في عام 1979؛ قامت الثورة الإيرانية ضد شاه إيران محمد رضا بهلوي، وأطاحت بالنظام الملكي، ووجد الشعب بكافة فصائله، نفسه، أمام فراغ سياسي لا بد من سدّه، فولدت سريعًا جمهورية ارتجالية، سماها الخميني بسرعة «جمهوري إسلامي» مستعيرًا المصطلح العربي لملء الفراغ اللغوي في الفارسية التي لا توجد فيها كلمة تصف النظام الجمهوري إلّا الكلمة العربية، وهكذا بات ثلثا العنوان الرسمي للدولة الفارسية، عربيًا؛ «جمهوري إسلامي إيران».
لم يقف تأثير اللغة العربية على الثورة الإيرانية عند التسمية الرسمية لدولة إيران، ليمتد إلى ترسيم اللغة العربية لغة رسمية ثانية للإيرانيين، حدث ذلك في الدستور الجديد الصادر في مارس (آذار) 1979. وبموجب هذا الترسيم الدستوري بات واجبًا على الإيرانيين تعلّم اللغة العربية من المرحلة الإبتدائية حتى الثانوية، فارتفعت نسبة الناطقين باللغة العربية في إيران لتناهز ربع الإيرانيين.
لكن، وعلى جانبٍ آخر من الصورة؛ لا يزال الإيرانيون من أصلٍ عربي بالإضافة إلى الجالية العربية بطهران، يعانون من تعلم اللغة العربية؛ بسبب امتناع السلطات الإيرانية عن تدريس هؤلاء بلغتهم الأم في انتهاك صارخ للقرار الدولي الذي يحمي لغة الأم ويدعّمها.
في هذا التقرير نسلط الضوء على واقع اللغة العربية بإيران والترابط التاريخي بينها وبين اللغة الفارسية، ونستعرض أهم التحديات التي تقف سدًا أمام انتشارها وعن الأسباب التي تقف عائقًا أمام عرب إيران لاستخدام لغتهم الأصلية.
«العربية».. اللغة التي تدرّجت بين ألسن الفُرس
يجمع أهل التاريخ على أنّ علاقة الإيرانيين بالعرب ضاربةٌ في الأصقاع؛ وهو ما يفسّر التأثر المبكر للفرس باللغة العربية، فيذكر أبي الحسن المسعودي صاحب كتاب «مروج الذهب» أنّ الفرس قديمًا كانوا يحجوّن إلى بيت الله الحرّام بمكة المكرمة قبل الإسلام وكانوا كثيرًا ما يجتمعون حول بئر زمزم في سنوات عديدة، ممّا جعلهم يتأثرون بلغة العرب.
عاملٌ آخر يفسّر التأتر الإيراني باللغة العربية في تلك الحقبة من التاريخ؛ وهي الحروب التي كانت تنشب بين الفينة والأخرى وكانت أراضي شبه الجزيرة العربية مسرحًا لها. ففي كثيرٍ من الملاحم التي يحفظها الشعر العربي استعانت القبائل العربية بالفرس لصدّ هجمات الأحباش والروم على القبائل العربية، ومن ذلك استعانة قبيلة حمير العربية بالإمبراطورية الساسانية الفارسية في صدّ عدوان الأحباش وهو ما حفظه للتاريخ بيت شعرٍ عربيٍ لشاعرٍ إيراني إذ يقول فيه: «نحن خُضْنا البحار حتى فككنا **حِميرًا من بلية السودان».
تأثر الفرس الإيرانيين بالعربية، جعلهم يهتمون بالشعر العربي ويكرمون شعراء الجاهلية العرب، فتذكر «قصص العرب» أنّ شاعرًا عربيًا من قبيلة ثقيف العربية اسمه غيلان، سافر إلى إيران قبل الإسلام، وألقى أمام حكامها خطبة عربية جليلة، فكافأه حكام الدولة الساسانية بقصرٍ له في مدينة الطائف.
شاعرٌ آخر تحفظ المصادر التاريخية تكريمه من الفرس؛ وهو الشاعر الجاهلي المعروف، الأعشى، صاحب القريحة النفّاذة؛ الذي كان الإيرانيون يحفظون قصائده ويكرمونه بالهدايا والعطايا في كلّ زيارةٍ له لبلاد فارس.
وصل التأثر الفارسي باللغة العربية إلى حدّ أن الملك الساساني بهرام جور، نظم أشعاره باللغة العربية، فقد ذكر المسعودي أن بهرام جور خرج إلى رحلة صيد وغاب عن الأنظار لفترة، فجزعت عليه فارس لما عمّها من عدله وشملها من إحسانه ورأفته برعيته، واستقامة الأمور في أيامه. وكان نشوءه مع العرب بالحيرة وكان يقول الشعر بالعربية. وكان مكتوب علي خاتمه: بالأفعال تعظم الأخبار. ومما حفظ من شعر بهرام جور قوله يوم ظفر بخاقان وقتله له:
«اقولُ له لمَّا فَضَضْتُ جموعه ** كأنَّك لم تسمع بِصَولات بهرام».
بسقوط الدولة الساسانية سنة 23هـ، حدث تحوّلٌ كبيرٌ في نظرة الإيرانيين للغة العربية؛ فتحولت اللغة الرسمية للإمبراطورية الفارسية تدريجيًا إلى اللغة العربية مثل كثير من البلاد كمصر وسوريا وفلسطين، حيث كانت العربية بالطبع اللغة الرسمية للدولة الإسلامية مترامية الأطراف، وكذلك لغة الحكام والدواوين وكبار القادة والتجار، لذا كان لزامًا على من يريد التقدم والارتقاء أن يتعلم اللغة العربية، ومن هنا بدأت اللغة الفارسية في التراجع شيئًا فشيئًا.
ويذكر محمد علي الموسوي في كتابه «المطالعات في مختلف المؤلفات» أنّه لمّدة قرنين من الزمن، ظلّ الإيرانيون يتحدثون اللغة العربية حتى قيل إنّ الفارسية قد اضمحلت، ويقال أيضًا أنه لم يظهر نتاج أدبي بعد دخول الإسلام إلى إيران بالفارسية إلّا مع بداية القرن الرابع الهجري، الذي كان بداية العصر الذهبي للأدب الفارسي حتى القرن الثامن، ثم بدأ عصر من التدهور والتراجع من جديد.
وخلال الفترة التي عادت فيها اللغة الفارسية للظهور من جديد؛ احتفظت اللغة العربية بمكانتها بين ألسن الإيرانيين، فقد كان الأدباء والشعراء يفتخرون بكونهم من أصحاب اللسانين – أي يجيدون اللغتين الفارسية والعربية -، فقد كان عالم الطب الشهير ابن سينا يتحدّث الفارسية ويدوّن كتبه باللغة العربية، كما دوّن أبو حامد الغزالي أشهر كتبه إحياء الدين باللغة العربية، وهو نفس الأمر الذي فعله عمر الخيام برسائله العلمية بالعربية ليسهل انتشارها وفهمها بين المسلمين، خصوصًا أنّ اللغة العربية في ذلك العصر كانت لغة الأدب والعلم والدين والفلسفة والرياضيات.
وكان لعلماء بلاد فارس الأثر الكبير في تدعيم اللغة العربية وتثبيت قواعدها من النحو والصرف؛ كعالم النحو سيبويه صاحب «الكتاب»، إضافةً إلى كلٍ من الزمخشري والجرجاني والنيسابوري وغيرهم، كما ترجم الإيرانيون جواهر خزائنهم مثل «كليلة ودمنة» وغيرها، إلى العربية.
ويبدو أنّ عودة اللغة الفارسية لتأخذ مكانها الطبيعي بين شفاه الإيرانيين، ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالعربية، فباتت اللغة الفارسية تتألف من 28 حرفٍ عربيٍّ، إضافة إلى أربعة أحرف لا مقابل صوتي لها في العربية هي «گ، پ، چ، ژ» كما تحتوي مفردات اللغة الفارسية الحالية بين براثنها نسبةً تتراوح ما بين 40% إلى 60% من المفردات العربية حسب ما يشير إليه المختصون.
ولعّل أبرز مثالٍ بقي محفوظًا عن الترابط الكبير بين اللغتين العربية والفارسية؛ ما كتبه شمس الدين حافظ الشيرازي حين افتتح ديوانه ببيت كتب صدره بالعربية وعجزه بالفارسية:
ألا أيها الساقي أدر كأسًا وناولها ** كه عشق آسان نمود أول ولي افتاد مشكلها
«لغةالقرآن».. الثورة الإسلامية تنفض الغبار عن اللغة العربية
بانتصار الثورة الإسلامية سنة 1979؛ كان لزامًا على حكام إيران الجدد إحداث قطيعةٍ مع نظام الشاه محمد رضا بهلوي، ومحاولة تصدير الثورة إلى جوار إيران الناطق بالعربية، فكانت اللغة أداة الثورة ذات الخلفية الإسلامية للانتشار في المنطقة العربية ومنفذًا للتوسّع الفكري، ومن هذا المنطلق يفسّر أهل الاختصاص اهتمام الإمام الخميني باللغة العربية، إذ جاء في الدستور الإيراني الجديد الصادر في مارس 1979؛ في مادة 16 ما يلي:
«بما أن لغة القرآن والعلوم والمعارف الإسلامية هي العربية، وأن الأدب الفارسي ممتزج معها بشكلٍ شاملٍ، يجب تدريس هذه اللغة بعد المرحلة الابتدائية حتى نهاية المرحلة الثانوية في جميع الصفوف».
وصارت العربية بعد هذا المرسوم الدستوري، اللغة الرسمية الثانية بعد الفارسية في إيران، إذ تدرّس في كافة المدارس والجامعات، وتعد من الدروس الضرورية لجميع الطلاب، وتضاعف عدد الناطقين بها في طهران.
كذلك طبقت السلطات الإيرانية، برامج خاصة في عدد من الجامعات الإيرانية والحوزات العلمية الدينية لتعليم اللغة العربية؛ ومن ذلك تجربة جامعة الامام الصادق بطهران في تعليم اللغة العربية، فهذه الجامعة التي أنشئت عام 1982؛ قدمت للمجتمع الإيراني دفعات عديدة من الطلبة الخريجين الذين يتكلمون العربية.
ويقول الطالب المتخرج في جامعة الإمام الصادق، نور محمد سوق، عن هذه التجربة: «كنّا ندرس كافة المعارف الإسلامية باللغة العربية إلى جانب تخصصي في القانون» وأضاف سوق في معرض حديثه مع «ساسة بوست» أنّ «الطالب بجامعة الإمام الصادق ملزم بتعلم لغتين خلال دراسته الجامعية أولهما العربية».
أدى هذا الاهتمام الرسمي باللغة العربية بإيران إلى تأثيرٍ متبادلٍ بين اللغتين؛ فكما سبق وأن ذكرنا أنّ أكثر من نصف مفردات اللغة الفارسية هو عربيّ، أثرت الفارسية هي الأخرى على اللغة العربية، إذ توجد 5 آلاف كلمة معربة من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية، ذكرت منها د. جهينة نصر علي في كتابها «الكلمات الفارسية في معاجم العربية» 3 آلاف كلمة في 440 صفحة.
على جانبٍ آخر تشهد مراكز تعليم اللغات في إيران إقبالًا متزايدًا على تعلّم لغة الضاد، من قبل فئات عمرية متفاوتة بعد أن كان الأمر مقتصرًا على دورات التقوية لطلاب المدارس المتوسطة والثانوية بحكم المسار الدراسي، ويعود ذلك حسب الطالب الإيراني نور محمد سوق، إلى رغبة طلاب الجامعات الإيرانية في إكمال الدراسات العليا، أو البحث عن فرصة عمل في بلدان عربية مجاورة، وهي العوامل التي أدت إلى تضاعف الإقبال على تعلم اللغة العربية مؤخرًا من الشباب الطامح للهجرة إلى الدول العربية.
ما الذي يعيق تطور العربية بين المجتمعات الإيرانية؟
ينظر أغلب الإيرانيين إلى اللغة العربية بأنّها لغة مقدّسة، فهي لغة الدين والقرآن؛ وممّا يتناقله الطلبة الإيرانيون أن الإمام جعفر الصادق أوصاهم بتعلّم العربية بأن قال: «تعلَّموا العربية فإنها كلام الله الذي يُكَلِّمُ به خلقَه، وهي لغة أهل الجنة ويجب تعلمها»، وهو ما جعل دوافع تعلّم العربية دوافع دينية تساعد في تلاوة القرآن الكريم واستخدامها في الصلاة.
غير أنّ قطاعاتٍ واسعةٍ من الإيرانيين اليوم لا ترغب في تعلّم اللغة العربية، وبالرغم من أن أي شخص حاصل على شهادة الثانوية العامة في إيران قد درس اللغة العربية لمدة ست سنوات على الأقل في حياته، إلّا أن القليل منهم من يمكنه إجراء محادثة سليمةٍ باللغة العربية أو حتى فهم نص بسيط مكتوب للأطفال. ويُرجع المختصون إلى أنّ سر ذلك، يعود إلى أن الطلاب الإيرانيين يكرهون تعلّم اللغة العربية، ويعتبرون أن النظام التعليمي قد خذلهم، بشكل ذريع من خلال إضاعة وقتهم بتعلّم لغةٍ لا يرغبون بها.
وبلغة البيانات؛ تُقدّم أكثر من 100 جامعةٍ ومعهد تعليمٍ عال في إيران، درجات البكالوريوس في الأدب العربي والترجمة العربية، بقدرة استيعاب أكثر من 5 آلاف طالب سنويًا، يفشل الكثير منهم في مواصلة الدراسة بهذه المعاهد والكليات، ويرجع ذلك إلى أن امتحانات القبول الجامعية التي تشهد تنافسية عالية للغاية بإيران، مما يجد آلاف الطلبة الإيرانيين أنفسهم في السنوات الأخيرة مجبرين على التقدم لدراسة لغات مثل الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية.
وعلى جانب آخر بعيدًا عن التعليم، يبدو أن السلطات الإيرانية تهمش وجهًا آخر من أوجه تطور هذه اللغة بين ألسن الإيرانيين، فوفقًا لبحث قامت به الباحثة الإيرانية فرناز سيفي واستخدمتُ فيه قواعد البيانات الببليوجرافية للمكتبة الوطنية الإيرانية، قامت السلطات الإيرانية بنشر أكثر من 35 الف عمل روائي في إيران خلال السنوات العشر الماضية (2010-2020)، من بين ما نشر هناك فقط حوالي 200 كتاب مُعرَّب للأدب الحديث للأطفال أو الكبار العرب. وبالمقارنة، تمت فهرسة 640 عملاً أدبيًا تركيًا خلال الفترة عينها؛ مما يوحي بعدم اهتمامٍ رسمي بالأدب العربي المعاصر.
ولسنوات عديدة، واجهت صناعة الكتب الخاصة في إيران انخفاضًا مُستمرًا في عدد القراء، إذ يبلغ متوسط عدد النسخ المطبوعة لأي كتاب بإيران حوالي 800 نسخة، وبما أن فرص تحقيق الربح في هذه الحالة تكون ضئيلة للغاية بالنسبة إلى المترجمين والناشرين؛ فإن الإستثمار في الأدب العربي بات خطرًا وهو ما قد يفسّر عدم هذا الاهتمام.
لكن.. لماذا تمنع السلطات الإيرانية العرب من التعلّم بلغتهم الأم؟
قد يتفاجأ القارئ من هذا التضارب في السؤال، فكيف لدولةٍ تقرُّ في دستورها أنّ اللغة العربية لغةٌ رسمية يجب على الإيرانيين جميعًا تعلّمها، أن تمنع العرب في إيران من التعلم بلغتهم الأم!
فإيران تلك الدولة الآسيوية التي تضرب مساحتها في عمق القارة الصفراء؛ وتتشكّل من مزيجٍ من الأعراق والطوائف وبها لغاتٌ متعددة ولهجات كثيرة، يعاني بها أصحاب اللسان – الذين يتكلمون لغة الأم من غير الفرس – الأمرين لتعلّم لغتهم الأصلية، ومن بين هؤلاء الإيرانيون ذوو الأصول العربية، والجاليات العربية المنتشرة بين المحافظات الإيرانية. إذ يجد هؤلاء صعوباتٍ جمّة لتعلم العربية، نظرًا لأنّ التعليم في إيران يكون باللغة الرسمية الفارسية.
ويتهم عرب إيران الموجودون في منطقة الأحواز، وكذا الجاليات العربية المنتشرة في إيران، السلطات الإيرانية بمحاولات القضاء على لغتهم الأم العربية عبر منعهم من تعليم أطفالهم باللغة العربية.
وكانت غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة قد صادقت سنة 1989 على «اتفاقية حقوق الطفل»، وهي الاتفاقية التي تحدد حقوق الطفل منذ ولادته وتتضمّن حقه في الحياة وفي الحصول على اسم وجنسية والحق في تلقي الرعاية من والديه بالإضافة إلى حق الأطفال في الحفاظ على ثقافتهم ولغتهم، وتركّز بشكل جدي على أهمية التعلّم باللغة الأم خلال مرحلة الطفولة المبكرة. غير أن السلطات الإيرانية تقلّل من شأن هذه الاتفاقية الدولية.
وفي 16 مايو (أيّار) سنة 2007؛ أصدرت الجمعية العامة قرارًا أمميًّا رقم «A/RES/61/266» وصادقت عليه طهران، يلزم الدول الأعضاء «التشجيع على المحافظة على جميع اللغات التي تستخدمها شعوب العالم وحمايتها»، لكن لا جديد حدث في تعامل إيران مع قضية اللغة الأم، بل إنّ «مجمع الأدب واللغة الفارسية» عارض مشروع تدريس لغة الأم في المدارس.
ووفقًا لإحصائيات أجراها باحثون عرب من منطقة الأحواز، فإنه بسبب الحرمان من التدريس باللغة الأم، ارتفعت معدلات الانقطاع عن الدراسة لدى الطلاب العرب بإيران، إذ إن نسبة ترك الدراسة لدى الطلاب ذوي الأصول العربية بإيران تبلغ 30% في المرحلة الابتدائية و50% في المرحلة الإعدادية و80% في المرحلة الثانوية.
وحاولت «ساسة بوست» الحصول على ردٍّ رسميٍ من السلطات الإيرانية على هذه الاتهامات والتأكد من صحة تلك المعطيات، إلّا أنّ المستشار الثقافي للسفارة الإيرانية بالجزائر السيد جلال ميرآغي رفض التعليق على الموضوع دون توضيخ أسباب ذلك.
المصدر: ساسة بوست