صدر مؤخرا كتاب جديد للكاتب الصحفي طايع الديب، بعنوان "الكروان الممنوع: قصة القارئ الشيخ عنتر مسلم". الكتاب الصادر عن الوكالة العربية للصحافة "ناشرون" يتناول قصة "الشيخ عنتر" الذي حقق شهرة واسعة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، لكنه تعرض للتضييق بسبب طريقته الجديدة في قراءة القرآن، حيث كان يقرأ بأكثر من 4 روايات في المجلس "الربع" الواحد، ما عرضّه لنقد قاسٍ من معاصريه، باعتبار أن طريقته لا تجوز القراءة بها.
ويقول "الديب" إن "الكتاب يبحث قضية الشيخ عنتر الذي كان أشهر قارئ في مصر خلال الثمانينيات، ويكشف عن أبعاد هذه القضية على المستويات المختلفة، الدينية والاجتماعية والثقافية".
ويضيف المؤلف أنه "بعد نحو سنة من البحث والاستقصاء وراء ما تبقى من تراث الرجل، تبيّن أن الشيخ عنتر وقع بين “شقيّ رحى” لا يجتمعان على شيء، هما الأزهر والمتشددون، وأن الأمر – فوق ذلك- هو أكبر من مجرد سيرة قارئ، بل إن له أبعادا وجذورا سياسية وتاريخية، ضمن قضية كبرى “مسكوت عنها” منذ أيام الحكم العثماني، تلك الحقبة السوداء في تاريخ مصر".
ويشير الديب إلى أنه "بعد أن خفتت الضجة التي أثارها بمرور السنين، تم تجاهله تماماً عند أي تأريخ لمسيرة التلاوة. ومع ذلك، بات للرجل صاحب الأسلوب “الوحدَجيّ” المتفرّد في القراءة، عشرات التلامذة والمقلّدين في عدة دول، منها مصر والعراق وإيران وإندونيسيا وماليزيا والمغرب. وبات هؤلاء يقرأون علناً بطريقته الممنوعة سابقا، وما يؤكد أن الشيخ كان صاحب مدرسة متفردة في فن التلاوة".
ويوضح الكاتب أنه "تبيّن كذلك أن منع أشرطة مسلّم كان جزءاً من وقائع مؤسفة ومعارك غير شريفة، دارت بين مشاهير قرّاء ذلك الزمان سعياً وراء المال والشهرة، منها ما حكاه لي الشيخ الراحل محمد محمود الطبلاوي بنفسه، من أنه كاد يموت بفنجان قهوة “مسموم” في أحد سرادقات العزاء، لولا أن الله سلّم، واصطدم صبي البوفيه أثناء سيره بين المقاعد بالفنجان، فأسقطه".
ومن المثير للدهشة، وفق الكاتب، أنه "بعد اختفاء مسلّم، ومنع أشرطته في مصر بناء على قرار صدر من الأزهر وقتها، عرفت تسجيلات الشيخ طريقها إلى كل قارات العالم، وباتت تُباع على أسوار “المسجد الأزرق” في مزار شريف، وتنطلق من محلات بيع الكاسيت في لاهور، وتُسمع في حضرات الطريقة الصوفية النقشبندّية بإسطنبول، حتى أصبحت تلك هي السابقة الأولى من نوعها: أن يشتهر قارئ مصري في بلاد لا تعرف اللغة العربية مثل أفغانستان وباكستان وتركيا، بينما هو شبه مجهول في مصر"!