الجمعة, 12 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

الإيرانيون وعقدة عمر بن الخطاب

آراء وأقوال - د. مجدي الربعي | Sat, Mar 28, 2020 12:31 AM
الزيارات: 1954
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

من خلال دراستي لتاريخ إيران لم أجد شخصا تعرض للتجريح والإساءة والتشوية عبر تاريخ إيران - سواء في العهد الساساني مرورا بالعهد الإسلامي وحتي الآن - كشخص الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه !

 وليس أدل علي ذلك الحقد تجاه شخص الفاروق من اتخاذ يوم استشهاده - رضي الله عنه - عيدا !

ولم يك مستغربا أن تشهد مدينة قم الإيرانية أول احتفال بموت عمر رضي الله عنه علي يد أحد شيعة إيران ويدعى أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن سعد القمي وذلك في القرن الثالث الهجري ...

ولم يكتف الفرس الإيرانيون بهذا  بل تمادوا في غيهم وأطلقوا علي ذلك الغلام الفارسي "أبو لؤلؤة المجوسي" الذي قتل عمر رضي الله عنه لقب " بابا شجاع الدين " وترحموا عليه ، وعدوه من خيار المسلمين ، وذلك لأنه خلصهم من عمر والذي يلقب في أدبيات الشيعة الفرس بالطالغوت الأكبر!

وتواصل الرواية الفارسية تشفيها في مقتل الفاروق عمر بالزعم أن الله تعالي أمر الملائكة الكاتبين أن يرفعوا الأقلام ثلاثة أيام عن جميع الخلائق فلا يكتبون ذنبا علي أحد فرحا وابتهاجا بمقتل عمر رضي الله عنه ، ولذلك أطلقوا علي يوم مقتل الفاروق عمر عدة أسماء : فهو يوم العيد الأكبر ، ويوم المفاخرة ، ويوم التبجيل، ويوم الزينة العظمي، ويوم التسلية ....

يؤيد ذلك ما ذكره المستشرق الإنجليزي - الذي زار إيران في أوائل القرن الماضي ومكث فيها سنوات - " براون " - بقوله : " ومازال متعصبو الشيعة في إيران يُظهرون غبطتهم لدى ذكر هذا الحادث - مقتل عمر - بل إنهم كانوا إلي عهد قريب يقيمون حفلا في ذكري مصرع عمر ويسمون اليوم عمر كاشان " ولهذا أقاموا لقاتل عمر مرقدا ضخما في مدينة كاشان الفارسية بمنطقة " باغي فين " وقد أطلقوا عليه مرقد بابا شجاع الدين  ... علي الرغم من أن الروايات الشيعية تنص علي أن أبالؤلؤة قتل نفسه وانتحر بعد قتله لعمر ، ودفن بالبقيع بالمدينة  إلا أن الشعوبية الفارسية أبت إلا أن تحتفى برمز من رموزها ، وتخلد ذكراه بإقامة مشهد يُزار حتي لا تنساه الذاكرة الشيعية ، بل إنهم أضافوا إلي الطنبور نغمات عندما كتبوا علي مرقد قاتل عمر رضي الله عنه بالفارسية ما نصه : " الموت لأبي بكر ..الموت لعمر .. الموت لعثمان " ! وقد نقل ذلك أحد الشيعة العرب المعاصرين - حسين الموسوي - الذي زار هذا المرقد المنسوب لذلك الغلام المجوسي وقرأ عبارات السب واللعن بحق الصحابة تلك علي جدرانه!

وهكذا يظهر لنا بجلاء أن الأصابع المجوسية عادت لتعبث بمعتقدات المسلمين مستغلة سفاهة العقول ، وجهل عوام الشيعة ...مفرغة هذه المرة أحقادها الكامنة علي شخص الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وذلك بالتطاول علي شخصه ، والنيل منه بالسب ، وتمجيد قاتله ، وما ذلك إلا لأن عمر رضي الله عنه هو من طهر الأرض من ظلم ونجاسة أكاسرتهم ، وأطفأ نار المجوسية ، وقضي علي الإمبراطورية الفارسية التي مارست الطبقية والاستعلاء في الأرض.

وهذا ما أكده المستشرق الإنجليزي "براون" بقوله : "من أسباب عداوة أهل إيران للخليفة الثاني عمر هو أنه فتح العجم ، وكسر شوكتهم . غير أنهم أعطوا لهذا العداء صبغة دينية وليس هذا من الحقيقة في شيء .

وذات المعني أقر به شاهد من أهلها وهو أحد شعراء إيران المعاصرين الذي لخص سر عداء الايرانيين لعمر رضي الله عنه نافيا أن يكون العداء كما تروج الروايات الشيعية سببه أن عمر غصب حقوق علي وفاطمة بل السبب الحقيقي هو فتح عمر رضي الله عنه لإيران ونشر الاسلام فيها ولأنه قضى علي الأسرة الساسانية ، وهذه ترجمة تلك الأبيات التي ذكرها:

عمر كسر زهور أسود العرين المفترسة

واستأصل جذور آل جمشيد

ليس الجدال علي أنه غصب الخلافة من علي

بل إن المسألة قديمة يوم فَتحَ إيران .....

خلاصة القضية :

صراعنا مع إيران المجوسية ، صراع عقائدي وحضاري ..

صراع بين الإسلام المنتصر ، والمجوسية التي قهرها عمر ، وأطفأ نيرانها ، صراع بين القومية الفارسية الكسروية المتعجرفة ، وبين العرب الحفاة ، رعاة الغنم ، أهل البداوة القادمين من صحراء الجدب والقحط - النظرة الإيرانية للعرب -  ...ولن ينتهي هذا الصراع مابقيت الدنيا فإلي دعاه التقريب مع الشيعة ، والي التيار الجهادى المحسوب علي أهل السنة المتعاون للأسف  مع إيران أفيقوا من غفلتكم ولا تكونوا مطايا للفرس ينفذون من خلالها لتدمير ما بقي من ديار المسلمين السنة .

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت