كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن إيران كلفت زعيم ميليشيات "عصائب أهل الحق" في العراق، قيس الخزعلي، المدرج على قائمة العقوبات الأميركية، بتشكيل نسخة من ميليشيات " حزب الله" اللبناني.
وقالت الصحيفة في تقرير، الأربعاء، إن هذا التطور يأتي بينما تسعى الولايات المتحدة إلى إضعاف دور وكلاء إيران والميليشيات الشيعية التابعة لها والمنتشرة في العراق وسوريا.
وكانت الصحيفة نشرت في أواخر أغسطس/آب الماضي، محاضر تحقيقات أميركية مع قيس الخزعلي، رُفعت عنها السرية بعد عشر سنوات، عن كيفية تجنيد إيران له ولسائر الجماعات وقيامها بتحويل العراق إلى ساحة للميليشيات المتناحرة واندلاع الحرب الأهلية.
وقامت إيران منذ الغزو الأميركي للعراق في عام 2003 بتوفير الدعم المالي والعسكري لقادة الميليشيات، من بينهم الخزعلي الذي كان معتقلا لدى القوات الأميركية في 2007 للتحقيق في دوره بمقتل خمسة جنود أميركيين في كربلاء.
وجاء في محضر تحقيق مع الخزعلي بتاريخ 18 حزيران/يونيو 2007، اعترافاته بتلقيه تدريبات الحرس الثوري الإيراني للميليشيات العراقية في ثلاث قواعد بالقرب من طهران، بينها قاعدة "الخميني"، كما تحدث عن إمداد الإيرانيين الميليشيات بعبوات ناسفة خارقة للدروع تسببت بمقتل وإصابة مئات من الجنود الأميركيين.
قيس الخزعلي مع قاسم سليماني وقادة الحشد الشعبي العراقي
وكان الخزعلي قد اعتقل بسبب عملية الهجوم على مجلس محافظة كربلاء، وبحسب الوثائق، اعترف الخزعلي بأن إيران هي من خططت لهذا الهجوم الذي كان يهدف لخطف جنود أميركيين ومبادلتهم بمحتجزين لدى قوات التحالف، غير أن العملية انتهت بمقتل 5 جنود أميركيين.
قامت القوات الأميركية بتسليم الخزعلي للسلطات العراقية في أواخر 2009 بعدما تعهد بأن الميليشيات التي يقودها ستتخلى عن السلاح، وأطلق سراحه بعد ذلك بفترة قصيرة.
دوره السياسي في العراق
الخزعلي لا يزال يحتفظ بعلاقات قوية مع إيران وتحولت معه "عصائب أهل الحق" إلى كتلة سياسية لتربح 15 مقعدا في برلمان العراق الجديد.
وكشفت الصحيفة أن مجلس النواب الأميركي اقترح، الأسبوع الماضي، مشروع قانون يطلب من الرئيس فرض عقوبات على الجماعات التي تهدد الاستقرار والسلام في العراق وتصنيفها كجماعات إرهابية، وتشمل عصائب أهل الحق، وهو المشروع الذي يحظى بدعم من أعضاء الحزبين.
وقال مسؤول أميركي رفيع للصحيفة إن "عصائب أهل الحق لم تحصل إلا على مقعدين في الانتخابات الأخيرة، وإن بقية الأصوات تم الحصول عليها بالتزوير".
وأضاف: "إن وراء طموح الخزعلي السياسي هو تمكين ميليشياته، ليكون نسخة أخرى من حزب الله اللبناني".
الخزعلي لا يعارض وجود مدربين أميركيين
وتحدثت "وول ستريت جورنال" إلى الخزعلي للاستفسار عن موقفه، حيث قال إنه على الرغم من إصرار الخزعلي على مغادرة القوات الأميركية للعراق، فإنه لا يعارض وجود المدربين والمستشارين العسكريين الأميركيين، بشرط أن يكون وجودهم بدعوة من الحكومة العراقية.
وأضاف: "نحن لسنا مسؤولين عن تنفيذ السياسة الإيرانية في العراق، ما يهمنا هو المصالح العراقية".
لكن الصحيفة تقول إن هذا الموقف يتعارض مع قيام الخزعلي إرسال عناصره إلى سوريا إلى جانب قوات النظام السوري والحرس الثوري الإيراني.
وأكدت أنه رغم أن عناصر ميليشيات الخزعلي هم من أبناء الشيعة جنوبي العراق، فإنه سعى لتقديم نفسه كزعيم عراقي، وذلك من خلال التواصل مع القبائل السنية على الرغم من أن ميليشياته متهمة بارتكاب جرائم طائفية، بحسب منظمات حقوق الإنسان.
وهذه الصورة الجيدة التي يحاول أن يقدمها الخزعلي، كما يقول كينيث بولاك، الباحث المقيم في معهد "أمريكان انتربرايز"، تتعارض مع الواقع.
حضوره بجنوب لبنان
يذكر أنه في ديسمبر الماضي، أثارت زيارة قيس الخزعلي إلى جنوب لبنان برفقة عناصر من ميليشيات "حزب الله"، وإعلانه وهو يرتدي بزته العسكرية، "الجاهزية الكاملة مع "حزب الله" للقتال والتمهيد للدولة الإسلامية التي يحكمها صاحب الزمان "المهدي المنتظر"، جدلا واسعا لدى الأوساط اللبنانية والعربية.
إعلان البدر الشيعي - الإيراني
وكان زعيم ميليشيات "عصائب أهل الحق" العراقية، قيس الخزعلي، قد تولى في شهر مايو 2017، مسؤولية الإعلان عن هدف المحور الإيراني بتشكيل "البدر الشيعي" بعد اكتمال "الهلال الشيعي" في المنطقة، في الوقت الذي تتحدث فيه إيران عن احتلال أربع عواصم عربية وامتداد نفوذها إلى شواطئ المتوسط وباب المندب.
وثائق اعترافات قيس الخزعلي
اعترافات بتخطيط إيران لهجوم مجلس محافظة كربلاء
علاقات الخزعلي مع المخابرات الإيرانية
قيس الخزعلي في جنوب لبنان متوعدا بقيام دولة الولي الفقيه
(العربية)