بسم الله الرحمن الرحيم
تحيةُ إكبارٍ وإجلالٍ إلى شعبِنا العربيِ الأحوازيِ المقاوم، تحيةُ مجدٍ إلى أسرانا ومعتقلينا الأشاوس في زنازين الاحتلال الإيراني، وقفة شموخٍ واعتزاز وإباء أمام دماءِ شهدائنا الأبرار وتضحيات مقاومتنا الباسلة في دك حصون المحتل الأجنبي الغاشم.
سلامٌ من الله عليكم ورحمته وبركاته
يقول الله عز وجل
﴿ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ﴾ صدق الله العظيم
إيمانًا منّا بالاعتصام بحبل الوحدة ونبذ الفرقة، وأن لا مناص للخلاص من التشرذم إلا بوحدة صفنا وتعزيز تجمعنا الوطني بُغية الوصول إلى ما يتطلع إليه شعبنا بتحقيق المرجعية السياسية والتمثيل الشرعي للقضية الأحوازية التي لطالما كانت مصب اهتمام فصائلنا الأحوازية في المنفى.
كما أن "القوى الوطنية" مدركةً تماماً لأهمية هذا الأمر وأقصد موضوع (الوحدة الوطنية) فقد دأبت جاهدةً طوال مسيرتها النضالية ضد المحتل إلى خلقِ منظومةٍ سياسيةٍ جماعية تمثل القضية في المنفى بالتوازي مع مقاومتِنا الداخلية ضد المحتل الفارسي، وبالفعل تمت المحاولات العديدة لإنشاء ذلك الكيان الوحدوي في عدة مناسبات وفي مختلف الفترات بالرغم من المصاعب الشتى التي واجهتها، إلا أن البعض منها نجح لفترة زمنية معينية مما زاد الحركة الوطنية تجربةً في معرفة الأخطاء وتشخيص العيوب لتفاديها في أي مشروع مستقبلي.
وقد آمنت فصائل المجلس الوطني للقوى الثورة الأحوازية ومازلت بمشروعها الوحدوي والتي تطمح بالوصول لآخرة نقطة في هذا الطريق بالاعتماد على عوامل النجاح ، مستفيدةً من تجارب الحركة الوطنية السابقة ومتسلحةً بالإصرار والإدارة لاستكمال أركان هذا المشروع.
يا جماهير شعبنا الأحوازي
ومن خلال هذه المناسبة والتي تأتي بتولى حركة النضال العربي لتحرير الأحواز رئاسة المجلس الوطني لقوى الثورة الأحوازية لدورتها الحالية بعد انتهاء رئاسة الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية والتي بدورنا لا يسعنا إلا أن نشكرهم على فترة رئاستهم الذي لم يدخرو جهداً ولا عطاءً في خدمة المجلس وقد أدو واجبهم على أكمل وجه.
يا قوانا الوطنية الثورية
إن دولة الاحتلال الفارسي تتعرض لأقسى أنواع الحصار في تاريخها من المجتمع الدولي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ليس هذا فحسب بل أنها تتراجع في عدة ميادين وساحات المواجهة العسكرية ومناطق نفوذها في سوريا والعراق وحتى لبنان بفضل الضربات التي تلقتها من المقاومة العربية والحملات الدولية.
إن ما تشهده المنطقة من تغيرات ينذرنا بأن حدثٌ كبير ستشهده المنطقة وأن الكيان الفارسي في مقدمة تلك الأحداث وعنوانها الأساسي، وأن التحرك من جانب المجتمع الدولي ضد سياسات النظام وما يمر به النظام أساسًا من ضعفٍ وتراجع على جميع المستويات التي تشير إلى بوادر الانهيار والسقوط كل هذا وغيره يدعونا كحركة وطنية إلى أن نراجع حساباتنا من جديد وترتيب بيتنا الداخلي بالإلتفاف حول بعضنا وإزاحة المعوقات التي تحول بيننا ونسيان جميع الخلافات التي تُعيق جمعنا.
وانطلاقاً من قولهِ تعالى ﴿إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخوَةٌ فَأَصلِحوا بَينَ أَخَوَيكُم وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُرحَمونَ﴾ ومن باب المسؤولية الموكلة إلينا في المجلس الوطني نتطلع إلى فتح أبواب الحوار مع كافة فصائل الثورة الأحوازية والعمل على حل الخلافات الجانبية والتقليل من التجاذبات والحد من الصراع داخل البيت الأحوازي وخلق جو مبني على التآخي والتعاضد بين أبناء الوطن، ولتفويت الفرصة على أجهزة استخبارات العدو في استغلال تلك الخلافات الموجودة في ساحتنا الداخلية.
كما أننا ندرك جيداً صعوبة المهمة و أن لتهيئة الأرضية للعمل المشترك بين الفصائل والطلائع الثورية تتوقف على عوامل كثيرة تحتاج الجميع وتتطلب منا الجهد الكبير لتحقيقها، وأول خطوة تجاه هذا الموضوع هو نبذ جميع الخلافات والعمل على حلها والإيمان الراسخ في المشروع الوحدوي وأن نجعل المصلحة الوطنية نصب أعيننا.
وقد حددنا خطواتنا العملية خلال فترة رئاستنا للمجلس الوطني على النحو التالي وسيتم الشروع بها بعد التشاور والتنسيق مع رفاقنا بالمجلس:
١- القيام بالعمل المتواصل والأخذ بأسباب النجاح لتحقيق أهداف المجلس الوطني لقوى الثورة الأحوازية التي تأسس من أجلها، مستفيدين من تجارب الحركة الوطنية السابقة في هذا الخصوص.
٢-مواصلة الحوار مع جميع الفصائل الثورة الأحوازية وتقريب وجهات النظر والعمل على بناء آلية التواصل الدائم و التعاون المشترك والنقاشات المستمرة في مختلف القضايا المتعلقة بالشأن الوطني.
٣- السعي إلى المصالحة الوطنية والمبادرة بحل جميع الخلافات البينية والتجاذبات السياسية بين الفصائل الوطنية مبنية على التآخي والتآلف بين أبناء الوطن الواحد.
٤- العمل على صياغة "ميثاق شرف" بين القوى الوطنية الأحوازية للحفاظ على المسار الوطني والتصدي لأي انحرافٍ من جادة النضال والمقاومة التي حددتها الثورة الأحوازية من مبادئ وثوابت وطنية رسختها ثورتنا طوال تاريخ مقاومتها ضد الاحتلال الفارسي منذ بداية الاحتلال الى هذا اليوم.
يا شعبنا العربي الاحوازي المقاوم
إن فصائلكم داخل المجلس الوطني تؤكد على مواصلة العمل والنضال والمقاومة في خندقٍ واحد مع باقي فصائل ثورتنا في الساحة النضالية من أجل تحرير الوطن والدفاع عن حقوق الشعب الأحوازي والحفاظ على ثوابت ومبادئ الثورة الوطنية الأحوازية.
والله ولي التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حاتم صدام
رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة الأحوازية