واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات واسعة في عدد من الصحف العربية بسبب تأخر ردّ واشنطن على تحركات إيران في المنطقة، وخاصة الهجوم على منشآت نفط سعودية الذي تقول الرياض إن إيران مسؤولة عنه، بينما تنفي إيران ذلك.
وتقول سوزان مالوني في الاتحاد الإماراتية "إن ما يقال عن استعداد ترامب لاستخدام القوة العسكرية ليس سوى مشهد من تلفزيون الواقع موجه لتويتر. فرغم الكلام الحازم والسياسات العقابية، فإن الرئيس الأمريكي الذي سبق له أن ازدرى صراحة الحلفاء وكلفة التدخل، لم تكن لديه الجرأة لخوض معركة حقيقية، وخاصة مع انطلاق حملة إعادة انتخابه".
وتؤكد مالوني أن الحرب لم تكن إحدى خيارات ترامب لمواجهة إيران وأن إقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون تشير إلى "أن الرئيس كان يدرس إمكانية تخفيف العقوبات على إيران من أجل استئناف المفاوضات".
كما يؤكد أسامة أبو ارشيد في العربي الجديد اللندنية "على الرغم من أن السعوديين تنفسوا الصعداء بعد مجيء دونالد ترامب إلى الحكم، وظنوا أنهم قادرون على أن يشتروا دعمه عبر رشىً سياسية متمثلة في صفقات عسكرية هائلة، إلا أنه أثبت أنه لا يختلف عن أوباما في مقاربته لأمن الخليج والتصدّي للنفوذ الإيراني فيه".
ويضيف الكاتب "صحيح أنه انسحب من الاتفاق النووي مع إيران، العام الماضي، وصحيحٌ أنه أعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية عليها، إلا أنه يقاوم بكل قوة أي محاولات لجرِّ رجليه إلى حربٍ معها. وهو لم يخجل يوما أن يعلن جهاراً نهاراً أن على السعودية أن تدفع مقابل الحماية الأمريكية".
ويشدد الكاتب على أن ترامب غير موقفه بعد هجمات أرامكو "ليقول إن هذا أمر يخصّ السعودية، وإذا أرادت الأخيرة الحماية، فهي تعلم أن عليها أن تدفع. ولا داعي للتذكير هنا أنه حتى ولو دفعت السعودية ثمن الحماية مجدّدا، ستبقى واشنطن متردّدة في خوض حربٍ لا تراها حربا تعنيها مباشرة".
"الرئيس لا يريد حرباً مع إيران"
وفي مقالٍ بعنوان "الرئيس لا يريد حرباً مع إيران"، يقول ماهر أبو طير في الغد الأردنية " تستفيد الولايات المتحدة الأمريكية، مما تفعله طهران في المنطقة، وهي وإن كانت تعاديها وتحاربها، إلا أنها أيضا تستفيد مما تتسبب به إيران في العالم العربي".
ويضيف أبو طير "ترامب يقول يوم أمس إن هناك عدة خيارات ضد إيران، قبيل الحرب، وإن الحرب هي آخر الخيارات، وهي خيار وارد، لكن الذي لا يقوله الرئيس الأمريكي، علناً، يتعلق بسياسات بلاده في ابتزاز المنطقة مالياً وعسكرياً، عبر إبقاء الخطر الإيراني، فوق المنطقة، من أجل مزيد من صفقات الأسلحة، ومزيد من المال".
ويؤكد الكاتب أنه "لو زال الخطر الإيراني، فلا سبب يساعد إدارة بلاده على ابتزاز العالم العربي، وهكذا توظف واشنطن الخطر الإيراني، من أجل خزينتها المالية الخاوية، خصوصاً، أن الامر حتى الآن يبدو مقبولاً، مالم يتم تهديد إسرائيل".
وتشير رأي اليوم اللندنية في افتتاحيتها إلى أن "تلكؤ الولايات المتحدة الأمريكية في القيام بأي رد عسكري ... رغم مرور أسبوع تقريبًا، يثير حالةً من الإحباط والشّعور بالخذلان في أوساط حلفائها السعوديين".
وتضيف الصحيفة: "إدارة ترامب التي لم تجرؤ على الانتقام لإسقاط صاروخ إيراني لطائرتها المُسيّرة فوق مضيق هرمز، ولم تتحرّك بوارجها لمنع احتجاز ناقلة بريطانيّة في مياه الخليج، من المُستبعد أن تخوض حربًا ضِد إيران انتقامًا للهجمات التي استهدفت منشآت نفطيّة سعوديّة".
كما تؤكد القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها أن "دونالد ترامب، الذي تفاخر يوماً ببيع صفقات أسلحة بمئات المليارات للسعودية، قد لبس ثياب التاجر متحدثاً عن عدم حاجة بلاده للنفط السعودي ومرسلا وزير خارجيته مارك بومبيو ليؤكد اتهام إيران بالهجوم، من ناحية، وضرورة الحل الدبلوماسي، من ناحية أخرى".
وتلقي الجريدة باللوم على ترامب جراء "الإذلال الذي تعرضت له المملكة ووليّ عهدها على يد إيران وحلفائها في المنطقة".