الحرس الثوري الإيراني هو أداة نظام "الملالي" الإرهابي، للهيمنة على بلدان المشرق العربي، وكلما مر الوقت كلما توحش ذلك النظام الإرهابي في نشر الفوضى والتخريب والتطرف ونشر الميليشيات الشيعية الأجنبية متعددة الجنسيات لتقتل شعوب المنطقة وتدمر حواضر العرب السنة التاريخية، وهذا ما يبدو جليا في العراق وسوريا ولبنان واليمن والأحواز.
والحرس الثوري واحد من أهم الأجهزة الأمنية في إيران، تأسس عام 1979 بقرار من مرشد الثورة الإيرانية الخميني بهدف حماية النظام.
تلك الميليشيا الإيرانية تسيطر على النظام الصاروخي الإيراني، ويقدر عدد أفرادها بنحو 125 ألف، وتمتلك قوات برية وبحرية وجوية ولها سلطة الإشراف على الأسلحة الاستراتيجية في البلاد، كما تشرف على ميليشيات الباسيج التي تتكون من 90 ألف متطوع.
وقد فرضت واشنطن عقوبات مباشرة لأول مرة على كامل تشكيلات وهيكلية الحرس الثوري الإيراني، حيث إن أمريكا صنفت "فيلق القدس" فقط -جناح العمليات الخارجية للحرس الثوري- في عام 2007 على لائحة المنظمات الإرهابية.
أما اليوم فبات الحرس الثوري الإيراني بكافة تشيكلاته على قوائم الإرهاب، ولاشك أن هذا القرار سيدمر بنية الحرس على مدى المتوسط.
مجازر 1988
أعدم الحرس الثوري الإيراني ما يزيد عن 30 ألف سجين سياسي في إيران، هذه الجريمة بدأت في 19 يوليو 1988، واستمرت لخمسة أشهر لاحقة حيثتم إعدام السجناء السياسيين في جميع أنحاء إيران وكان أغلب السجناء من مؤيديوأنصار حركة مجاهدي خلق المعارضة بالإضافة لبعض التيارت والأحزاب الأخرى.
دور الحرس في المنطقة
وقد أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، أن "الحرس الثوري قام بتجنيد 200 ألف عنصر في العراق وسوريا"، وقد سبقت تلك التصريحات الخطيرة، تصريحات أخرى لغضنفر آبادي -رئيس محكمة الثورة في طهران- قال فيها إنه "إذا لم ينصر الشعب الإيراني الثورة، فسيأتي الحشد الشعبي العراقي، والحوثي اليمني، والفاطميون من أفغانستان، وزينبيون من باكستان لنصرة الثورة الإيرانية"!
وقد رأى العالم أجمع كيف ضغط الحرس الثوري الإيراني وقادته على حكومة بغداد حتى تم دمج مليشيات الحشد الشعبي الشيعية (الباسيج العراقي) في الجيش العراقي، بل أمر قادة حرس الثوري الإيراني بشار الأسد بمنح الجنسية السورية لعشرات الآلاف من عناصر المليشيات الشيعية الأجنبية التي تقاتل في سوريا بإشراف الحرس الثوري الإيراني.
كما أسس الحرس الثوري ما يسمى "حزب الله" في لبنان، وحزب الله- الحجاز، وسرايا المختار وسرايا الأشتر في البحرين.
إرهاب الحرس:
1- لبنان
ففي عام 1982، قام الحرس الثوري الإيراني وعبر فرعه في لبنان باختطاف 96 مواطنًا أجنبيًا في لبنان، بينهم 25 أمريكيًا، وفي 1983، تم تفجير السفارة الأمريكية في بيروت من قبل حزب الله اللبناني في عمليةٍ دبرها الحرس الثوري، وفي 1983، نفذ إيراني ينتمي إلى الحرس الثوري- عملية انتحارية في بيروت، دبرتها إيران ضد مقر مشاة البحرية الأمريكية، ونجم عنها مقتل 241 وجرح أكثر من 100 من أفراد البحرية والمدنيين الأمريكيين، وبالتزامن مع هذا التفجير فجرت كذلك مقر القوات الفرنسية في بيروت، ما أدى إلى مقتل 64 فرنسيًا مدنيًا وعسكريًا، وفي عام 1989، اختطفت مليشيات الحرس الثوري وقتلت عددًا من الدبلوماسيين الأمريكيين في لبنان.
2- الكويت
في 1983، نفذت عناصر من حزب الله وحزب الدعوة المدعوم من الحرس الثوري، هجمات طالت السفارة الأمريكية والسفارة الفرنسية في الكويت، ومصفاة للنفط وحيًا سكنيًا، كما قامت بقصف ناقلات نفط كويتية في الخليج، وفي عام 1985، محاولة لتفجير موكب أمير الكويت آنذاك، الشيخ جابر الأحمد الصباح، كما دبر الحرس الثوري اختطاف طائرة خطوط (TWA)، واحتجاز 39 راكبًا أمريكيًا على متنها مدة أسابيع، وقتل في العملية أحد أفراد البحرية الأمريكية.
وفي عام 2016، أصدرت محكمة الجنايات الكويتية حكمًا بإعدام اثنين من المدانين في القضية المعروفة بخلية العبدلي، أحدهما إيراني الجنسية.
3- السعودية والبحرين
في عام 1986، قد حرضت إيران حجاجها (الشيعة) على القيام بأعمال شغب في موسم الحج، مما نتج عنه تدافع الحجاج ووفاة 300 شخص، وفي 1987، قام عناصر "حزب الله الحجاز" المدعوم من الحرس الثوري بإحراق ورشة في المجمع النفطي في رأس تنورة (شرق السعودية)، وفي العام نفسه هاجمت عناصر "حزب الله الحجاز" شركة "صدف" في مدينة الجبيل الصناعية.
وفي عام 1987، تورَّط النظام الإيراني في اغتيال الدبلوماسي السعودي، مساعد الغامدي، في طهران، في نفس العام الذي كشفت فيه محاولة إيران تهريب متفجرات مع حجاجها، وفي العم نفسه، تم الاعتداء على القنصل السعودي في طهران، رضا عبد المحسن النزهة، إذ اقتادته قوات الحرس الثوري واعتقلته قبل أن تفرج عنه بعد مفاوضات بين السعودية وإيران.
وفي الفترة بين 1989 و1990، تورط استخبارت الحرس الثوري في اغتيال 4 دبلوماسيين سعوديين في تايلاند، هم: عبد الله المالكي، وعبد الله البصري، وفهد الباهلي، وأحمد السيف.
وفي 1996، قما ما يسمى بـ"حزب الله الحجاز" -التابع للحرس الثوري بتفجير أبراج سكنية في الخبر، ونجم عن التفجير مقتل 120 شخصًا بينهم 19 من الجنسية الأمريكية، ووفر النظام الإيراني الحماية للمنفذين بمن في ذلك المواطن السعودي، أحمد المغسل، الذي تم القبض عليه في 2015 وهو يحمل جواز سفر إيرانيًا، وأشرف على العملية الإرهابية الملحق العسكري الإيراني لدى البحرين حينذاك، كما تم تدريب مرتكبي الجريمة في لبنان وإيران، وتهريب المتفجرات من لبنان إلى المملكة عبر حزب الله.
وفي عام في 2011، تورط النظام الإيراني في اغتيال الدبلوماسي السعودي، حسن القحطاني، في مدينة كراتشي الباكستانية.
4- أوروبا وآسيا
وقد تورط الحرس الثوري وعبر استخبارته في اغتيال العشرات من قادة المعارضة الإيرانية، فاغتال في فيينا عام 1989 عبد الرحمن قاسملو زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، ومساعده عبد الله آزار، وفي باريس عام 1991، اغتال الحرس الثوري الإيراني شهبور باختيار -آخر رئيس وزراء في إيران تحت حكم الشاه- وأودى ذلك بحياة رجل أمن فرنسي وسيدة فرنسية، وفي برلين عام 1992، اغتالت إيران الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، صادق شرفكندي، وثلاثة من مساعديه.
وفي 1992، تورطت استخبارات الحرس في تفجير مطعم ميكونوس ببرلين.
وفي 24 أبريل 1990 اغتالت استخبارات الحرس، كاظم رجوي شقيق مسعود رجوي زعيم منظمة مجاهدي خلق المعارضة، بالقرب من منزله في كوبيه في جنيف.
في 2012، تم إحباط مخطط، لجماعة شيعية متطرفة في أذربيجان (بأوامر من الحرس الثوري) لاغتيال مسؤولين ودبلوماسيين أمريكيين في العاصمة الأذرية باكو.
في 2019 اغتالت استخبارات الحرس، القيادي الأحوازي أحمد مولى "أبوناهض" أمام منزله في لاهاي بهولندا.
5- أمريكا الشمالية والجنوبية
في 1994، تورطت إيران في تفجيرات العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، ما أدى إلى مقتل أكثر من 85 شخصًا وإصابة نحو 300 آخرين، وفي 2003، اعتقلت الشرطة البريطانية السفير الإيراني السابق في الأرجنتين، هادي بور، بتهمة التآمر لتنفيذ الهجوم، وفي 1994، أصدرت الخارجية الفنزويلية بيانًا صحفيًا يفيد بتورط 4 دبلوماسيين إيرانيين بشكل مباشر في الأحداث الخطيرة التي وقعت في مطار سيمون بوليفار الدولي في كراكاس، وكان هدفها إجبار اللاجئين الإيرانيين على العودة إلى بلادهم.
وفي 2011، أحبطت الولايات المتحدة الأمريكية محاولة اغتيال السفير السعودي السابق، وهو وزير خارجية السعودية الآن، وثبت تورط النظام الإيراني في تلك المحاولة، وحددت الشكوى الجنائية التي كشف النقاب عنها في المحكمة الاتحادية في نيويورك، اسم الشخصين الضالعين في المؤامرة، وهما منصور أربابسيار الذي تم القبض عليه وإصدار حكم بسجنه 25 عامًا، وغلام شكوري، وهو ضابط في الحرس الثوري موجود في إيران ومطلوب لدى القضاء الأمريكي.