تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني
لم تنقطع الاحتجاجات المناوئة لنظام الولي الفقيه منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979، وكان أولها في يوليو «تموز» 1999، حين انتفض الطلاب في جميع أنحاء البلاد ضد السياسات المحافظة وإغلاق الصحف الإصلاحية، وتظاهرت أعداد كبيرة منهم ضد القمع والكبت في عهد محمد خاتمي، الرئيس الخامس للجمهورية الإيرانية، وامتدت الاحتجاجات وقتها من طهران إلى كل مدن تبريز ومشهد وأصفهان.
وواجهت قوات الأمن آنذاك «انتفاضة الطلبة» بشدة وحسم، حيث أطلقت عليهم الرصاص الحي في داخل الحرم الجامعي، وضربتهم والعصيّ وأعقاب البنادق، وهاجمت وحدات القمع مباني المدينة الجامعية وقاموا بهدمها وتخريبها، كما ألقوا عددًا من الطلاب من نوافذ الغرف إلى الأرض، وترتب على ذلك مصرع وإصابة الكثيرين.
وفي ديسمبر «كانون أول» 2009 اندلعت الاحتجاجات عقب نتائج الانتخابات الرئاسية وفوز المحافظ أحمدي نجاد برئاسة البلاد وقتها، في انتخابات شابها التزوير والفساد.
وفي ديسمبر «كانون أول» 2017 تجددت الاحتجاجات مرة أخرى، نتيجة عوامل اقتصادية، وفرض مزيد من الضرائب، وفي يونيو «حزيران» 2019 تجددت الاحتجاجات مرة أخرى بسبب انخفاض التومان الإيراني أمام الدولار الأمريكي، وهو ما يُمثل عبئًا على طبقة التجار الإيرانيين.
ويمكن اعتبار «انتفاضة البنزين» الأخيرة بمثابة الحلقة الأخيرة من عشرات الانتفاضات والثورة، التي أعلن خلالها الإيرانيون رفضهم التام لنظام الملالي، الذي واجه كل هذه الانتفاضات بكل همجية ووحشية، في تاريخ حافل بالقمع والإرهاب ومصادرة الحريات.
