«قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني» «عراب الاحتلال الإيراني الروسي في سوريا» «الرجل الأقوى» «مسؤول إدارة المرتزقة والميلشيات الشيعية» تسميات مختلفة لشخص واحد الجنرال قاسم سليماني، يتنقل بسهولة شديدة حاملا مخططات الحرس الثوري الإيراني ومرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، ويأتمر بإمرته، بيده صناعة القرار بعدة عواصم عربية احتلتها أذرعه العسكرية، اليمن،سوريا،العراق،لبنان، برغم ما يرتكبه من جرائم وكونه ظهير عسكري لأنظمة وجماعات فاشية تستهدف المدنيين، سليماني وفيلقه بلا رادع أو محاسبة، الشريك الأمريكي في العراق، والشريك الروسي في سوريا، منحه حماية مزدوجة، فوق القانون، والمنظمات الأممية برغم ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ولولا إيران لسقط الأسد منذ سنوات، سليماني يتنقل بين عواصم أعلن احتلالها جهارا نهارا، اليوم ترصده العيون استعدادا لاحتلال الفلوجة في صمت، فمن يتحرك لطرد الميلشيات الإيرانية من عواصمنا العربية أم أننا بانتظار عاصمة جديدة محتلة؟
غرفة عمليات..معركة جديدة بالعراق
الحرس الثوري وقادته تدير غرفة عمليات وتحضر تدريبات، فقد كشفت مصادر عراقية عن وجود القيادي بالحرس الثوري الإيراني قائد فليق القدس، «قاسم سليماني»، في غرفة عمليات ميليشيات «الحشد الشعبي» المشاركة في معارك الفلوجة، الهادفة إلى تحريرها من تنظيم "داعش".
ونشرت صفحة مليشيا «حركة النجباء» على «فيسبوك» صورة لقائد فيلق القدس الإيراني وهو يناقش معركة الفلوجة داخل غرفة عملياتها العسكرية، وفي مجلسه قائد مليشيا بدر العراقية «هادي العامري» ونائب رئيس مليشيات الحشد الشعبي «أبو مهدي المهندس» وعدد من قادة المليشيات العراقية.
وتشارك في معارك الفلوجة 17 مليشيا شيعية، هي: «لواء أنصار المرجعية، ولواء علي الأكبر، وفرقة العباس القتالية، وفرقة الإمام علي، وقوة أبي الأحرار الجهادية، وقوات بدر، وسرايا عاشوراء، وسرايا أنصار العقيدة، وكتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق، وسرايا الجهاد، وسرايا الخراساني، وفيلق الكرار، ولواء المنتظر، ولواء مجاهدي الأهوار، وكتائب سيد الشهداء، وسرايا السلام»، وفق "القدس العربي".
استهداف ممنهج للسنة
وقالت المصادر إن هناك وجود لمسلحين إيرانيين في المعركة، فيما يتخوف سكان الفلوجة من السنة من أعمال انتقامية قد تشنها ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، خلال معركة تحرير الفلوجة، على غرار ما حدث سابقا في محافظة صلاح الدين، فمن جانبه، وصف «أوس الخفاجي» زعيم مليشيا «أبو الفضل العباس» التابعة لمليشيات «الحشد الشعبي» مدينة الفلوجة ذات الغالبية السنية، والتي يسيطر عليها تنظيم «داعش» بأنها بؤرة الإرهاب، وأن الهجوم عليها فرصة لتطهير العراق والإسلام في العالم مما وصفه بـ«ورم الفلوجة»، مضيفا في تسجيل له وهو يتحدث لمسلحي الحشد، بثته مواقع المليشيات، أن "الفلوجة ليس فيها وطنيون ولا متدينون حتى في مذهب السنة، وأن القتال فيها شرف لا بد من المشاركة فيه ونيله."
يشار إلى أن قوات الحشد الشعبي، وغالبيتها فصائل شيعية مدعومة من إيران، تلعب دوراً مهماً في مساندة القوات العراقية. وأكد بيان لهيئة الحشد الشعبي انطلاق العملية من 6 محاور.
عراب التدخل الروسي
«سليماني» يلقب بـ«مهندس التدخل العسكري الروسي في سوريا» والمخطط والمنفذ للعمليات الإيرانية في سوريا والمحرك للميلشيات الإيرانية والشيعية وله تأثير نافذ في الجيش السوري، ونجح في تحويل العلاقة مع دمشق من تحالف إلى احتلال عسكري فج ومباشر.
بدأت روسيا بقصف مواقع المعارضة المعتدلة في سوريا والجيش الحر في 30 سبتمبر 2015 في مؤشر على هدف التنسيق الروسي الإيراني، وبإسناد جوي روسي قام النظام السوري بعملية برية واسعة بمساعدة حلفائه في المنطقة، ومنهم إيران و"حزب الله" اللبناني، حيث تحدثت وكالة "رويترز" نقلا عن مصادر لبنانية عن وصول مئات الجنود الإيرانيين إلى سوريا للانضمام إلى هجوم بري كبير لدعم نظام بشار الأسد.وكانت زيارة سليماني لروسيا الخطوة الأولى في التخطيط للتدخل العسكري الروسي لدعم نظام الأسد في سوريا.
بحسب رويترز "تقول مصادر إقليمية رفيعة إن "سليماني يشرف بالفعل على عمليات برية في سوريا ضد مقاتلي المعارضة، ويلعب الآن دورا رئيسيا في التخطيط للعملية الجديدة التي تساندها روسيا وإيران".
المدد لنظام الأسد عبر العراق
يدير سليماني عملية إرسال المدد للنظام السوري والعراقي ويمتلك حرية حركة كبيرة بينهما ومناطق نفوذ وتأثير غير مسبوق حيث تحدثت مصادر صحافية، نقلا عن قادة في الميليشيات الشيعية العراقية في 20 أكتوبر 2015 وفقا ل"العربية نت" عن "أمر" أصدره قائد فيلق القدس، الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، لإرسال ميليشيات شيعية عراقية إلى سوريا للمشاركة في معركة حلب التي انطلقت قبل عدة أيام."
وفي لقاء أجرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مع قائد "حركة حزب الله النجباء"، بشار سعيد، قال هذا الأخير: "إرسال المقاتلين العراقيين إلى سوريا للمشاركة في المعركة الجارية كان قد بدأ قبل عدة أشهر".
و"حركة حزب الله النجباء" إحدى المجموعات الميليشياوية الشيعية العراقية التي انطوت تحت ما يسمى "الحشد الشعبي".
ولم يشر بشار سعيد إلى عدد المقاتلين العراقيين الذين أُرسلوا إلى سوريا، لكنه نقل عن قاسم سليماني قوله: "طريق تحرير الموصل العراقية يمر من حلب السورية".
قرار الحوثي بيد سليماني
سليماني يطوق الخليج وبخاصة الرياض، وقد حذر الكاتب اليمني "مأرب الورد" من أن الحوثيين يرفضون التقدم خطوة واحدة نحو السلام في مشاورات الكويت، ويكون التفسير معروفا أن قرارهم ليس بيدهم، وإنما بيد طهران التي تحرص على تأكيد نفوذها في اليمن، وامتلاكها قرار الوكيل المحلي عبر رجلها القوي قاسم سليماني قائد فيلق القدس.
ويرصد الكاتب في مقال له بصحيفة "العرب القطرية" بعنوان "قرار الحوثي بيد سليماني " رسائل إيرانية إلى مشاورات السلام في الكويت أهمها أن قرار الحوثيين بيدنا، من خلال التذكير بوضعهم في خانة الجماعات الشيعية التي يديرها سليماني، وأنه لا سلام ما لم نوافق عليه، ويكون ضمن تسوية شاملة لملفاتنا في المنطقة من سوريا للعراق ولبنان.
لذلك برأيه علينا أن نقرأ جيدا هذه الرسائل، ونقتنع أن التعويل على الحل السياسي مع الحوثيين ليس ممكنا، في ظل احتفاظهم بقوتهم وسيطرتهم على محافظات كبيرة بينها العاصمة، وأن لا خيار غير انتزاع المزيد من الجغرافيا من تحت أيديهم، حتى ننتزع قرارهم من إيران، وشدد على أنه وبدون توسيع رقعة جغرافيا الشرعية، فإن القرار سيظل بيد سليماني يتحكم به، كما يفعل مع المليشيات الشيعية والحكومة في العراق، والنتيجة استمرار الهيمنة المعادية.
لبنان..معقل سليماني
لبنان أحد معاقل الحرس الثوري وسليماني فقد رصد موقع "ميدل إيست آي" في لندن في تقرير حصري أعده ديفيد هيرست، أن مسؤول الجناح العسكري لحزب الله تم تعيينه مباشرة من قيادة الحرس الثوري الإيراني، مشيرا إلى أن الجناح العسكري للمنظمة اللبنانية تلقى تعليمات من إيران لوقف عملياتها ضد إسرائيل، واستهداف السعودية عوضا عن ذلك.ويشير التقرير إلى أن التعليمات الجديدة جاءت بعد مقتل القيادي العسكري مصطفى بدر الدين في دمشق، الذي حمل الحزب مسؤولية مقتله لـ"القوى التكفيرية"، التي تحظى بدعم من الرياض.
ويكشف الكاتب عن أنه بحسب مصادر واسعة الاطلاع في لبنان، فقد جاء الأمر من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني، الذي جاء إلى بيروت لتقديم التعازي للحزب ولعائلة بدر الدين، حيث سمّى سليماني خليفة بدر ونائبيه، وهو تطور غير مسبوق في العلاقة بين الحزب وإيران، خاصة أن التعيينات السابقة كانت شأنا داخليا وبتشاور مع إيران.
قوات القدس مهام نوعية خارج الحود
تعد قوات القدس جزء رئيسي من وحدات الحرس الثوري الإيراني، وتقدر مصادر عدد عناصرها بنحو 25 ألف عنصر، ومهمتها الرئيسية هي القيام بواجبات استخباراتية وتأسيس الحركات المسلحة وغير المسلحة ذات الغطاء الديني ودعمها، وكذلك الإشراف على تنفيذ عمليات سرية نوعية، كالاغتيالات وتفجير الأماكن والمقرات والسيارات وغيرها، وينسب لهذه القوات الدور الأبرز في تأسيس أحزاب ذات مليشيات مطلقة الولاء لإيران، في لبنان واليمن والعراق وأفغانستان والبحرين وغيرها، وقد كان لها الدور الأكبر في عمليات تمكين المليشيا الشيعية في العراق، والتي تدربت مسبقا في معسكراتها، من السيطرة على مقدرات الأمور الأمنية، بعد أن ألغى الدولة بمؤسساتها كافة الحاكم المدني للاحتلال الأميركي، بول بريمر.
فرقة القدس أو قوة القدس، هي وحدة استخباراتية عسكرية خاصة من الحرس الثوري الإيراني، وهي المسؤولة عن العمل العسكري الخارجي وقد وصفت بأنها المكلفة عن تصدير الثورة الإٍسلامية، أو المسؤولة عن عمليات خارج الحدود. ترفع تقاريرها مباشرة إلى القائد الأعلى ومرشد الجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي . وقائدها الحالي هو قاسم سليماني، يصنف من قبل أمريكا كإرهابي، في سنة 1998 تم تعيينه قائدا لقوة قدس الحرس الثوري خلفاً لإحمد وحيدي.
المصدر| شؤون خليجية