>> فيلم وثائقي إيراني: المرشد ليس سوى «شاهٍ آخر» .. ولكن «بهلوي» كان متصالحا مع فساده بينما خامئني «مدّعي عفة»
>> خامنئي أمضى طفولته وشبابه فقيرا يحصل على قوت يومه بالكاد.. وثروته الشخصية الآن 30 مليار دولار
>> «نجاد»: المرشد «مستبد» يفرض رأيه على 80 مليون إيراني.. وعليه التراجع عن «عنجهيته»
لم يعرف التاريخ أشخاصا يعيشون على الكذب والادعاء والزيف مثل «آيات الله» المزعومين في إيران، وعلى رأسهم المرشد الأعلى للبلاد على خامئني، الذي يدّعي الزهد والتواضع في الظاهر، بينما يعيش عيشة الملوك في قصوره الفارهة، فهو الذي أمضى طفولته وشبابه فقيرا يحصل على قوت يومه بالكاد، وثروته الشخصية الآن 30 مليار دولار!
وُلد خامنئي في 19 أبريل 1939 بمدينة «مشهد» لأسرة فقيرة، والتحق بالدراسة الأولية ثم الثانوية في مدارس المدينة، ثم سافر في شبابه إلى العتبات الشيعية في العراق، حيث درس على يد علماء النجف. وفي عام 1958 عاد إلى بلاده، واستكمل دراسته العليا في الفقه الشيعي في حوزة مدينة «قم» حتى عام 1964.
وفي سنة 1962، بدأ خامنئي ينشط في حركة المعارضة ضد نظام الشاه المخلوع محمد رضا بهلوي، فاعتقلته السلطات ست مرات خلال الفترة بين عامي 1962 و1975 بسبب نشاطاته المناوئة للحكومة، ونُفي عام 1978 إلى مدينة «إيران شهر» وخضع للإقامة الجبرية بها لمدة ثلاثة سنوات، ثم أُطلق سراحه بعدها، فعاد إلى مسقط رأسه بمدينة «مشهد».
وبدأ ظهور خامنئي على الساحة السياسية الإيرانية عام 1977، أي قبل عامين من قيام الثورة، حين قام إلى جانب عدد من رجال الدين بتشكيل ما سُمي «رابطة رجال الدين المقاتلين» التي أصبحت فيما بعد «حزب الجمهورية الإسلامية» الذي تولى خامنئي فيما بعد منصب أمينه العام.
وخلال تقلبه في المناصب، منذ نجاح ثورة الخميني في إسقاط نظام الشاه عام 1979 حتى الآن، يلاحظ المراقبون السياسيون أن هناك تنقلات مذهلة في مسيرة خامنئي ما بين العسكري والمدني والديني والعقائدي المذهبي، فقد تولى منصب وكيل وزارة الدفاع، ثم المشرف على «الحرس الثوري» عام 1979، وصولا إلى توليه رئاسة الجمهورية لولايتين، بدأت الأولى في أكتوبر سنة 1981 ، والثانية عام 1985 حتى 1989 عندما خلف الخميني في منصب المرشد الأعلى للبلاد.
خامئني «شاه آخر»
يكشف المخرج الإيراني المنفي محسن مخملباف في فيلم وثائقي بعنوان «خفايا حياة خامنئي» عن الحياة المترفة التي يعيشها المرشد، فهو يأكل أفخر أصناف الطعام وينفق الملايين لاقتناء الخيول وجمع أنواع الخواتم المرصعة بالأحجار الكريمة، على عكس ما يصوّره الإعلام الإيراني الذي يُظهره «زاهدا ومتواضعا».
ويؤكد مخرج الفيلم أن مرشد الثورة ليس سوى «شاه آخر»، مع فارق غير بسيط، هو أن الشاه المخلوع كان متصالحا مع فساده بينما الشاه الجديد يدعي العفة!
ويعيش المرشد، الذي أمضى طفولته وشبابه فقيرا يحصل على قوت يومه بالكاد، منذ دخوله في معترك السياسة عيشة الملوك، حيث يبلغ عدد الأحصنة التي يملكها 100 حصان، ثمنها يناهز 40 مليون دولار. كما يملك طائرة «إيرباص» خاصة يسافر على متنها وحده، أما عائلته فقد خصّص لها طائرة «بوينغ 707»، ومثلها للحراس، ويملك أيضا خمس طائرات هليكوبتر من نوع «فالكون»، يبلغ ثمن الواحدة منها 400 ألف دولار، وحين تحلق إحدى طائراته الخاصة في سماء طهران تتوقف حركة الطيران في مطاراتها تماما، وإضافة إلى أسطول الطائرات هذا، يملك خامنئي أسطولا من السيارات، ولديه 17 سيارة مضادة للرصاص، و1200 سيارة حديثة.
ويسيطر المرشد وأبناؤه – بشكل كامل- على قطاعي النفط والغاز في إيران، كما يحتكرون قطاع التسليح العسكري من روسيا والصين حصريا، ويمتلكون أكثر الأسهم في شركات تصدير واستيراد كبرى، فضلا عن وكالة شركة «بي أم دبليو» الألمانية للسيارات الفارهة، وعقود استثمار تجارية باسم «العتبة الرضوية المقدسة» في دبي وألمانيا والعراق وجنوب أفريقيا وفنزويلا ولبنان والصين.
وحسب مصادر إيرانية، تبلغ ثروة خامنئي وعائلته 36 مليار دولار، منها 30 مليار دولار له وحده، و6 مليارات دولار لعائلته. وخلال الاحتجاجات الشعبية واسعة النطاق في إيران عام 2009 التي وقعت بعد تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية وفوز الرئيس السابق أحمدي نجاد بولاية ثانية، وعُرفت آنذاك بـ«الحركة الخضراء» قرر خامنئي تحويل 22 مليار دولار من ثروته إلى المصارف السورية عن طريق تركيا، فقد كان المرشد وقتها قلقا من احتمال سقوط «نظام ولاية الفقيه»، فيعمد الثوار الجدد إلى مصادرة ثروته كما حدث مع الشاه المخلوع، لذلك قرر تهريبها، لكنه أعادها مرة أخرى إلى البلاد بعد استقرار الأوضاع.
وبالإضافة إلى السيولة النقدية، يملك خامنئي ما قيمته مليار ونصف المليار دولار من الألماس الخام، وما قيمته مليار دولار من الذهب، وذلك في دولة يعيش معظم مواطنيها تحت خط الفقر، بل يعيش الآلاف منهم في المقابر قرب العاصمة طهران
إتجار خامئني بالدين
لم يكتف المرشد بذلك، فعلاوة على تجارة السلاح والنفط والأراضي، يملك خامنئي آليات تجارية خاصة لجني الثروات، وهي «التجارة المذهبية» كما يقول الإيرانيون، فقد أنشأ عددا من المؤسسات الدينية في مختلف مدن البلاد، مهمتها تجميع أموال «النذور» أو «الخُمس» التي يدفعها الشيعة إلى مقام الإمام الرضا في «مشهد» ومقام شقيقته في «قم». ومن هذه المؤسسات على سبيل المثال: عتبة حضرة الرضا في مشهد، وعتبة حضرة المعصومة في قم، وعتبة مدينة الري جنوب طهران حيث مقام شاه عبد العظيم أحد أعلام الشيعة.
وعلى خلفية ذلك، هاجم الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد في مارس الماضي خامنئي، دون أن يذكر اسمه صراحة، مؤكدا أنه «مستبد» يفرض رأيه على 80 مليون إيراني، في مؤشر ذي دلالة على تزايد الانقسامات الداخلية وسط صراع محموم على السلطة.
وقال «نجاد» خلال كلمة له في أحد مساجد «الأحواز» آنذاك: إن “الإيرانيين ثاروا على الملك ليتخلصوا من مثل هؤلاء الأشخاص، لكن جاءنا شخصٌ آخر يقول إن الشعب لا يفهم، ولا أحد يفهم غيري، وأنا أقول له: أنت لا تفهم، وعليك التراجع عن عنجهيتك”.
وأضاف «نجاد» موجها كلامه إلى المرشد: “من أعطاك هذا الاختيار؟ ألست تعتبر الشعب من انتخبك؟ وإذا انتخبك الشعب فهذا يعني أنه يستطيع أن يقول الكلمة النهائية، ما هذا الاستكبار؟ وما هذا السلطان الذي تتصرف به تجاه إرادة الشعب؟”.
ورغم أن «نجاد» لم يذكر اسم المرشد بشكل مباشر، لكن الفيديو الذي نشره على الإنترنت تضمن صياح أحد أتباع نجاد، قائلا: “إنه يتكلم عن خامنئي”، وأيّده البعض الآخر عبر التكبير، ولم يبدِ نجاد أيّ ردة فعل على هذا الأمر؛ ما يؤكّد أن المرشد هو المقصود من هذا التصريحات النارية”.
وفي إبريل 2017، كشف أبو الحسن بني صدر، رئيس إيران المعزول عام 1981، والذي يعيش منفيا في باريس، عن أنه تلقى معلومات من داخل إيران بأن خامنئي يمر بوضع صحي حرج، وأنه على وشك الموت، بسبب تفشي السرطان في جميع أنحاء جسد الرجل البالغ من العمر الآن 78 عاما.