تستمر المخططات الإيرانية خطورة وتجذرًا في المشرق العربي، فمن إعلام وفضائيات ومواقع إلكترونية هدامة إلى انتشار عسكري لمليشيات إجرامية إرهابية تنشر الفتن والخراب والدمار في الحواضر العربية التاريخية في العراق وسوريا واليمن ولبنان والأحواز.
والمستهدف ليس السنة فقط وإنما استهدفت تلك المليشيات الشيعية الموالية لإيران حتى الشيعة العرب حتى أن تلك المليشيات الإرهابية اغتالت نشطاء شيعة في جنوب العراق لأنهم احتجوا وجاهروا برفضهم لهيمنتها.
فطالما أنك لا تتفق مع المشروع الإيراني فإنك هدف لمشروع خامنئي الاستئصالي في المنطقة الذي يتقدم على الأرض بتواطؤ بلدان غربية تتشدق بالحريات والمحافظة على حقوق الإنسان.
الحرس الثوري الإيراني وأذرعه الإرهابية متعددة الجنسيات تتمدد وتوسع قواعهدها العسكرية قواعده العسكرية في في سوريا ولبنان والعراق.
حتى إن زعيم مليشيا "العصائب" قيس الخزعلي في العراق قال إن منظمته ماضية في مشروعها لإقامة ما سماه البدر الشيعي وليس الهلال الشيعي فقط !، وأنه بظهور من وصفه بصاحب الزمان، وهو الإمام الثاني عشر الغائب عند الشيعة، فإن قواتهم "ستكون قد اكتملت بالحرس الثوري في إيران وحزب الله اللبناني وجماعة الحوثي في اليمن وعصائب أهل الحق وإخوانهم في سوريا والعراق"، وفق تعبيره.
أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فجاهر بالقول، "لا قرار يُتخذ في لبنان دون الرجوع إلى إيران"، وهذه هي الحقيقة للأسف ليس في لبنان فقط وإنما كذلك في العراق وسوريا وشمال اليمن.
سوريا
مع التمدد الإيراني في الأراضي السورية، وحشد الحرس الثوري الإيراني لعشرات الآلاف من عناصر المليشيات الشيعية متعددة الجنسيات، استمرت السيطرة الإيرانية على كافة مفاصل الدولة السورية أو ما تبقى منها!.
ففي احتلال درعا، ظهر زعيم ميليشيا "لواء ذو الفقار" (حيدر الجبوري) و"ماهر عجيب جظه" قائد ميليشيا "أبو الفضل العباس" العراقي المدعومان من الحرس الثوري الإيراني، داخل غرفة العمليات العسكرية لقوات الأسد التي التي شنت حملة عسكرية على درعا.
كما زجت إيران بميليشياتها اللبنانية والعراقية والأفغانية والباكستانية في معارك درعا وجنوب إدلب وشرق السكة والغوطة والقنيطرة والقلمون الشرقي وريف حمص الشمالي والبادية وغرب الفرات بشكل متواصل.
وقد أكدت مجلة "دير شبيغل" الألمانية ، أن إيران وحرسها الثوري قصفوا الغوطة الشرقية بصواريخ محملة بغاز الكلور السام يوم الخميس (١ فبراير ٢٠١٨) وقتل فيه مدنيون.
ما يجري في سوريا إن استمر فعواقبه ستكون وخيمة ليس على سوريا وحدها وإنما على المنطقة العربية، والصمت عليه، فسيكون له تداعيات خطيرة ستشمل المنطقة بأكملها.
لبنان
في 2018 نجحت مليشيات حسن نصر الله اللبنانية والمتحالفين معها في الهيمنة على المزيد من مفاصل الدولة اللبنانية، وبات هو الذي يتحكم في تشكيل الحكومة اللبنانية
حسن نصر الله الأمين العام للحزب عمل على تعطيل تشكيل الحكومة اللبنانية وذلك عبر إصراره على تمثيل حلفائه السُنّة ("سُنة 8 آذار/مارس") بمقعد في الحكومة بما يعني خصم من الحصة الوزارية لتيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري ، وهذا ما يرفضه الأخير.
وقد وصل الأمر باللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، للقول في 11 يونيو/ حزيران 2018، أن 74 من أعضاء مجلس النواب اللبناني يؤيدون ما أسماه "محور المقاومة"، وتابع أنه بهذه النتيجة تحول "حزب الله" من حزب مقاومة إلى حكومة مقاومة في لبنان!.
وقد سمحت قبل أيام مديرية الأمن العام اللبناني بدخول الإيرانيين إلى لبنان عبر مطار بيروت الدولي دون ختم جوازاتهم، وهذا القرار يوضح إلى أي مدى وصل الاختراق الإيراني للقرارات في لبنان، فمثل هذه القرارات الهدف منها مساعدة عناصر الحرس الثوري الإيراني والقادة العسكريين الإيرانيين في تجنب العقوبات الأمريكية والدولية.
الخطير أن تلك المليشيات الإرهابية مارست حملات تحريضية على اللاجئين السوريين في لبنان لإجبارهم على العودة إلى سوريا، حيث يتم التضييق عليهم في المخيمات واعتقال أعداد منهم باتهامات مفبركة، وقد وصف الوزير اللبناني المرعبي مليشيات "حزب الله" اللبنانية بـ"المحتلة" لـ"أراض ومدن وبلدات في سوريا"، وقال إن: "احتلالها هذا أدى إلى نزوح السوريين إلى الأراضي اللبنانية وهو مسؤول عما جرى لهم".
اليمن
تعمل مليشيات الحوثي وتسابق الزمن منذ احتلالها صنعاء والمناطق الشمالية من اليمن، وفق توجيه إيراني "خبيث" على تغيير المناهج التعليمية وبث الدعاية الشيعية "المتطرفة" في عقول أطفال اليمن، وهي تعمل على زيادة القدرات العسكرية والصاروخية وتجنيد عشرات الآلاف من البسطاء اليمنيين، وبجانب ذلك تهدد الأراضي المقدسة بإطلاق الصواريخ الإيرانية الصنع.
مليشيات الحوثي كذلك وعبر ميناء الحديدة هددت الملاحة الدولية في باب المندب وقناة السويس وعرقلت الحركة البحرية، حتى إن سفن مدنية من جنسيات عدة تعرضت إلى اعتداءات إرهابية حوثية، كما أن المليشيات استخدمت الميناء "المدني" كشريان استراتيجي في تهريب السلاح والصواريخ الباليستية وتقنيات الصواريخ والخبراء والتمويل من الحرس الثوري الإيراني.
ومع رفض مليشيا عبدالملك الحوثي لكل الحلول، أطلقت قوات المقاومة المشتركة بدعم من التحالف العربي في 14 مايو/آيار الماضي عملية عسكرية واسعة ضد الحوثيين، باتجاه مدينة الحديدة، وقد حققت نجاحا في تكبيل مشروع الحوثي، ولكن لازال هذا المشروع الاستئصالي العقائدي المدمر ينخر في جسد اليمن.
العراق
أصبح من الطبيعي في عام 2018، أن تقوم تلك المليشيات الشيعية الإرهابية أن تنشر صور ضخمة في قلب بغداد ومدن عراقية أخرى لتمجيد الخميني وخامنئي وقاسم سليماني وأركان محور الإرهاب في المنطقة.
اللافت أن المتظاهرين في جنوب العراق وغالبيتهم من الشيعة أحرقوا مقرات أحزاب شيعية موالية لخامنئي ومقرات مليشيات عسكرية يشرف عليها الجنرال قاسم سليماني، إلا أن المليشيات الشيعية تعاملت بوحشية مع المتظاهرين وقتلت واعتقلت الآلاف منهم، وتعمل المليشيات الشيعية في العراق على إبقاء بلاد الرافدين شريان يغذي إيران وميليشياتها بالنفط، في حين حرم الشعب من ثرواته النفطية وبات أفراده كالأيتام على موائد اللئام.
كما عملت إيران على التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، حيث يتم توزيع الوزارات بشكل أرضى خامنئي في المقام الأول !.
الخطير أن المدن السنية في العراق والتي دمر أغلبها بوحشية ، باتت مرتعا لمليشيات الحشد الإرهابية، حيث اعتقلت تلك المليشيات عشرات الآلاف من شباب العرب السنة، الكثير منهم لا أحد يعلم إن كانوا أحياء أم أموات، كما تقوم بجمع الاتاوات من العشائر السنية !!، وتعمل إيران على اختراق الصف السني في العراق عبر أدوات أهمها مشروع "الرباط المحمدي" في الأنبار، وعن طريق "المعممين" مهدي الصميدعي، وخالد الملا، وعن طريق تغيير المناهج الدراسية الرسمية !.
المغرب
أما في الرباط فقد كشفت الحكومة المغربية مجددا مخططات الاستخبارات الإيرانية في شمال أفريقيا، وسعيها للهيمنة على المنطقة وتخريب بلدانها ونشر التشيع في القارة الأفريقية، ولهذا قطعت الرباط علاقاتها مع طهران في مايو/ أيار الماضي بسبب دعم استخبارات خامنئي جبهة البوليساريو المسلحة، وقالت إن "إيران تعدت خطا أحمر بدعمها جماعة البوليساريو المسلحة، وقالت الخارجية المغربية، إن إيران تدعم "البوليساريو" من أجل توسيع هيمنتها في منطقة شمال وغرب إفريقيا، لاسيما البلدان الواقعة على الواجهة الأطلسية، مؤكدة أن الأمر يتعلق هنا بواجهة "للهجوم الذي تشنه طهران في أفريقيا".
واعتبرت المغرب أن "البوليساريو ليست سوى جزء من نهج عدواني لإيران اتجاه شمال وغرب أفريقيا"، مشيرا إلى أن الجبهة الانفصالية تعد "منظمة جاذبة بالنسبة لطهران ومليشيات "حزب الله" اللبنانية، لكونها تعرف المنطقة، وهم (عناصر البوليساريو) مهربون (..) وملمون بالطرق".
الخلاصة، يبدو للأسف أن الكثير من البلدان العربية لم تدرك بعد ما الذي يعنيه التغلغل الإيراني العسكري والاستخباراتي والاستيطاني في سوريا والعراق ولبنان واليمن !!.