أفادت خلاصة تحقيق أجرته إذاعة آسيا الحرة (RFA) بأن إيران تتحايل على العقوبات الأميركية المفروضة عليها، باستخدام شركات وهمية وتعاملات مشبوهة في هونغ كونغ ارتبطت بشخص يعيش في الصين.
وقال موقع الإذاعة الأميركي إن شركة الشحن الحكومية الإيرانية تتهرب من العقوبات من خلال شبكة معقدة من شركات أخرى مسجلة في هونغ كونغ، والتي يمكن تتبع عشرات منها إلى شخص في مدينة شنغهاي الصينية يدعى في السجلات العامة، شين يونغ.
كان الموقع قد قال سابقا إن الرجل المذكور على صلة بأربع شركات شحن مسجلة في هونغ كونغ، قامت بأعمال تجارية مع شركة "خطوط شحن جمهورية إيران الإسلامية (IRISL)".
وأظهرت تحقيقات أخرى أن اسم، شين، مدرج في سجلات حوالي 37 شركة مسجلة في هونغ كونغ، والتي تسيطر على 10 سفن حاويات عابرة للمحيط على الأقل وخمس ناقلات نفط، ومعظمها على صلة بشركة الشحن الحكومية الإيرانية. وسبق أن اتُهمت (IRISL) بنقل صواريخ باليستية ومواد نووية إلى إيران، وكانت هدفا لعقوبات أميركية.
وتظهر سجلات الشركات في هونغ كونغ أن (IRISL) بدأت في إنشاء شركات مسجلة هناك في عام 2008، باستخدام شبكة معقدة من الشركات القابضة أو الشركات الوهمية.
لكنها نادرا ما كانت تمتلك في هذه الشركات أية أصول أو قامت بأي أعمال تجارية، وكان الهدف الرئيسي هو أن تكون لها مساهمات في شركات أخرى وقامت بحيل لإخفاء المالكين الحقيقيين للشركة.
ويشير التقرير إلى تزايد نشاط الشركات المرتبطة بها تدريجيا مع فرض الأمم المتحدة عقوبات عليها في عام 2010، وتسارع نشاطها بعد عام 2016 مع إنشاء 10 شركات جديدة على الأقل في هونغ كونغ، على الرغم من توقيع إيران للاتفاق النووي.
وفي عام 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق، غيرت شركات تابعة في هونغ كونغ عددا من المساهمين. ومن بين المساهمين الجدد، شركتا شحن مسجلتان في قبرص، وتبين أنهما مملوكتان لسيدة مقيمة في شنغهاي، تدعى شينغشينغ داي.
وهذه المرأة حصلت على أسهمها من إيراني يدعى، فاتح تاميجي، في سبتمبر 2018، وهذا الرجل هو الرئيس التنفيذي لشركة تابعة لشركة الشحن الحكومية، التي كانت أيضا في السابق هدفا لعقوبات أميركية لقيامها بشحن أسلحة.
من بين الشركات التابعة لشركة الشحن الإيرانية في هونغ كونغ، شركة Ideal Success Investment Ltd التي يساهم فيها، أحمد سرقندي وقاسم نبيبور، وكلاهما استهدفا بعقوبات أميركية وقت إنشاء الشركة في عام 2008.
ودعت قرارات الأمم المتحدة من جميع الدول الأعضاء تجميد أية أصول للشركة الحكومية الإيرانية أو وكلائها.
وأعلنت الولايات المتحدة، في ديسمبر الماضي، إدراج الشركة، وشركة تابعة لها تتخذ من الصين مقرا لها، هي "إي سايل المحدودة للشحن" بموجب الأمر التنفيذي رقم 13382 الذي يستهدف ناشري أسلحة الدمار الشامل وأنظمة تسليمها والجهات الداعمة لهم.
ويشير التحقيق إلى أن قرارات الأمم المتحدة لم تنفذ في هونغ كونغ، إذ استمرت 11 شركة على الأقل مرتبطة بالشركة الإيرانية في العمل هناك.
ورغم أن سلطات هونغ كونغ أزالت 19 سفينة تابعة لـ (IRISL) تم تسجيلها هناك في عام 2012، لكن "يبدو أنها لم تتحرك ضد الشركات التي تسيطر عليها. بسبب تقاعس هونغ كونغ عن العقوبات".
وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت مؤخرا عن دخول الصين وإيران في محادثات حول اتفاقية تعاون ثنائي شامل، تشمل مواصلة الصين استيراد النفط الإيراني والتعاون معا في مجالي الأمن والاستثمار.