سلطت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية الضوء على الدور الذي تقوم به إيران في محاولة نشر التشيع بين السُنّة السوريين.
وقالت الصحيفة فإنه من خلال المعونات الإنسانية التي تقدّم إليهم، تقوم إيران ببسط سيطرتها بالكامل على البلاد.
وأضافت أنه في معقل تنظيم داعش السابق شرق سوريا، تستثمر إيران قوتها العسكرية والاقتصادية، لتحولها إلى موطئ دائم لنفوذها.
وتتحرك إيران لتوطيد نفوذها في البلاد عن طريق نشر بادرات حسن النية والحصول على معتنقين جدد للتشيع، وذلك بعد التدخل العسكري الإيراني الذي ساعد في وضع رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وتقدم إيران للسوريين الذين تضرّروا من الحرب، الأموال والطعام وبطاقات هوية إيرانية والخدمات العامة.
وبحسب الصحيفة يقول منير الخلف، عضو المجلس المحلي لمدينة الرقة، «الهدف هو إعادة تأسيس الإمبراطورية الفارسية».
في المقابل يقول مسؤولون أمريكيون إنهم لن يتخلوا عن جهود كبح الأنشطة الإيرانية في سوريا، حيث تعتزم الولايات المتحدة تركيز جهودها لجمع المعلومات الاستخباراتية على التصدي لاستراتيجية طهران المتمثلة في إنشاء ممر أرضي من إيران يمر بالعراق وسوريا وصولا إلى لبنان، للمساعدة على نقل الأسلحة والمقاتلين إلى حلفائها.
وتوزِع القوات الإيرانية، في مدن كبرى مثل البوكمال قرب الحدود مع العراق، الطعام والأغراض المنزلية على المحتاجين في المدينة.
ووفقا لمصادر نقلت عنها الصحيفة فإن أعمال الخير هذه تأتي مصحوبة بعرض للانضمام إلى صفوف الميليشيات الإيرانية والتشيع.
كما يحصل الرجال مقابل التجنيد ضمن الميليشيات، على وعد بالحصول على بطاقة هوية خاصة بـ «الحرس الثوري» – تسمح لهم بعبور نقاط التفتيش دون مضايقات- و200 دولار شهريا. وأكدت الصحيفة أنه «يوجد في كل أسرة شخصا أو شخصين أصبحوا شيعة.
كما تقدم إيران إعانات مالية وتوفر الخدمات العامة والتعليم المجاني، من أجل تحفيز رجال القبائل العربية بالمناطق التي كان داعش يسيطر عليها سابقا، لأجل التشيع.
وفي خطة نشر التشيع فقد سيطرت الميليشيات الإيرانية على المساجد في المدن والقرى الواقعة شرق سوريا بالإضافة إلى بعض مناطق وسط البلاد، حيث تطلق الأذان الشيعي من مآذنها، بالإضافة إلى إقامة أضرحة في مناطق ذات أهمية دينية تاريخية، حيث اشترت عقارات بموجب قانون ملكية مثير للجدل، وافتتحت مدارس باللغة الفارسية.
وتشير الصحيفة لكن بالنسبة إلى الأسد، الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية، وهي إحدى طوائف الشيعة، فإن حملة إيران للترويج للتشيع وإعادة التوطين تتعلق بتسوية ديونه مع أحد الداعمين العسكريين الرئيسيين له في الصراع السوري أكثر من كونها تتعلق بقلب الموازين الطائفية.
وقد وصف سكان من محافظة دير الزور استراتيجية إيران في استمالة الجيل الشاب بأنها تشبه أساليب التلقين نفسها التي استخدمها من قبل تنظيم داعش.