الإثنين, 09 سبتمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 5 أيام
المشرف العام
شريف عبد الحميد

الإسلام المحمدي الأصيل بين الخميني والألوسي

كشف الخفي عن مشروع «مجلس الرباط المحمدي» (9/9)

تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

ملخص الحلقة السابقة

 أننا تكلمنا عن مؤتمر قام به المنسوب على أهل السنة زوراً المدعو خالد الملا رئيس فرع الجنوب في ما يسمى بجماعة علماء ومثقفي العراق وبالتعاون مع مؤسسة الخوئي في لندن بعقد مؤتمر في عاصمة الفاتيكان روما بإيطاليا للسنة والشيعة في 20-2-2015 تحت عنوان ( تعزيز المشتركات وإحياء الهوية ) وحقيقة المؤتمر هي تثبيت التشيع في العراق فلا مشتركات ولا حفاظاً على هوية .

ثم تكلمنا عن مدعي السلفية الجهادية في العراق مهدي الصميدعي الذي جندته المخابرات السورية والايرانية لشق صفوف أهل السنة وأعطوه منصباً فخرياً مزوراً باسم مفتي أهل السنة والجماعة في العراق وأهل السنة لا يعترفون به ولا بمنصبه .

ثم بينا كيف اجتمع هؤلاء مع جماعة مجلس الرباط المحمدي بأوامر السفارة الايرانية والمرجعية الشيعية ليتوافقوا بالعمل سوية في خدمة المشروع الصفوي في العراق .

وكان مجلس الرباط المحمدي قد رفع شعاراً يدعوا له باسم العودة الى الاسلام المحمدي الاصيل بزعمهم .. فما هو هذا الاسلام المحمدي الاصيل ومن أول من دعا له وماهي مضامينه وخطورته على الاسلام والمسلمين ؟

المتابع لهذا الشعار يجد أن أول من رفعه هو الخميني  بعد ما يسمى بالثورة الايرانية عام 1979 والتي سيطر بها على الحكم بالتعاون مع الغرب.

الاسلام المحمدي الاصيل هو الذي دعا له الخميني وهو اسلام المستضعفين مقابل ما أسماه  بالإسلام الامريكي وهو اسلام المستكبرين  ,, ومن خلال متابعاتنا لمضامين وسمات الاسلام المحمدي الاصيل على النحو الذي طرحه الخميني نجد ما يلي :

اولاً – الاسلام الأصيل، الاسلام المدافع عن المحرومين والمستضعفين والمناهض للمرفهين ودعاة الراحة والدعة

يقول الخميني: (سوف يدلي الشعب الايراني الشجاع – وبدقة تامة – بصوته الى المرشحين المتمسكين بالإسلام والأوفياء للشعب، الذين يشعرون بالمسؤولية تجاه شعبهم، وتجرعوا مرارة الفقر، ودافعوا عن اسلام الحفاة بالقول والفعل، إسلام المستضعفين، إسلام المعذبين على مرّ التاريخ، إسلام العرفاء المجاهدين، إسلام العرفاء ذوي الاصول الطاهرة. وبكلمة واحدة سيُدلي بصوته الى المدافعين عن الاسلام المحمدي – صلی الله عليه وآله وسلم. وسيعمل على طرد كل الذين يدافعون عن الاسلام الرأسمالي، إسلام المستكبرين، إسلام المرفهين الذين لا يعرفون معنى للألم، إسلام المنافقين، إسلام دعاة الدعة، اسلام الانتهازيين، وبكلمة واحدة الاسلام الاميركي، ويفضحهم). (صحيفة الامام، الجزء 21، ص 16) .

هنا يبين الخميني معنى الإسلام المحمدي الأصيل  الذي يدعوا له مقابل ما يسميه بالإسلام الأمريكي ... شعارات جوفاء لم يتحقق منها شيء الا الى زيادة الفقر والبطالة والظلم والانحلال . بل الى ما يسميه بالإسلام الأمريكي الذي يدعو الى محاربته.

ثانياً – محاربة الاستكبار والدفاع عن العقيدة، من الاركان المهمة للإسلام الاصيل

ان العالم اليوم متعطش لثقافة الاسلام المحمدي الأصيل , ان حربنا حرب العقيدة لا تعرف الجغرافيا والحدود.(صحيفة الامام، الجزء 21، ص 82 – 83)

 وهنا يشير الخميني الى تصدير ثورته الى ما وراء الحدود الإيرانية للقضاء على ما يسميه بالإسلام الأمريكي الذي تدين به باقي الشعوب العربية والإسلامية على حد قوله,, وبسبب ذلك اصطدم مع العراق في الحرب التي سميت بحرب القادسية الثانية أو حرب الثماني سنوات والتي أوقفت المشروع الإيراني لأكثر من عشر سنين.

ثالثاً- الاسلام المحمدي يناهض الاسلام الاميركي ويتعارض معه ولن يلتقيان

يقول الخميني: (إن الاستكبار العالمي الشرقي والغربي، ونظراً لبقائه عاجزاً عن المواجهة المباشرة مع العالم الاسلامي، لجأ اليوم الى أسلوب الاغتيالات وتصفية الشخصيات الدينية والسياسية من جهة، والى إشاعة ونشر ثقافة الاسلام الاميركي من جهة أخرى. وليت كانت كل اعتداءات الناهبين الدوليين علنية ووجهاً لوجه، مثلما هو اعتداء الاتحاد السوفيتي على البلد المسلم والمنجب للشهداء افغانستان، كي يتسنى للمسلمين تحطيم أبهة الغاصبين واقتدارهم الوهمي. ولكن طريق النضال ضد الاسلام الاميركي يتسم بالتعقيد ولابد من العمل على الكشف عن كل أبعاده للمسلمين الحفاة. ومما يؤسف له ان الحد الفاصل بين (الاسلام الاميركي) و(الاسلام المحمدي) لم يتضح بعد للكثير من الشعوب الاسلامية.. لم يتضح بعد الفارق بين إسلام الحفاة والمحرومين، وبين إسلام المتظاهرين بالقداسة المتحجرين والرأسماليين الذين لا يعرفون الله والمرفهين الذين لا يعرفون معنى للألم. وان ايضاح حقيقة استحالة وجود متضادين ومتناقضين في مذهب واحد ودين واحد، يعتبر واجباً سياسياً مهماً للغاية... لذا فمن واجب علماء الدين العمل على انقاذ الاسلام العزيز من أيدي الشرق والغرب، من خلال ايضاح ابعاد هذين الفكرين). (صحيفة الامام، الجزء 21، ص 112).

 الناظر في هذا الكلام يجد التناقض الفضيع بينه وبين واقع ايران والشعوب الإسلامية بعد الثورة الخمينية وتطبيق كل ما استنكره على ارض الواقع مما يسميه بالإسلام الأمريكي الذي يحاربه,, فالناظر المنصف يجد أن الخميني في حقيقة الامر يدعوا الى ما يسميه بالإسلام المحمدي الأصيل وهو اسلام المستضعفين والفقراء والمحرومين لكنه يطبق ما يسميه بالإسلام الأمريكي وهو اسلام الرأسماليين والمتجبرين والطغاة . فما من بقة في الأرض دخلها اسلام الخميني الجديد الا ووجدت الحروب والفتن والقتل والطائفية وتمزيق الشعوب ووووو.

خامساً – هدف الثورة رفع لواء الاسلام الاصيل وانتصار الصالحين

يقول خميني : (ان الشعب الايراني البطل سيحافظ – إن شاء الله – على حماسه وغضبه الثوري المقدس، ولن يتوانى عن اضرام النار الحارقة للظلم ضد روسيا المجرمة واميركا الناهبة للعالم وأذنابهم حتى ترفرف – بعون الله العظيم – راية الاسلام المحمدي – صلى الله عليه وآله وسلم – عالياً في انحاء العالم ويرث المستضعفون والحفاة والصالحون الأرض.). (صحيفة الامام، الجزء 21، ص 141).

هنا يدعو الخميني بوضوح الى تصدير ثورته المشؤومة التي يسميها بالإسلام المحمدي الأصيل بكل الطرق عن طريق اضرام النار في كل مكان ,, وهكذا قد فعل وهو ما يحصل في بلداننا الان .

سادساً – ضرورة التحلي بالحيطة والحذر في مقابل العدو، وتشكيل خلايا المقاومة في العالم الاسلامي

يقول الخميني : (انني أقول مرة اخرى لأبناء الشعب الايراني العظيم ولكافة المسؤولين، بانه لمن السذاجة حقاً ان نتصور بأن نهبة العالم لا سيما اميركا والاتحاد السوفيتي، كفوا أيديهم عنا وعن الإسلام العزيز.. يجب أن لا نغفل لحظة واحدة عن كيد الأعداء. فالحقد والعداء للإسلام المحمدي– صلى الله عليه وآله وسلم – يموج في كيان وطباع أميركا والاتحاد السوفيتي.. لابد من التسلح بسلاح الصبر والإيمان الفولاذي لتحطيم أمواج الأعاصير والفتن، والتصدي لسيل الآفات. إن الشعب الذي يحث الخطى على نهج الإسلام المحمدي– صلى الله عليه وآله – ويناهض الاستكبار وعبادة المال والتحجر والقداسة الزائفة، يجب أن يكون جميع أبنائه من التعبويين، وان يحرصوا على تعلم فنون القتال، فالشعب العزيز والخالد هو الذي تتحلى الغالبية من أبنائه بالاستعداد العسكري المناسب لمواجهة المخاطر في اللحظات العصيبة... ينبغي للحوزة العلمية والجامعة وضع الأطر الأصيلة للإسلام المحمدي الأصيل تحت تصرف البسيجيين كافة. كما يجب على بسيجيي العالم الإسلامي التفكير بتشكيل الحكومة الإسلامية الكبرى وهو أمر ممكن، لأن البسيج لا يقتصر وجوده على ايران الاسلامية. فلابد من تشكيل خلايا المقاومة في مختلف انحاء العالم والتصدي للشرق والغرب). (صحيفة الامام، الجزء 21، ص 178 – 179)

فالخميني هنا يشجع على تكوين خلايا شيعية نائمة من الباسيج تابعة لمشروعه في كل الدول لتقوم بالعمل عند الأوامر ,, وهذا الذي شاهدناه ونشاهده واقعاً في العراق وسوريا ولبنان وجنوب السعودية واليمن ومصر وتونس وافريقيا وباقي الدول وهو أمر خطير جداً يجب متابعته من قبل الدول الإسلامية والضرب بيد من حديد بلا تهاون .

سابعاً – علماء الدين الحلقة الرئيسة في نشر الاسلام الاصيل

يقول الخميني: (واليوم أيضاً – وكما في السابق – انطلق صيادوا الاستعمار في مختلف انحاء العالم، سواء في مصر وباكستان وافغانستان ولبنان والعراق والحجاز وايران والأراضي المحتلة، للتربص بأبطال الروحانية المعارضين للشرق والغرب، والمؤمنين بمبادئ الإسلام المحمدي– صلى الله عليه وآله وسلم -. ها نحن نشهد بين الفينة والأخرى في العالم الإسلامي انفجار غضب الناهبين الدوليين ضد أحد علماء الدين المخلصين. لأن علماء الإسلام الحقيقيين لم يخضعوا مطلقاً للرأسماليين والخونة وعبدة المال، وحافظوا على هذا الشرف على الدوام. ومن الظلم الفاحش أن يرى البعض بأن علماء الدين الأصيلين، أنصار الإسلام المحمدي الأصيل، يضعون أيديهم في إناء واحد مع الرأسماليين... ان علماء الدين الملتزمين متعطشون لدماء الرأسماليين الطفيليين ولم ولن يتصالحوا معهم... ان نشر الفقاهة والروحانية لم يكن بقوة الحراب، ولا بفعل ثروة عبدة المال والأثرياء، بل أن جدهم ومثابرتهم وإخلاصهم والتزامهم كان وراء إتباع الناس لهم). (صحيفة الامام، الجزء 21، ص 252) ....

وهنا يندد الخميني بالعلماء الذين يخالفون منهجه بأنهم اتباع الإسلام الأمريكي ,, فعند الخميني كل المرجعيات وهيئات الإفتاء والعلماء التي لا تدين له فهي تابعة لما يسميه بالإسلام الامريكي

ثامناً – الغرب والشرق يناهضان الاسلام الاصيل في جبهة متحدة

يقول الخميني : (ان عالم الاستكبار، لا سيما الغرب، قد ادرك اليوم تنامي خطر الاسلام المحمدي– صلى الله عليه وآله وسلم – على مصالحه غير المشروعة... إن الغرب والشرق يدركان اليوم جيداً بأن القوة الوحيدة التي بإمكانها ان تتصدى لهما وتخرجهما من الساحة هي الاسلام. وقد تلقى هؤلاء خلال السنوات العشر الماضية من عمر الثورة الإسلامية الإيرانية، ضربات قاسية من الإسلام، وقد عقدوا العزم للقضاء على الإسلام بأية وسيلة ممكنة، في ايران موطن الإسلام المحمدي الأصيل، فأن تيسر لهم فبالقوة العسكرية، وإلا فمن خلال نشر ثقافتهم المبتذلة وجعل الشعب غريباً عن الإسلام وعن ثقافته القومية. وإذا ما عجزوا عن ذلك، فمن الممكن أن تحقق لهم أهدافهم المشؤومة الأيادي المأجورة من المنافقين والليبراليين وعديمي الدين، الذين يعتبرون بالنسبة لهم قتلة محترفين في تصفية علماء الدين والأبرياء والتسلل الى مؤسسات الدولة ودوائرها. وقد أعلن هؤلاء المتسللون مراراً بأنهم يستدلون على ادعاءاتهم بما ينطق به السُّذَّج) .(صحيفة الامام، الجزء 21، ص 296 – 297)

وهنا يكشف الخميني حقيقة أن موطن الإسلام المحمدي الأصيل هو إيران ,, ومعنى ذلك أن باقي بقاع الإسلام هي مخالفة للإسلام ,, وهي بالفعل كذلك لكنها مخالفة للإسلام الذي يدعيه الخميني وليس للإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وفتح ايران بحد السيف وخلصها من عبادة النار والكفر.

هذه بعض صفات ما يسمى بالإسلام المحمدي الذي دعا له الخميني وهو بصورة مختصرة الدعوة الى التشيع باسم الإسلام المحمدي الأصيل.

جاء ما يسمى بمجلس علماء الرباط المحمدي الذي يقوده المدعو عبد القادر الالوسي ورفع نفس الشعار ونفس البنود بغطاء سني تحت دعوى محبة أهل البيت والوحدة الإسلامية ,, وهي نفس دعوة الخميني تماماً

واذا عرفنا أن الالوسي لم يشتغل من راسه وإنما هو عنصر مجند من قبل السفارة الإيرانية والمرجعية الشيعية لتطبيق هذا الإسلام المزيف الجديد , فمجلس الرباط المحمدي ماهو الا فصيل من الباسيج الإيراني في ديارنا لنشر دعوة الخميني, عرفنا خطر هذه الدعوة على هويتنا ومحافظاتنا وبلدنا والبلدان العربية والإسلامية ,, فاذا عرفنا هذه الحقيقة اليس من واجب الامة بكليتها من علماء ودعاة وساسة واعلاميين واكاديميين وشباب أن يتصدوا لهذا المشروع الخبيث  الذي يراد له التطبيق اليوم في ديارنا وتصرف له الأموال الطائلة , بكل الإمكانيات كل من موقعه ولكن ضمن خطة مدروسة للجميع وتوزع الأدوار عليهم ) اللهم اني بلغت اللهم فاشهد .

 انتهت السلسلة بعون الله تعالى

#نحو_تصحيح_الوعي

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت