أدرك أن مقالي هذا وغيره ربما لن يكون لهم أثر حقيقي وفعال في تغيير قناعات الكثيرين ممن يرون أن العنف المسلح هو أحد سمات الجماعات والتنظيمات الإسلامية بشكل عام والسنية بشكل خاص ذلك أن قدرات الآلة الإعلامية التي تعمل ليل نهار على ترسيخ وتثبيت ذلك الادعاء أكبر من أن تواجَه بمقال أو عبر مجموعة من المقالات والدراسات إذ هي في حاجة إلى آلة إعلامية موازية يمكنها أن تدحض هذه المزاعم بل وتحاول أن تحدث حالة إيقاظ لأولئك الذين انخرطوا من صفوف أهل السنة في هذه العملية الدعائية دون وعي كامل بحقيقة ما يقومون به بالإضافة إلى اعتقادهم بأنهم يشاركون في مكافحة ومواجهة الإرهاب.
ولعل تفسير إحجام البعض عن القيام بعبء الرد على هذه الدعاوى يكمن في خشية هؤلاء من أن يتم وصمهم بدعم الإرهاب أو أنهم يحاولون لفت الأنظار بعيدا عن معركة مواجهته وذلك بالإشارة إلى أن هذا السلوك ليس منحصرا في الجماعات السنية وأن العنف ربما يكون سلوكا متطرفا تسلكه الكثير من التنظيمات، يتساوى في ذلك السنية منها أو الشيعية أو الشيوعية أو الليبرالية وما إلى ذلك.
والحقيقة أن الأمر على العكس تماما فالكثير من العنف – وليس كله - الذي تمارسه جماعات وتنظيمات إسلامية سنية لا يخرج عن طور رد الفعل على عنف صدر عن تنظيمات أخرى استهدفت هذه التنظيمات الإسلامية السنية أو استهدفت إقصاءها فكان هذا السلوك منها دفاعا عن حقها في الوجود ومن ثم وبناء على ذلك فإن كشف عنف بقية التنظيمات ومحاولة البحث عن حلول جذرية وليست شكلية لهذا العنف هو الطريق الأصوب للتعاطي مع الظاهرة التي بدا أن انتهاج الحلول الأمنية أو الحلول المؤقتة معها لم يزدها إلا اشتعالا وانتشارا فالظاهرة في أصلها النتيجة الطبيعية لصراع الوجود إذ من المعلوم ووفق دراسة الكثير من التاريخ الحركي لهذه التنظيمات أنها تبدأ كمحاولة للمشاركة بفعالية في الحياة السياسية والاجتماعية أو تحتل لها مكانا دعويا لكنها وفي مقابل الإقصاء والتهميش تلجأ للعنف.
ولا يتعارض هذا مع القول بأن بعض هذه التنظيمات بدأ عنيفا بالفعل منذ لحظة التأسيس لكن ذلك أيضا لم يكن من فراغ فهو وبحسب تصور القائمين عليها جاء للدفاع عن حقوق أهل السنة الذين تم استلاب حقوقهم وسط صمت من الجميع وهو ما يمكن أن يفسر هذا العنف الشديد الذي لا يقتصر أثره على من مارسوا علميات الإقصاء واستلاب الحقوق فحسب بل ويشمل أيضا من دعم أو ارتضى أو حتى اتخذ موقفا سلبيا إزاء ما يحدث ولو كان هؤلاء من المنتمين لأهل السنة.
ليس ما سبق تبريرا لهذا العنف لكنه محاولة للتفسير وشتان ما بينهما من فرق حيث يقصد البعض متعمدا وبكل أسف الخلط بينهما ليكون سيف إرهاب يسلطه على رقاب كل أصحاب المساعي الجادة للقضاء على الظاهرة وهو ما يكشف عن سوء نية لهؤلاء ويؤكد أن المصالح الضيقة والحسابات الطائفية أو الانتهازية السياسية هي ما يحكم سلوك النخبة السياسية لدى أصحاب الكثير من الاتجاهات بغض النظر عن الشعارات التي تتبناها هذه التوجهات فالبون شاسع ما بين القول والفعل، بل إن الحقيقة المرة أن بقاء هذا العنف وتداعياته السلبية والتخريبية لهي أكثر قبولا لدى هؤلاء من أن تعلو الإرادة الجماهيرية بعيدا عن أية ضغوطات أو أن تحظى هذه الفئة بحقها في التعبير عن نفسها والمشاركة في صنع مستقبل أوطانها.
ولا يعدم هؤلاء الإقصائيون من أن يقدموا بعض الذرائع الخادعة للإيهام بأن ذلك ليس إلا لتحقيق المصالح العليا فالبعض لا يفتأ يردد أن البلاد في معركة ومن ثم "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" وعليه فلابد أن يبقى "قباطين" السفينة كما هم لا يزاحمهم أحد على القيادة بل لتخرس كل الألسنة التي تتحدث عن الحرية أو تجهر بمطالب خاصة، أو يستغل بعض الإقصائيين حالة الرغبة في الثأر لدى بعض القوى الدولية من أهل السنة التي أفرزت أغلب حركات المقاومة ضد الفكر الاستعماري والهيمنة التي مارستها هذه القوى ولا زالت على الأوطان العربية والإسلامية فعمد هؤلاء الإقصائيون إلى ترسيخ الربط بين "السنة" والعنف وأن التنظيمات السنية لا يمكنها بحال من الأحوال أن تقبل بالتعايش مع الآخرين الأمر الذي ضاعف من الضغوط الملقاة على عاتق "السنة" والتنظيمات المحسوبة عليهم لتتضاعف ردود الفعل العنيفة من قبل بعض هذه التنظيمات.
الصورة من أعلى
ليس أقل من أن نصف أصحاب التصور بأن العنف محصور داخل التنظيمات السنية بأنهم ضعيفو البصر لا يرون الصورة كاملة أو أن بعض تفاصيلها تغيب عنهم ذلك أنهم أسلموا رؤيتهم لتصورات مسبقة أمليت عليهم عبر الإعلام أو اتسقت مع تبنيهم لمفاهيم وقناعات مغلوطة إذ يشهد الواقع المرئي وأحداث التاريخ أن العنف كان ولا زال سلوكا لكل الاتجاهات السياسية بل كان العنف السني – إن جاز التعبير - وبلا أدنى مبالغة أو تبرير الأكثر منطقية بين كل أشكال العنف السياسي والديني ذلك أنه جاء في سياق الدفاع عن الذات - وفق تصور أصحابه - أو كرد فعل كما أشرنا آنفا، فضلا عن أن هؤلاء غضوا الطرف عن الكثير من الشواهد التاريخية التي تكشف بجلاء أن الحقب التاريخية ازدحمت بالكثير من الحركات السياسية والفكرية –غير السنية - التي اتخذت العنف مسلكا لبسط رؤيتها.
لعلنا في مقال سابق وعلى صفحات الراصد استفضنا في الحديث عن العنف لدى التنظيمات الشيوعية التي كانت في مقدمة التنظيمات التي أدخلت العنف السياسي في العالمين العربي والإسلامي عبر التنظيمات السرية التي استهدفت شخصيات سياسية بالقتل والاغتيال وبعض المنشآت بالتخريب والتدمير معتبرة أن ذلك جزء من النضال الثوري لتحقيق ديكتاتورية البروليتاريا بل ووصل الأمر في بعض الأحيان إلى وجود حركات انفصالية استهدفت وحدة بعض البلدان ومع ذلك لا نسمع إلا نادرا عن العنف لدى الحركات اليسارية في حين يروج لهذه الحركات باعتبارها ثورية مناضلة.
العنف الشيعي
غير أننا في هذا المقال نحاول أن نسلط الضوء على العنف الشيعي الذي تعاظم دوره في الفترة الأخيرة في العديد من البلدان العربية خاصة بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 والذي يعلم الجميع أنه جاء بمساعدة إيرانية أكدتها تصريحات العديد من الساسة الإيرانيين.
وعلى الرغم من أن العنف الشيعي في العراق مثلا لم يعد خافيا على أي مراقب أو متابع إلا أن تهمة الإرهاب ظلت لصيقة بالجماعات السنية دون غيرها من الجماعات الشيعية الطائفية التي كان أقصى ما تعرضت له هو اتهام بعضها بالطائفية والتي يبدو أنها كانت محاولة للفكاك من تهمة الإرهاب على اعتبار أن ما يحدث في العراق هو صراع عام وشامل بين السنة والشيعة وأن ما يصدر من الشيعة ليس إلا ردة فعل على الإرهاب السني فضلا عن أنه محاولة للثأر لتلك المظلومية التي عاناها شيعة العراق زمن صدام حسين.
في دراسته "خريطة الشيعة في العالم" أشار الباحث الأستاذ أمير سعيد إلى أن عدد الذين قتلهم الشيعة بعد ست سنوات فقط من الغزو الأمريكي للعراق وصل إلى 650 ألفا، مضيفا أن هذا العدد أكبر بكثير ممن قتلهم اليهود من المسلمين خلال ستين عاما من عمر النكبة حتى الآن.
وبغض النظر عن مدى صحة هذه الأرقام التي يفترض أن تكون – إذا ما سلمنا جدلا بصحتها - قد زادت بعد مرور أكثر من 12 عاما على الغزو الأمريكي إلا أن ما يهمنا بالأساس هو أن الإرهاب الشيعي لم يأخذ حيزا يستحقه من الاهتمام أو تسليط الضوء عليه كما لم ينل حظا من الإدانة والشجب من المجتمع الدولي الذي لم يفتأ يهاجم التنظيمات والجماعات السنية بحق وبغير حق حتى أنه طال تلك التنظيمات التي اتخذت المقاومة مسلكا لمقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق أو فصائل المقاومة الفلسطينية وهو المسلك الذي استندت في شرعيته التنظيمات السنية على التعاليم الإسلامية والقانون الدولي.
ولعل أهم مظاهر ما ذهبنا إليه أن الوعي الجمعي لدى المسلمين وغير المسلمين يستحضر على الفور في حال تم ذكر الإرهاب إلى الجماعات السنية دون ذكر أو إشارة إلى الإرهاب الشيعي الذي لو قارنا عدد ضحاياه بغيره لوجدنا بونا شاسعا يكشف عن مدى قسوة وشدة هذا الإرهاب.
ولا ينحصر الإرهاب الشيعي في العراق فحسب بل يمتد إلى الكثير من البلدان التي شهدت صورا منه ومن بينها المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وسوريا واليمن التي وقعت الآن فريسة أمام الإرهاب الشيعي وسط صمت مستغرب من قبل القوى العربية والإقليمية، لكننا على أي حال سنركز في إشارتنا على الإرهاب الشيعي في العراق.
استهداف السنة
من الثابت أن السنة فقط هم من وقفوا في وجه الاحتلال الأمريكي فكانوا بالنسبة للقوات الأمريكية صداعا مزمنا اضطرهم في النهاية إلى الانسحاب بعدما أوكلوا أمر إدارة الدولة إلى مجموعة من الشيعة الذين رحبوا ترحيبا شديدا بدخول الأمريكيين إلا من قلة منهم انحازت إلى مقاومة الأمريكيين غير أنه سرعان ما تم احتواؤهم وإدماجهم في مؤسسات الدولة العراقية الجديدة، ومع ذلك أسس الشيعة العشرات من التنظيمات والفصائل العسكرية التي أحصاها البعض بخمسين تنظيما فيما قال آخرون بأنها نحو 32 تنظيما وأغلبها يستهدف بالأساس السنة في كل الأراضي العراقية إذ وكما أشرنا لم يكن ثمة ما يدعوها للاحتراب مع القوات الغازية خاصة وأن المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني أبدى تفاهما معلنا مع القوات الأمريكية ولم يصدر ولو فتوى واحدة تحث الشيعة على محاربة الأمريكيين باعتبارهم احتلالا.
وكان من أبرز المليشيات الشيعية المسلحة في العراق:
1- فيلق بدر، الذي وعلى الرغم من أنه تأسس في طهران عام 1981 من قبل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الذي كان يسمى في ذلك الوقت "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" إلا أنه تورط في قتل العديد من قادة الجيش العراقي السابق ولا سيما ضباط القوات الجوية والطيارين.
2- جيش المهدي، وهو الجناح المسلح للتيار الصدري وقد تأسس في سبتمبر 2003 وقد تورط باعتراف مقتدى الصدر في قتل العديد من العراقيين السنة.
3- عصائب أهل الحق، وقد تشكلت بشكل رسمي بعد انشقاق القيادي في التيار الصدري قيس الخزعلي ولحق به آلاف المقاتلين في عام 2007 وعملت تحت رعاية قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني.
ويُعرف عنها أنها من أشد الفصائل الشيعية تشددا وكانت ضالعة بصورة واسعة في أعمال العنف ضد السنة بين عامي 2006 و2007.
4- جيش المختار، وهو يتبع لحزب الله فرع العراق ويتزعمه القيادي الديني واثق البطاط الذي يقول إن تنظيمه امتداد لحزب الله اللبناني ويرفع مثله رايات صفراء لكن بشعارات مختلفة.
ويدعو الحزب منذ تأسيسه في مطلع يونيو 2010 لقتل أعضاء حزب البعث المحظور ومن يصفهم بـ "النواصب والوهابيين" فيما يجاهر البطاط بالولاء المطلق للمرشد الإيراني علي خامنئي ويقول إنه سيقاتل إلى جانب إيران إذا ما دخلت في حرب مع العراق على اعتبار أن خامنئي "معصوم من الخطأ".
5- لواء أبي الفضل العباس، وهو فصيل مسلح حديث التأسيس أُعلن عنه من قبل المرجع الشيعي العراقي قاسم الطائي إبان اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد في 2011 لمساعدة قوات النظام السوري.
ويضم الفصيل الذي يقوده الشيخ علاء الكعبي مقاتلين عراقيين ينتمي أغلبهم إلى عصائب أهل الحق وحزب الله العراقي والتيار الصدري.
ويعتبر اللواء من أوائل الفصائل الشيعية التي تدخلت عسكريا في سوريا ووقفت إلى جانب النظام السوري منذ العام 2012 بدافع عقائدي.
السند العقدي
تلك فقط بعض النماذج من بين عشرات النماذج الأخرى لعشرات التنظيمات الشيعية المسلحة التي تحتاج إلى اهتمام الباحثين لدراستها وكشف مستورها وأن سلوكها العنيف لا يعبر عن حالة سياسية طارئة وإنما هي تعبير عن الفكر الشيعي الذي يمتلئ تراثه القديم وأدبياته الحديثة بالكثير من النصوص التي تَعتبر أهل السنة "نواصب" وكفارا، ومن ثم تستحل دماءهم وأموالهم.
ومن ذلك مثلا ما قاله نعمة الله الجزائري في حكم النواصب "أهل السنة": "إنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية وإنهم شرٌّ من اليهود والنصارى وإن من علامات الناصبي تقديم غير علي عليه في الإمامة" الأنوار النعمانية/ 206، 207.
وعن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب؟ فقال: "حلال الدم ولكني أتقي عليك فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل" وسائل الشيعة 18/463، بحار الأنوار 27/ 231.
وعلق الإمام الخميني على هذا بقوله: "فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه وابعث إلينا بالخمس".
ومن ذلك أيضا ما رواه القوم عن الصادق أنه قال: إن أول ما يُسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي الله جل جلاله عن الصلوات المفروضات وعن الزكاة المفروضة وعن الصيام المفروض وعن الحج المفروض وعن ولايتنا أهل البيت، فإن أقر بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجه وإن لم يقر بولايتنا بين يديه جل جلاله لم يقبل الله منه شيئا من أعماله.
وعنه أيضا أنه قال: نزل جبرائيل على النبي فقال: يا محمد السلام يقرئك السلام ويقول: خلقت السموات السبع وما فيهن والأرضين السبع ومن عليهن وما خلقت موضعا أعظم من الركن والمقام ولو أن عبدا دعاني هناك منذ خلقت السموات والأرضين ثم لقيني جاحدا لولاية علي لأكببته في سقر.
وفي رواية: لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال ولم يجئ بولاية علي بن أبي طالب لأكبه الله في النار، وفي رواية عن زين العابدين: أن أفضل البقاع ما بين الركن والمقام، ولو أن رجلا عُمِّر ما عُمِّرَ نوح في قومة ألف سنة إلا خمسين عاما يصوم النهار ويقوم في ذلك الموضع ثم لقي الله بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا.
وعن جده علي بن أبي طالب قال: لو أن عبدا عبَد الله ألف سنة لا يقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أهل البيت ولو أن عبدا عبد الله ألف سنة وجاء بعمل اثنين وسبعين نبيا ما يقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أهل البيت وإلا أكبه الله على منخريه في نار جهنم. وفي رواية: والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله منه إلا بولايتنا. وفي أخرى: أما والله لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية وليي ما كان له على الله حق في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان.
ونسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: التاركون ولاية علي خارجون عن الإسلام.
لماذا السنة؟
وأخيرا يَطرح سؤال مهم نفسه .. ما هي الأسباب وراء وصف التنظيمات السنية بالإرهاب دون الشيعة؟ والحقيقة أن هذا يعود لعدة أسباب رئيسية منها:
1- أن الآلة الإعلامية العالمية تركز على تشويه صورة الإسلام السني كونه هو من يقف بالمرصاد أمام الإمبريالية والرأسمالية الغربية.
2- أن للتنظيمات الشيعية مرجعية واحدة وبدا أنهم لا ينتقدون بعضهم البعض ولا يرمون بعضهم البعض بصفة الإرهاب في حين ليس للسنة مرجعية واحدة ولا يفتؤون يلومون بعضهم البعض إلى حد التنازع والصراع.
3- تحظى التنظيمات الشيعية المسلحة بدعم الدول المحكومة من قبل الشيعة كالعراق وإيران وسوريا واليمن في حين لا تحظى التنظيمات السنية بما فيها التي لا تتورط في عمليات إرهابية وتتبنى المقاومة بأي ظهير سياسي يدافع عنها.
4- التحالف الوثيق بل والتنسيق المتبادل بين الدولة الإيرانية الشيعية وبين القوى الدولية في العديد من الملفات المشتركة وهو التحالف الذي تمكن مؤخرا من رفع قوات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله من قوائم الإرهاب .. كما أنه ربما يكون التفسير المنطقي للكثير من التساؤلات المهمة والتي منها .. لماذا لا يضيف الغرب الجماعات الشيعية إلى لائحة الإرهاب؟ ولماذا تقصف الطائرات الأمريكية أنصار الشريعة في اليمن ولا تقصف قوات الحوثيين رغم كل الانتهاكات التي ارتكبوها؟ ولماذا كانت تصر فرنسا على عدم إدراج حزب الله ضمن قوائم الجماعات الإرهابية؟ ولماذا لا يَسمح الغرب بإقامة أية نموذج للحكم السني سواء في الصومال أو أفغانستان أو مالي مثلا؟
5- التنظيمات السنية تقتتل فيما بينها وهو ما لا نجده إلا نادرا لدى التنظيمات الشيعية التي تضيق لديها المساحات الخلافية فضلا عن أن الدول الراعية لها لا تسمح بأن يصل الخلاف إلى حد الاقتتال.
6- تسارع التنظيمات السنية ومن باب الدعاية لنفسها إلى الإعلان عن عملياتها فيما تحرص التنظيمات الشيعية العسكرية على السرية انطلاقا من مبدأ التقية.
7- لا يتجاوز الخلاف بين التنظيمات الشيعية والغرب حدود الكلام اللفظي فيما تجازف بعض التنظيمات السنية بشن هجمات مسلحة سواء داخل البلدان الغربية أو تستهدف مصالحها.
8- لا تعلن التنظيمات الشيعة عن هدف تأسيس دولة خلافة أو دولة شيعية إسلامية بداع وبلا داع فيما تصر التنظيمات السنية على أن تؤكد أن هدفها الرئيس هو إقامة الخلافة وتأسيس الدولة الإسلامية الكبيرة وهو ما يسبب حالة من الفزع لدى الغرب وللقوى المناوئة لفكرة الخلافة.
9- تحرص التنظيمات الشيعية على أن تبدو وكأنها تدافع عن المظلومين والمحرومين والمقهورين وحقوق الأقليات فضلا عن المقاومة ضد الطغيان وحماية الأماكن المقدسة.
10- تحرص التنظيمات الشيعية على أن تتودد إلى أصحاب المذهب الشيعي بإقناعهم بأنهم إنما يدافعون عن مصالحهم فيما تتورط العديد من التنظيمات السنية وبكل أسف في الاقتتال مع من يفترض أنها تدافع عنهم.
المصدر|الراصد