبير أن تفعله، فعندئذ سيكون من غير المجدي أن تقف العملية في طريق هذه الجهود".
لذلك تساءل الكاتب: "ما ستجني إيران باتخاذ إجراءات ضد الولايات المتحدة في هذا الوقت، أو بعدم التعامل مع بايدن، خاصة وأن هذا لم يحدث في عهده؟".