تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني
بعض العرب وخلال تناولهم للمشاكل بين الدول العربية وايران يطنبون في الدعوة الى وقف التناحر بين المسلمين ويؤكدون ان الحروب ليست في مصلحة ايران ولا مصلحة العرب انما تصب في خانة خصومهم ويكثرون من الحديث عن الوحدة الاسلامية والاخوة وعن الضرر اللاحق بإيران والعرب على حد السواء ، ويبكون او يتباكون على الدماء التي تسيل من هذا الجانب و ذاك .
عندما نستمع الى مثل هؤلاء نخال ايران كما العرب توشحت بالسواد حزنا وليس طقوسا ونخال الضحايا تتساقط تباعا وبالتزامن في دمشق وطهران ، في حلب واصفهان ، في الفلوجة وخرسان ، في تعز وبوشهر ، في بيروت وكرمان شاه …
عندما يتحدث بعض الاعراب بحرقة نحسب ان اشلاء الاطفال تتناثر في خوراسان مثلما تتناثر في دير الزور ونحسب ان الأبرياء ينزحون في ظروف قاسية من الانبار كما ينزحون من كرمان ، ونحسب ان اغتصاب الحرائر والتجارة الجنسية بالصبايا والاحداث تتم في سوريا مثلما في ايران ..
وهم يتحدثون عن الكارثة بصغة الجمع كنا نخال ان المليون قتيلا في العراق وسوريا واليمن مثلهم او اكثر منهم سقطوا في ايران ! لكن سرعان ما طالعتنا اخبار الصراع العربي الفارسي بما يفيد العكس ، هناك في ايران حالة سلم روتيني وتدفق سلسل للحياة مقابل حالة حرب شعواء في الدول العربية ، نار تأكل سوريا واليمن والعراق ولبنان ، والاعراب يتحدثون عن وجوب حقن الدم الايراني العربي !!!!!! ايها الماكرون بسذاجة ايها المتعثرون في تقيتكم المنتوفة ، الحرب والدم والموت والخراب والبكاء والعويل والمآتم والمذابح ..كلها في ارض العرب ، فقط تقتصر مشاركة ايران على تعهد النار بالبنزين لكي لا تخبو وتظل ملتهبة ، وترسل من الحين للآخر قصص ابو لؤلؤة المجوسي لتحمس بها النازحين نحو قوميتها تحت جنح المذهبية ، تتعهد وكلاءها في ارض العرب ، وتذكرهم ببطولات صاحب الخنجر المسموم وتحكي لهم بالتشويق والتفصيل الممل كيف اتكأ “البطل” القومي على عمر واعمل خنجره ، حينها فرغ الفاروق من تسوية الصفوف واستقبل و كبر ، ولما استوى أمام ربه طعنه الدعي فنفّذ ونفَذ .