الجمعة, 12 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

احتجاجات إيران.. غياب للقيادة الشعبية وحرب من "الحرس"

الأخبار - | Tue, Nov 26, 2019 6:37 PM
الزيارات: 229
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

لاحظ مراقبون غياب القيادة الشعبية للاحتجاجات التي عمت إيران، الأسبوع الماضي، مقابل إعلان حرب شاملة من قبل الحرس الثوري والقوات الأمنية ضد المحتجين بحجة مواجهة "المؤامرة الخارجية".

وكان قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي قد قال في كلمة له، أمس الاثنين، إن الاحتجاجات جاءت ضمن "حرب عالمية" تُشن ضد النظام، كما تحدث عن وقوع حرب شوارع قضى عليها الحرس الثوري.

وهدد سلامي بمعاقبة كل من تورط في الاحتجاجات، ما يشير إلى استمرار حملة القمع والأحكام العرفية في معظم أنحاء البلاد.

وعلى الرغم من إصرار الحرس الثوري والسلطات الإيرانية على وجود قادة للحراك زعموا أنهم اعتقلوهم جميعاً، فإن الناشطين يؤكدون أن ما يميّز الاحتجاجات الجماهيرية الأخيرة هو عفويتها ومشاركة كافة فئات المجتمع التي باتت متضررة بشكل مباشر من سياسات النظام وتصعيده للضغوط على المواطنين وإنفاق أموال البلاد على المغامرات الخارجية على حساب الشعب ومعاناته وتدهور أوضاعه المعيشية.

وبينما قال المسؤولون العسكريون إن السيطرة على الاحتجاجات كانت "معجزة"، أفاد ناشطون بأن غياب قيادة للاحتجاجات، بالإضافة إلى قطع الإنترنت كان لهما دور أساسي في عدم استمرار المظاهرات.

وتعتبر هذه المرة الثالثة التي تفشل فيها الاحتجاجات الإيرانية في إحداث أي تغيير بعد الحركة الخضراء عام 2009، ثم الاحتجاجات الشعبية في أواخر 2017 وبداية 2018، لكن مراقبين يقولون إن هذه المرة ليست كسابقاتها حيث عمت الاحتجاجات البلاد بشكل سريع واستهدفت، منذ بدايتها، رأس النظام.

جيل جديد منخرط بالحركات الاجتماعية
ويتميز الجيل الجديد المنخرط في الحركات الاجتماعية الأخيرة في إيران، خاصة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بالعفوية وعدم الخضوع لأية قيادة حيث تم تهميش دور المثقفين والنخب والأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية.

كما أثبتت الأحداث أنه لا توجد قيادة رأسية للاحتجاجات، وبدلاً من ذلك لعبت مواقع التواصل وتطبيقات الشبكات الاجتماعية والناشطين الجدد على الإنترنت دوراً محوريا في هذه الحركات.

وعلى الرغم من أن ناشطين يرون أن هذه الميزة تصعِّب على السلطات السيطرة على بؤر الاحتجاج، فإن آخرين يرون أن غياب القيادة هذا ضعف أساسي يفقد الحراك الفاعلية والاستمرار والتنظيم.

وبدأت موجة الاحتجاجات الأخيرة في إيران إثر الارتفاع المفاجئ في سعر البنزين وسط استياء الإيرانيين واسع النطاق من ظروفهم المعيشية وسوء إدارة البلاد وعجز الحكومة الدينية التي يتفشى فيها الفساد من تلبية أبسط حاجات المواطنين.

وفي ظل عقود من الجمود السياسي وفشل الإصلاحات في البلاد وفقدان الأمل بحدوث أي تحسن للأوضاع الاقتصادية والمعيشية، رفع المحتجون شعارات راديكالية منذ اليوم الأول تدعو لرحيل المرشد علي خامنئي، كما هتفوا "يسقط الديكتاتور" و"اخجلوا واتركوا الحكم" و"لا غزة، لا لبنان، روحي فداء ايران" و"اتركوا سوريا وفكروا بمأساتنا"، مما عكس غضب الشارع من ممارسات النظام وسياساته التوسعية على حساب تنمية البلاد.

من ناحية أخرى، ربط المسؤولون الإيرانيون، من المرشد الأعلى إلى أصغر القيادات، الاحتجاجات بـ"مؤامرة خارجية" ووصفوها بـ"أعمال شغب وتخريب"، كما قامت وسائل الإعلام بشيطنة المتظاهرين والتحريض ضدهم.

وتدخّل الحرس الثوري بكامل قوته للسيطرة على الاحتجاجات وبدأت مباشرة عمليات القتل بالرصاص الحي وتعذيب المعتقلين لانتزاع اعترافات قسرية منهم.

وخلّفت هذه الاحتجاجات 143 قتيلاً بحسب "منظمة العفو الدولية"، و7000 معتقل وفقا للسلطات الإيرانية، لكن مصادر المعارضة تتحدث عن 400 قتيل و10 آلاف معتقل، وفق ما تم إحصاؤه حتى الآن.

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت