نفدت الطبعة الأولى من كتاب "متشيّعون مدفوعو الأجر: طابور إيران الخامس في الوطن العربي"، بُعيّد صدورها بأقل من ثلاثة أشهر، وهو ما يعُد - بتوفيق من الله- إنجازا كبيرا في سوق النشر، الذي يعاني حاليا من كساد كبير بسبب جائحة كورونا، حيث لقيّ الكتاب فور صدوره نجاحا مدويّا لدى القراء والمتخصصين في الشأن الإيراني، على حد سواء، لكونه المصنّف الأول من نوعه عن التشيّع "مدفوع الأجر" في الوطن العربي!
لقد نجح الكتاب نجاحا مدوّيا، ونفدت طبعته الأولى رغم محاولات التعتيم عليه من قِبل جهات إعلامية وثقافية موالية لطهران، لأنه كشف النقاب عن العملاء من طابور إيران الخامس، بالأسماء والوقائع والتواريخ، لكي يعلم الرأي العام العربي ما يُراد ببلاده، وماذا يفعل أناس يعيشون بين ظهرانينا، وكيف تجند إيران جواسيسها وعملائها من أجل تخريب أوطانهم، لحساب "آيات الله" المزعومين من رجال الدين، الذين يحكمون بلادهم نفسها بالحديد والنار، فكيف يكون الوضع إذا حققوا أحلامهم الكابوسية بالنسبة لنا، وحكموا العالم العربي؟!
ومن بين أسباب نجاح الكتاب، أنه كشف الستار أيضا بالوقائع والمصادر، عمن "يدفع للزمارين" من الإعلاميين العرب، لكي يصوروا لنا إيران على أنها زعيمة "جبهة الصمود والتصدي"، وأنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تتحدى إسرائيل وأمريكا "الشيطان الأصغر والأكبر"، بينما الحقيقة التي لا مراء فيها، والتي كشفها هذا الكتاب، هي أن مرشد نظام الملالي هو كبير الأبالسة الذي يسكن في طهران، يفتح قنوات اتصال سرية مع واشنطن وتل أبيب، بينما ينشر أتباعه من الشياطين والإرهابيين وتجار السلاح والمخدرات ومروجي الفتن والدسائس، في كل بقاع الوطن العربي.
وتعليقا على الكتاب، كتب الصحفي اليمني نظمي محسن ناصر، في موقع "اليوم الثامن": "يكشف الكتاب عن المتشيعين مدفعي الأجر من العملاء والجواسيس والخونة في البلدان العربية من السياسيين والإعلاميين والمثقفين. والإرهابيين الذين اعتبرهم الكاتب شريف عبد الحميد بمثابة أبواق طهران، والذي توكل إليهم مهام الدفاع عن السياسة الإيرانية داخل بلدانهم، وكذا في المحافل والمناسبات الداخلية والخارجية، إضافة إلى نشر التشيع والأفكار الإيرانية وكأنهم الوكلاء الرسميون لـ "آيات الله" في العالم العربي".
وأضاف الصحفي اليمني: "يؤكد الكتاب أن معظم هؤلاء العملاء المتشيعين يبيعون أوطانهم بثمن بخس، مقابل الأموال المالية الضخمة التي يتلقونها من ملالي إيران، مشفوعة بمخططات إرهابية لنشر الفتنة والفوضى في البلدان العربية بصفة عامة، وفي دول الخليج العربي. والكتاب إضافة جديدة لسلسلة من المطبوعات الصادرة عن مجلة (إيران بوست)، التي تعمل على مناهضة التشيع والتوسع الإيراني في الشرق الأوسط، فهل يصل إلينا (في اليمن) هذا الإصدار القيّم؟ أم أن عملاء إيران سيحاولون حجبه ومنعه من الانتشار؟!".
وفي مقدمته للطبعة الأولى، يقول الدكتور محمد السعيد عبد المؤمن، أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس، إن "الكتاب رسالة تنوير وتحذير للقارئ العربي، من خطر قد استفحل في العالم العربي، ولم يجد من يتصدى له بنفس القوة والقدر الذي استفحل به. وقلّما يكون لدى كاتب الجرأة والقدرة على الخوض فيه، في حين كانت شجاعة الكاتب الأستاذ شريف، دليلا على أنه مازال هناك من لديه الشجاعة وصدق العزيمة في تناول القضايا الشائكة"!
ونجح الكتاب كذلك، لأنه أخذ على عاتقه مهمة الكشف عن توسع الدور الإيراني في الوطن العربي، خصوصا مع انتشار المذهب الشيعي في غير بلد من الأقطار العربية والإسلامية السنية، رغم أن ذلك - في التحليل الأخير- ليس عملًا تطوعيًّا يقوم به دعاة فرادى أو جماعات أبدًا، وإنما هو عمل منهجي مخطط ومؤسسي تقف خلفه دولة بحجم إيران، لذلك فهناك تناغم بين استراتيجية دولة الملالي الساعية للتوسع في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم، وبين نشر المذهب الشيعي على أوسع نطاق ممكن، كما أن النجاحات المتكررة لإيران في الاستيلاء على عواصم عربية، يمنحها زخمًا كبيرًا لـ«فتوحات جديدة».
وكان أهم ما كشف عنه الكتاب هو الوثيقة التي وضعها نظام الملالي عام 2005، والتي تُعرف باسم "الاستراتيجية الإيرانية العشرينية" (2005-2025)، أو الخطة الإيرانية العشرينية "إيران: 2025"، وتضع التصورات المستقبلية للدور الإيراني خلال عشرين عاما، وتهدف إلى تحويل البلاد إلى نواة مركزية لهيمنة تعددية داخلية في منطقة جنوب غرب آسيا، أي المنطقة العربية تحديدًا، التي تشمل العراق وسوريا ولبنان ودول الخليج العربي.
ونصت هذه الوثيقة المعلنة على أن طهران ستحظى بخصوصية على المستوى الدولي، وتتحول إلى قوة دولية و"مصدر إلهام ثقافي" للعالم الإسلامي، على أن ينعكس ذلك إقليميا في العام 2025، لتحتل إيران المرتبة الأولى في منطقة جنوب غرب آسيا اقتصاديًا، وعلميًا، وتكنولوجيًا، وتصبح نموذجًا ملهِمًا ولاعبا فاعلاً ومؤثرًا في العالم أجمع.
وإن هذا الكتاب، في النهاية، إنما هو جهد فردي للتحذير من عملاء إيران "مدفوعي الأجر"، وطابورها الخامس في الوطن العربي، وتلك - لعمري- مهمة جسيمة تحتاج إلى مراكز أبحاث عربية متخصصة، للتنبيه من الخطر ذلك الداهم الذي يمثله هؤلاء العملاء على أوطاننا المنكوبة بالجواسيس والخونة، والتي تتحكم في مقدراتها ميليشيات وجماعات شيعية تابعة لطهران، وتأخذ أوامرها من المرشد الإيراني علي خامنئي شخصيا.
وأخيرا، وليس آخرا، نأمل أن يدفع الصدى الواسع الذي لقيّه هذا الكتاب في أوساط القرّاء والمتخصصين العرب، معا، إلى تكوين جبهات عربية للوقوف في وجه المد الإيراني الغاشم، والذي يهدد حاضر ومستقبل بلادنا، ويلعب فيه عملاء وأتباع طهران دورا خبيثا وشيطانيا، من شأنه عدم التصدي له أن يجعل عواصمنا العربية مجرد "توابع" للمركز الفارسي في إيران، وهو أمر نتمنى ألا نعيش حتى نراه بأم أعيينا!