أظهرت صور الأقمار الصناعية أن إيران قامت خلال الأيام الأخيرة بتصميم نسخة وهمية مجسمة من حاملة طائرات أميركية ونقلتها إلى مياه مضيق هرمز، أمس الأحد، لغرض استخدامها في المناورات.
واعتبرت صحيفة "همشهري" اليومية الإيرانية، في تقرير لها الاثنين، أن هدف هذه المناورات هو الرد على قيام مقاتلة أميركية بالاحتكاك مع طائرة "ماهان" الإيرانية فوق سماء سوريا يوم الجمعة الماضي.
وذكرت وكالة "أسوشييتد برس" التي نشرت صورا عن حاملة الطائرات الوهمية، أن إيران تنوي استخدامها في المناورات القتالية، مثل إطلاق صواريخ أرض- جو ومقذوفات من الأرض إلى البحر.
وتظهر الصور أن حاملة الطائرات الوهمية تم دفعها لأول مرة بواسطة قارب سريع ثم تم جرها بواسطة سفينة من ميناء بندر عباس إلى مضيق هرمز.
وتأتي خطوة إيران بمثابة رسالة للقوات الأميركية في المنطقة مع تصاعد التوترات بين البلدين على خلفية تحريك إيران ميليشياتها في المنطقة لاستهداف القوات الأميركية، ومواصلة الانتهاكات في البرنامجين النووي والصاروخي، وكذلك تهديد طهران للممرات المائية الدولية واستهداف الناقلات والسفن.
كما تظهر هذه الخطوة أن الحرس الثوري ينوي إجراء تمارين مماثلة لمناورة "النبي الأعظم 9" التي أجريت في مارس 2014، والتي تم خلالها إطلاق نسخة مجسمة من حاملة طائرات أميركية واستهدافها بأربعة صواريخ.
وخلال التمرين، لم تؤدِ الصواريخ إلى إغراق النسخة المجسمة، حيث أوضح نائب قائد الحرس الثوري الإيراني حينها أنه سيتم استخدام النسخة المتماثلة في تدريبات مختلفة وبالتالي تم بناؤها بطريقة "لا يمكن أن تغرق".
أخطاء قاتلة أثناء المناورات
لكن تدريبات البحرية الإيرانية في مياه الخليج العربي، تنذر بأخطاء قاتلة مماثلة لما حدث في 10 مايو الماضي، عندما قتل 19 ضابطا وجنديا بحريا خلال إصابة فرقاطة "كنارك" بصاروخ قيل إنه أطلق "عن طريق الخطأ" من مدمرة للجيش الإيراني أثناء تدريبات عسكرية في بحر عمان.
ولم تقدم السلطات الإيرانية أي تفسيرات عن سبب الحادث الذي قالت مصادر عسكرية إيرانية إنه نتج عن "نيران صديقة" خلال مناورة بحرية أسفرت عن مقتل 19 بحارا وإصابة 15 آخرين.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية في حينه أن الحادث قد يكون ناجما عن خلل في منظومة الصواريخ أو عطل في الصاروخ الذي أطلق من مدمرة "جماران" أثناء التدريب العسكري البحري.
تدريبات غير آمنة
ووصف الخبراء المنظومة الصاروخية الإيرانية بـ"غير الآمنة" مما يهدد الاستقرار والأمن الملاحي في منطقة الخليج.
وشبه ناشطون إيرانيون حادثة الفرقاطة مع حادثة قيام الحرس الثوري بإسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخين قال إنه أطلقهما "عن طريق الخطأ" في يناير الماضي، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها الـ 176 شخصا.
وفي ظل كل هذه الأخطاء والتدريبات غير الآمنة، سيكون المجتمع الدولي أمام تحد جديد إزاء البرنامجين الصاروخي والنووي للنظام الإيراني.
الرد الأميركي على إسقاط الدرون
يذكر أن إيران أسقطت طائرة أميركية بدون طيار (درون) استطلاعية في 20 يونيو 2019 فوق مضيق هرمز بدعوى انتهاكها المجال الجوي الإيراني ونشرت مقطع فيديو للهجوم بعد ذلك بيوم واحد على حساب "تويتر" منسوب إلى القوات المسلحة الإيرانية.
لكن الولايات المتحدة أكدت أن الطائرة المسيرة كانت في المجال الجوي الدولي. ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب إسقاط الطائرة المسيرة بأنه "خطأ كبير للغاية"، مما أثار مخاوف من أن التوترات المتصاعدة بين البلدين قد تتحول إلى مواجهة عسكرية.
لكن بعد ذلك اقتصر الرد الأميركي على هجمات سيبرانية أذن بها ترمب ضد أنظمة التحكم الصاروخية للحرس الثوري وعقوبات جديدة ضد العديد من الأفراد بما في ذلك المرشد الأعلى علي خامنئي وكبار ضباط الحرس الثوري الإيراني.
تكتيكات هجومية إيرانية
في أواخر مايو الماضي، أعلن حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، إضافة 120 زورقا حربيا جديدا للبحرية الإيرانية في ميناء بندر عباس المطل على الخليج العربي، وقال إن "دفاعنا استراتيجي وإن تكتيكاتنا هجومية".
ورد سلامي على التهديدات الأميركية بالقول إن "أعداءنا سيرون قوة إيران إذا تعرضوا لنا، حيث ستنهال عليهم النيران من الأرض والجو إلى درجة أنها ستصبح جهنم لهم".
يذكر أن السفن الحربية والقوارب السريعة الإيرانية زادت من احتكاكاتها خلال الفترة الأخيرة مع القوات البحرية الأميركية، كان آخرها في مايو الماضي، عندما قام 11 زورقا من الحرس الثوري بالاقتراب بشكل خطير وغير آمن من سفن أميركية.
وعقب الحادث، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه أمر القوات الأميركية باستهداف وتدمير زوارق وسفن الحرس الثوري الإيرانية إذا أزعجوا السفن الأميركية.
وكانت الولايات المتحدة قد شكلت تحالفا لضمان سلامة السفن والناقلات في المياه الجنوبية لإيران، عقب هجمات الحرس الثوري العام الماضي على عدة ناقلات وسفن، وشاركت فيه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين وقطر والمملكة المتحدة وألبانيا وأستراليا ودول أخرى.
كما تم تشكيل تحالف عسكري منفصل بقيادة فرنسا لضمان سلامة السفن في الخليج العربي.