<< المراقبون السياسيون: احتجاجات لبنان والعراق تهز أسس الهيمنة الإيرانية على عملية «صنع القرار» في البلدين
<< هتاف العراقيين شيعة سُنة معاً «إيران بره بره.. العراق تبقى حرة» أفقد طهران حاضنتها الشيعية في المنطقة
<< خروج الشباب العراقي واللبناني إلى الشوارع يكشف عن غالبية وطنية «عابرة للطائفية» ضد النفوذ الإيراني
<< صحيفة «نيويورك تايمز»: أن المسؤولون الإيرانيين فوجئوا من أن نفوذهم في المنطقة ينهار بسرعة غير عادية
<< «إيران بره بره.. العراق تبقى حرة» إشعار سياسي نهائي لعمائم إيران حتى تخرج من العراق إلى خير رجعة
<< مناصرو حركة «أمل» و«حزب الله» المعتصمين في ساحات الاعتصام في وسط بيروت، واعتدوا على المتظاهرين
<< تظاهرات العراق ولبنان تؤكد أن الشعوب العربية ضاقت ذرعًا بالحكم الطائفي الذي يعمل لصالح إيران وأذنابها
لم تمر سوى أسابيع قليلة على اندلاع جولة الاحتجاجات الأخيرة في العراق، مطلع أكتوبر «تشرين الأول» الماضي، ضد تفاقم الفساد بسبب السيطرة الإيرانية على المعادلة العراقية، حتى اجتاحت مظاهرات حاشدة وغير مسبوقة منذ سنوات لبنان منذ 17 أكتوبر 2019، لأسباب مشابهة تقريبًا للحالة العراقية بتنامي نفوذ «حزب الله» في المعادلة اللبنانية، وهو ما أسفر عن تقديم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته مؤخرا.
وفي العراق، إعلان الرئيس برهم صالح يوم 31 أكتوبر 2019 موافقة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة من منصبه، فالدولتان العربيتان تشهدان التحديات ذاتها، المتعلقة بمشروع إيران الرامي إلى ضرب مفهوم الدولة الوطنية بغية خلق دول رديفة تعمل لصالح طهران.
ومن بغداد إلى بيروت تنتظم هذه الاحتجاجات الشعبية في سياق واحد، مناهض للتغلغل الإيراني في مفاصل ومقدرات البلدين العربيين، والذي أسهم في خلق طبقة سياسية مستفيدة من هذه الأوضاع، وجمعت هذه الاحتجاجات جميع الأطياف والطوائف، العراقية واللبنانية.
وفي الحالة العراقية، تنامت حدة الرفض الشعبي للهيمنة الإيرانية على بلاد الرافدين، مع اندلاع الاحتجاجات العنيفة التي تجتاح البلاد منذ مطلع أكتوبر «تشرين أول» الماضي حتى الآن، رفضاَ لتدخلات ملالي طهران في كل كبيرة وصغيرة من شؤون بغداد، على المستويات كافة.
وكان الهتاف المدوي في الأجواء العراقية منذ اشتعال شرارة التظاهرات في المناطق السنية والشيعية معاً «إيران بره بره.. العراق تبقى حرة»، وهو ما أفقد إيران حاضنتها الشيعية في المنطقة!
وكان هذا هو الإشعار السياسي الأهم لعمائم إيران حتى تخرج من العراق إلى خير رجعة، بعد أن تحكم الملالي وعملاؤهم في مقدرات البلاد منذ الغزو الأمريكي عام 2003، إيذاناً بتحرر المظاهرات أرض الرشيد من الهيمنة الإيرانية.
أما في احتجاجات لبنان، كان الهتاف المشترك بين جميع المتظاهرين هو «كلن يعني كلن»، أي كل القوى السياسية المتحكمة في مقدرات البلد، بما في ذلك ميليشيات «حزب الله»، وهتفوا ضد أمينها العام، حسن نصر الله، بعدما تبنى بقاء الحكومة التي طالب كثير من اللبنانيين برحيلها، فرحلت.
وهاجم مناصرو حركة «أمل» و«حزب الله» المعتصمين في ساحات الاعتصام في وسط بيروت، واعتدوا على المتظاهرين؛ ما أدى إلى وقوع جريحين، قبل أن تتدخل القوى الأمنية والجيش اللبناني لطرد المهاجمين وملاحقتهم وتوفير حماية للمعتصمين.
وفي الحالتين اللبنانية والعراقية، تتنامى مشاعر السخط الشعبي والغضب ضد الميليشيات الموالية لإيران، إذ ركّز المحتجّون اللبنانيون والعراقيون على السواء على مطلب إخراج إيران وأذنابها بشكل مباشر من لبنان والعراق.
الخطر الإيراني الداهم
بعد سنوات من الصبر والتحمل، تنبّه العراقيون أخيرا إلى الخطر الإيراني الداهم الذي يحيق بوطنهم، وتأثيره السلبي على العراق منذ أعوام طويلة، وتمثلت علامات غضب الشعب من إيران في الأعلام الإيرانية المحروقة خلال تظاهرات الشارع العراقي، والهتافات المناهضة لطهران، والتي تنادي بخروج الملالي من تحت شمس بلاد الرافدين.
وفي مواجهة دامية مع عملاء إيران في الداخل العراقي، أحرق العراقيون الغاضبون في هذه المظاهرات صور الخميني، وهاجموا مقرات الأحزاب والميليشيات الموالية لإيران، ومنها «منظمة بدر»، و«تيار الحكمة»، و«عصائب أهل الحق» وغيرها من المنظمات والميليشيات الموالية لإيران.
والجدير بالملاحظة هنا، أنه لا يمكن النظر إلى الاحتجاجات الشعبية في العراق ولبنان، كل على حدة، بل إن هذه الاحتجاجات هي جزء من الصحوة القومية العروبية ضد تجاوزات وجرائم طهران، لكونها جمعت بين إدانة النفوذ الإيراني وأذرعه الممتدة في هذين البلدين باختلاف تنوعاتها ومسمياتها ومليشياتها، اتخذت تلك الإدانة طابعا صريحا في احتجاجات العراق، حيث أحرق المتظاهرون الأعلام الإيرانية، وفي لبنان اتخذت هذه الإدانة للنفوذ الإيراني طابعا مبطنا من خلال إدانة العهد اللبناني الحالي الذي كان لحزب الله اللبناني اليد الطولى في فرضه على الجميع ومنحه المساندة المعنوية والمادية الضرورية.
ومنذ اللحظة الأولى، قادة إيران وعلى رأسهم الشيطان الأكبر الإيراني علي خامنئي، هم المستهدفون بالدرجة الأولى من مظاهرات العراق، حين خرج المحتجون لإعلان غضبهم على السياسيين الذين يأتمرون بأوامر تأتيهم من طهران.
وتسود حالة من الارتباك السياسي في إيران حاليا، بسبب ما يحدث في العراق، خوفاً من خسارة نفوذها في أرض الرافدين، فهي بمثابة الساحة البديلة لإيران في حال نشوب مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة.
كما أن حكام طهران يساورهم القلق من احتمالية انتقال عدوى الاحتجاجات إلى الشعوب الإيرانية، والتي اكتوت بنار الملالي منذ أكثر من 40 سنة، ويدعم هذه الاحتمالية أن الاحتجاجات التي شملت العديد من مناطق العراق، انطلقت من جنوب البلاد حيث تتركز الميليشيات المحسوبة على إيران، بل إن أغلب المحتجين هم من الطائفة الشيعية، وهو مؤشر يمكن قراءته على أن الشعب العراقي برمته، وبكافة طوائفه، يرفض التغلغل الإيراني في بلاده.
وطنية عابرة للطائفية
كشف خروج الطبقات الشبابية من الأجيال الجديدة والشرائح العريضة، في كل من العراق ولبنان، عن غالبية وطنية عابرة للطائفية ضد النفوذ الإيراني المستشري في مفاصل الدولتين، أفقدت المشروع الإيراني شرعيته المزعومة في الخارج، في خلق دولة نموذج يمكن تعميمه على بقية الدول المستهدفة بالمشروع الإيراني، وعملت على انكشافه وتعريته أمام الداخل والخارج معا.
وجعلت الاحتجاجات في كل من العراق ولبنان، من مساعي إيران لتحقيق المشروع الإيراني العابر للحدود وتدشين «جمهورية إيران العالمية» مجرَّد أوهام غير قابلة للتنفيذ على أكثر من صعيد، لا سيّما ظهور أجيال جديدة لا تفهم ولا ترى ولا تسمع عن المشاريع المذهبية، فهذه إيران التي ملأت العالم ضجيجًا منذ 40 عاما بـ«نصرة المستضعفين في الأرض» زادتهم ضعفًا، فثاروا ضدها!
وثمة تشابه كبير بين الظروف السياسية في هذين البلدين المنكوبين بالتدخلات الإيرانية، ففي لبنان هناك حالة نادرة، تتمثل في امتلاك قوة سياسية ممثلة في «حزب الله» اللبناني قوة عسكرية موازية للجيش اللبناني، وتحتكر قرار الحرب والسلم دونا عن الدولة اللبنانية وتفرض إملاءاتها مع حلفائها على الجميع جهارا نهارا، وكأن لبنان ليست دولة مؤسسات راسخة وعريقة.
وكما هو الحال في العراق، ممثلا في ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية، فإن قوات «حزب الله» اللبناني يمتد ولاؤها خارج لبنان ويعلي المصلحة الطائفية على المصلحة الوطنية اللبنانية، خاصة مع انخراط حزب الله في توازنات السياسة الداخلية اللبنانية والسياسات الإقليمية لإيران في اليمن والعراق وسوريا.
كما يعد التدخل الإيراني في لبنان والعراق سببًا مركزيًّا في استشراء الفساد في مفاصلهما ومؤسساتهما الحكومية، فلِكَي تضمن إيران مدّ نفوذها في الداخل اللبناني والعراقي وتنفيذ مآربها، اعتمدت على استبعاد الشخصيات اللبنانية والعراقية الوطنية من مراكز صُنع القرار في بيروت وبغداد لصالح بيادق موالية لها وتأتمر بأمرها، رغم إدراكها سرقة هؤلاء لأموال الشعب ونهب خيرات ومقدَّرات البلاد، وذلك ضمانًا لتنفيذ الأجندة الإيرانية بحذافيرها لاستكمال المخطط الإيراني بربط طهران بالعراق بدمشق ببيروت بالمتوسط، ومِن ثَمّ صارت كلٌّ مِن لبنان والعراق نتيجة الحكم الشيعي الموالي لإيران دولة ممزقة مهترئة ضعيفة تعاني أزمات.
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن المسؤولين الإيرانيين فوجئوا من أن نفوذهم في المنطقة ينهار بسرعة غير عادية، كما يعتقدون أن المظاهرات في لبنان والعراق تشكل تهديداً وجودياً لنظام طهران، ويتخوفون بشدة من انتقال الاحتجاجات إلى إيران، بسبب تشابه الظروف المعيشية السيئة في لبنان والعراق وإيران.
وأضافت الصحيفة أنه «غالباً ما تندرج منهجية إيران ضد الولايات المتحدة وإسرائيل ودول خليجية باعتبارها تهديدات مباشرة لأمنها ونفوذها الإقليمي. لكن السلطات في طهران حولت في الآونة الأخيرة انتباهها إلى مصدرين جديدين للقلق، هما لبنان والعراق، حيث يعتقد النظام الإيراني أن المظاهرات الضخمة المناهضة للحكومة في كلا البلدين، والتي تشوبها العداوات والاستياء تجاه إيران، قد عرضت مصالحه فجأة للخطر كما أثارت احتمالية قيام احتجاجات داخل إيران نفسها.
وأكدت الصحيفة أنه إذا نجح المحتجون اللبنانيون والعراقيون في الإطاحة بحكومتيهم وإضعاف الأحزاب السياسية الراسخة ذات العلاقات العميقة مع قادة إيران، فإن طهران ستخسر عقوداً من الاستثمارات المالية والسياسية والعسكرية.
ولذلك لم يكن غريبا أن الأحداث في كلا البلدين لبنان والعراق تم تصويرها بشكل سلبي في الإعلام الإيراني. ووصف المسؤولون والمعلقون المحافظون في إيران الانتفاضات بأنها «فتنة»، وهو مصطلح استخدموه في المظاهرات المحلية المناهضة للحكومة الإيرانية نفسها في عامي 2009 و2017.
تحدّيات غير مسبوقة
من جهة ثانية، يرى المراقبون السياسيون أن هذه الاحتجاجات الغاضبة في لبنان والعراق، تهز أسس الهيمنة الإيرانية على صنع القرار في هذين البلدين وتكشف طبيعة الارتباطات العابرة للمصلحة الوطنية اللبنانية أو العراقية ودورها في التدهور الوطني العام، وقد لا تفلح الولاءات العقدية المذهبية في الإبقاء على هذه الأوضاع خاصة بعد اكتشاف طبيعتها ومحتواها وتغطيتها على حقيقة الأدوار الخارجية والسلسلة المذهبية التي تنتظم فيها.
وأكدت الاحتجاجات التي اندلعت متزامنة في العراق ولبنان، حقيقة مفادها أن إيران قد تكون قد نجحت في زيادة نفوذها في هذين البلدين، لكنها بعد ذلك، لم تحسن إدارة الأمور فيهما.
ويواجه صنّاع القرار في إيران تحدّيات غير مسبوقة في تنفيذ المشروع التوسعي الإقليمي في دائرة دول المجال الحيوي الأول القريبة جغرافيًّا من إيران، إذ تحوَّل أحد أهمّ مرتكزات المشروع الإيراني الإقليمي، المتمثل في الخريطة المذهبية السكانية والطبقات الفقيرة والشبابية العريضة، التي طالما تعوِّل عليها إيران في عمليات الدمج والشحن الطائفي لضخ الدماء في شرايين مشروعها التوسعي العابر للحدود، إلى أكبر فاجعة باتت تؤرق قياداتها الدينية والسياسية، وهم يشاهدون انفراط عقد الاحتجاجات في أهمّ دولتين عربيتين لتنفيذ مشروع إيران الإقليمي.
إن أهم دولتين عربيتين في ما يسمّى بالهلال الشيعي - لبنان والعراق - تشهدان تناميًا لحالات السخط الشعبي العارم، ليس فقط من سياسات الحكومتين اللبنانية والعراقية في معالجة الأزمات الاقتصادية، وإنما مما ووصفه المحتجّون بالهيمنة الإيرانية، ممثلة بحزب الله في لبنان وميليشيات الحشد الشعبي المسلحة في العراق، على الساحتين اللبنانية والعراقية، واكتراث النخبة الحاكمة في الدولتين لمصالحها ومصالح الدولة الداعمة (أي إيران) على حساب المستوى المعيشي للمواطنين في لبنان والعراق.
وأظهرت الأيام الأخيرة أنّ هناك إدراكا شعبيا عربيا متناميا لخطورة ما تقوم به الميليشيات الشيعية المسلحة لصالح إيران من «طأفنة» أوضاعهم المعيشية والاقتصادية، ولما تقوم به هذه الميليشيات من استنزاف مقدَّرات دولهم الاقتصادية والزجّ بأبنائهم في صراعات مذهبية لخدمة الأجندة الإيرانية، ويعكس ذلك مؤشرين، الأول: مشاركة المواطنين اللبنانيين والعراقيين من كل الأطياف والأعراق والمذاهب اللبنانية والعراقية. الثاني: اندلاع المظاهرات في كل المدن والمحافظات، خصوصًا المحافظات ذات الكثافة الشيعية في الجنوب العراقي واللبناني (لا مركزية الحراك، خصوصًا في لبنان)، ومِن ثَمّ هذا الوعي الشعبي يُفقِد إيران حالة الشقاق المذهبي الذي ميَّز الحراك الاحتجاجي في لبنان والعراق خلال العقود الماضية، والذي شكَّل وقودًا لإيران للتمدّد والتوسّع، وهو ما هدّد إيران وميليشياتها المسلحة التي سعت لإلصاق طابع العنف على الحراك الاحتجاجي في الحالتين تمهيدًا لقمعها، خصوصًا أنّ المحتجّين في لبنان والعراق رفعوا شعارات مناهضة لإيران ونفوذها وميليشياته المسلحة وأضرموا النيران في مقراتها والعلم الإيراني.
ففي العراق، لم تعد الدعوات إلى الاحتجاج مقتصرة على نخبة من الناشطين أو المواطنين المهمشين، بل انبرى عدد من رجال الدين والمراجع الشيعة لحث المواطنين على رفض الظلم والفساد في مفاصل الدولة.
وفي كلا البلدين كشفت الاحتجاجات غير المسبوقة التي هزت المدن الشيعية، أن سياسة النظام الإيراني لممارسة النفوذ في المنطقة قد فشلت، حيث تقول الكاتبة حنين غدار في تحليل إخباري نشرته مجلة «فورن بوليسي» الأمريكية، إن المحتجين الغاضبين في العراق ولبنان يرون أن طهران وعملاءها يحكمون البلديّن، وأن إيران أنشأت وكلاء في كلا البلدين، ومنحتهم السلطة من خلال التمويل والأسلحة، وساعدتهم على التسلل إلى مؤسسات الدولة، واليوم لدى هذه المؤسسات في العراق ولبنان وظيفة رئيسية واحدة، فبدلا من حماية الناس وخدمتهم، عليها حماية المصالح الإيرانية وخدمتها».
وتشير الكاتبة إلى أن العديد من قادة الميليشيات السابقين المدعومين من إيران أصبحوا الآن أعضاء في البرلمان والحكومة، مما أدى إلى دعم أجندة طهران وساهم في خلق اقتصاد بديل لإيران يمكنها من تفادي العقوبات الأمريكية.
وفيما يتعلق بالتظاهرات في العراق، ترى الكاتبة أن «دور إيران في الرد على هذه المظاهرات وفشل الحكومة في حماية مواطنيها يعد مؤشرا هاما على تأثير طهران في البلاد. ومهما كانت نتائج الاحتجاجات، في كل من العراق ولبنان، فإن إيران لن تسمح لهياكل قوتها بالانهيار دون قتال».
ولكن القضية الأهم في الحالتين اللبنانية والعراقية، هي أن هذه الشعوب العربية ذاتها قد ضاقت ذرعًا بالحكم المذهبي الطائفي الذي يعمل لصالح إيران وأذنابها، وأن الشعوب عقدت النية على فضح التيارات والأحزاب والميليشيات المذهبية واحدة تلو الأخرى، فبالأمس فضح الشعب العراقي الأحزاب الطائفية الموالية لإيران في العراق، والمشهد يتكرر في لبنان بفضح الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) ودوره في تردّي الأوضاع الاقتصادية والانقسامات السياسية،
من جهته، يقول أيهم كامل، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «مجموعة أوراسيا»: «إن الاحتجاجات في كل من العراق ولبنان تتعلق في الأساس بالسياسة المحلية وبطبقة سياسية فاسدة فشلت في تحقيقها. وهذه الاحتجاجات تُظهر فشل نموذج الوكيل في حكم البلاد، حيث تستطيع إيران توسيع نفوذها، لكن حلفاءها غير قادرين على الحكم بشكل فعال».
وأخيرا، فقد أظهرت هذه الاحتجاجات العارمة مدى قدرة اللبنانيين والعراقيين على تجاوز الخنادق الطائفية ومناداتهم بحقوق المواطنة في التعليم والصحة والعمل والثروة، بعد تراكم فشل الأنظمة الطائفية في علاج هذه المشكلات المتفاقمة، أنها لا تعمل لمصلحة الشعوب، بل تعمل لحساب طهران في التحليل الأخير.