الإثنين, 09 سبتمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 5 أيام
المشرف العام
شريف عبد الحميد

كشف الخفي عن مشروع «مجلس الرباط المحمدي» في الأنبار(7/9)

تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

تكلمنا في الحلقة السابقة عن منهج مجلس الرباط المحمدي وما يدعوا له ,, وبينا أنه صورة جديدة لمشروع ولاية الفقيه الشيعية في طرح جديد لمسألة التقريب بين المذاهب الاسلامية والتي فشلت سابقاً بسبب اكتشاف علماء أهل السنة أن هذه الدعوى ماهي الا دعوى لتقريب أهل السنة للتشيع وليس التقريب بين المذاهب ,, فأخذوا اليوم يطبقونها في العراق من جديد ولكن بصورة معكوسة وهي أن تكون الدعوة موجهة من قبل شخصية سنية يدعمونها بكل الوسائل تقوم بهذا الدور تحت اسم الدعوة الى الرجوع الى الاسلام المحمدي الاصيل والوحدة بين المذاهب الاسلامية .

وقد ظهرت عدة دعوات للتقريب في القرن الماضي وكان ابرزها دعوة التقريب في مصر في الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم

ولابد لنا أن نتكلم بشيء مفيد عن هذه الدار,, ,, ولماذا فشلت هذه الدعوى للتقارب ؟ وكلام بعض من عاصرها وشارك فيها من علماء أهل السنة ,, واوجه التشابه بين تلك الدعوة وبين دعوة جماعة مجلس الرباط المحمدي ليتبين لمجلس الرباط المحمدي وباقي أهل السنة حقيقة هذه المشاريع التي لاتسمن ولا تغني من جوع الا في ضياع الهوية السنية بين دعوات التشيع .

وسنأخد ملخص ماكتب عنها من كتاب مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة للدكتور ناصر القفاري , واصل الكتاب هي مادة علمية لنيل شهادة الماجستير , وكذلك من كتاب الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثني عشرية للشيخ محب الدين الخطيب

"محاولة" جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية في مصر.

هذه المحاولة دعا إليها شيخ رافضي من قم "بإيران" ويدعى محمد تقي القمي في عام 1364 هـ تقريباً ( إذاً أصل المحاولة هي من الشيعة ) واستجابت لدعوته ثلة من علماء مصر، ومن زيدية اليمن، وقد اتخذ لها مقراً في القاهرة باسم «دار التقريب بين المذاهب الإسلامية»

ولكن هل كانت هذه الدعوة عفوية من أجل التقريب أم هي بتوجيه من أعلى دوائر القرار الشيعية ؟

قد اعترف أحد شيوخ الروافض وهو أحمد مغنية: بأن إنشاء دار التقريب كان عن سابق اتفاق من شيوخ الشيعة وقال: (ليس له - أي القمي - ولا لغيره من الناس أن يقوم بمثل هذا العمل من وراء المراجع ومن غير موافقتهم) كتابه «الخميني أقواله وأفعاله» : ص 27.

والغريب - فيما يبدو - أن هذا الأمر غير واضح عند بعض أعضاء الجماعة حتى خفي عليهم الجهة التي تمول "دار التقريب"، حتى قال أحد كبار أعضائها - بعد مضي أربع سنوات على إنشاء الدار ـ وهو الشيخ عبد اللطيف محمد السبكي عضو جماعة كبار العلماء : (ورابني ويجب أن يرتاب معي كل عضو بريء أنها تنفق عن سخاء دون أن نعرف لها مورداً من المال، ودون أن يطلب منا دفع اشتراكات تنفق على دار أنيقة بالزمالك في القاهرة فيها أثاث فاخر، وفيها أدوات قيمة، وتنفق على مجلتها فتكافئ القائمين عليها، وتكافئ الكاتبين فيها وتتأنق في طبع أعدادها، وتغليف ما يطبع، إلى غير ذلك مما يحتاج إلى مورد فياض.. فمن أين ذلك؟؟!! وعلى حساب من يا ترى؟!! )  «مجلة الأزهر» : (جـ24/286)

وهذا الذي يحصل بالضبط مع مجلس الرباط المحمدي حيث إغداق الاموال لهم من قبل الحكومة والمرجعية وسفارة ايران اضافة الى التمكين الديني والامني في المناطق السنية والعلاقات الواسعة مع دوائر القرار في بغداد ومع المليشيات الشيعية .. كل ذلك هو بثمن وليس عبثا .

وبعد رحيل القمي وتوقف نشاط دار التقريب – قاموا بإرسال رسول آخر يدعى "طالب الرفاعي الحسيني" ( عراقي ) ويلقب نفسه بـ"إمام الشيعة في جمهورية مصر العربية" إلى مصر، ولم يرفع هذا الرفاعي شعار التقريب الذي أثار ثائرة بعض علماء السنّة، بل حاول الدخول إلى قلوب المصريين بمدخل يتقن الروافض اللعب فيه وهو مدخل "آل البيت"، فأنشأ داراً أسماها "دار أهل البيت" تقوم هذه الدار بنشر كتب الروافض، وإحياء مواسم الرافضة والتبشير بـ"الرفض" بأساليب مختلفة بين أهالي مصر.

وقد أنشأت هذه الجمعية مركزاً لها بمدينة القاهرة - بالمعادي - واستخدمت أساليب متنوعة لنشر عقيدة الروافض بين أهل السنّة، فاهتمت بتلقين النشء الصغير هذا الاعتقاد، ولذلك أنشأت فصولاً للتقوية في بعض المواد للمرحلتين الإعدادية والثانوية، وهي تستخدم ذلك وسيلة لتحقيق غرضها في تربية النشء على عقيدة  "الرفض"، كما استعملت وسائل أُخرى للدخول إلى قلوب الناس والتأثير فيهم فأنشأت مستوصفاً، وقامت بإعطاء مساعدات مادية وعينية، واحتفلت بمناسبات الروافض الدينية، وأقامت ندوات تتحدث عن آل البيت ومحنهم، كما أصدرت نشرات دورية وغير دورية، ويلاحظ في هذه النشرات غلوّاً في آل البيت ففيها أن آل البيت هم السبب الوحيد للنجاة، وهم أفضل الخلق بما فيهم النبيين إلخ. وهذه الجمعية قد أخذت تصريحاً من وزارة الشؤون الاجتماعية المصرية لمزاولة عملها في شهر أغسطس 1973م. انظر: «جمعية أهل البيت» ، النشرة غير الدورية رقم (1) محرم 1395 هـ، ورقم (2) رجب 1395، ورقم (3) محرم 1396هـ.

أما لون هذا التقريب ومعناه:

فقد رفعت شعاراً ومفهوماً للتقريب ونفذت شيئاً آخر.

تقول مقدمة كتاب دعوة التقريب: (ليس من غايتنا أن يترك السنّي مذهبه، أو الشيعي مذهبه، وإنما نريد أن يتحد الجميع حول الأصول المتفق عليها، ويعذر بعضهم بعضاً فيما وراء ذلك، مما ليس شرطاً من شروط الإيمان ولا ركناً من أركان الإسلام، ولا إنكاراً لما هو معلوم من الدين بالضرورة) («دعوة التقريب» : ص7 (المقدمة لمحمد المدني) وانظر: الشيرازي: «الوحدة الإسلامية» : ص 7، محمد عبد الله المحامي: «معالم التقريب» رقم (1) ص 3.  ) .

هذا الشعار هو الذي رفعته دعوة التقريب، ولكنها نفذت شيئاً آخر سوى ذلك.

فها هي  مجلة التقريب تنشر بحثاً طويلاً بعنوان "منهاج عملي للتقريب" لأحد كبار روافض إيران وهو المدعو  محمد صالح الحائري يطالب فيه أهل السنّة بأن يرجعوا في دينهم إلى مصادر الشيعة الثمانية، وبأن ينصب كرسي لتدريس فقه الروافض في مصر وآخر لتدريس عقائدهم، وأن يعترفوا ويؤمنوا بمسألة الإمامة عنده )

هذه هي حقيقة ما يريده الشيعة من دعوات التقريب وهو نفس ما يحاولون عليه اليوم في العراق في المناطق السنية ..

ولم يقتصر الأمر على مجرد الدعوة، بل قام الروافض بتزيين آرائهم للشيخ شلتوت  رحمه الله شيخ الأزهر في هذا الموضوع، فلبى رغبتهم ونفذ بعض مطالبهم، فتولى بنفسه محاولة تنفيذ هذه المهمة في إبّان مشيخته للأزهر فوضع مشروعاً يجعل للروافض - كما تقول مجلة رسالة الإسلام - نصيباً مقسوماً في الفقه وأصوله وتاريخه وفي مصطلح الحديث ورجاله وفي دراسة الكتب الأمهات وأصحابها الثقات في الأزهر. ولكن وقوف بعض شيوخ الأزهر حال دون تنفيذ المشروع  .

وبعد ذلك يخرج تقي القمي عن تقيته ويكشف عن هدفه وغرضه ويزيل الستار عن مهمة الدار الخفية، فيدعو المسلمين صراحة دون تورية أو تقية إلى الأخذ بعقيدة الشيعة وآرائها، فيقول ـ بعد أن يزعم أن أهل السنّة في مصر أخذوا ببعض آراء الشيعة الفقهية ـ فيقول: (فماذا عليهم لو استقبلوا ما وراء الفقه، كما استقبلوا الفقه وما الفرق بين الفروع العملية والفروع العلمية؟)  . هكذا الاستدراج بالتدريج.

ثم قامت الدار بالدعاية للتشيع عن طريق نشر الكتاب الشيعي وترويجه بين أهل السنّة وراحت تستكتب بعض ذوي الأطماع المادية، والنفوس الضعيفة لوضع مقدمات لكتب الشيعة التي أزمعوا نشرها بين أهل السنّة  ، فنشروا عدة كتب من كتب الروافض . ( للاستزادة من الموضوع راجع كتاب مسألة التقريب للدكتور ناصر القفاري )

ثم استطاع الروافض في ظل دعوة التقريب أن يخدعوا شلتوت شيخ الأزهر بالقول بأن مذهب الشيعة لا يفترق عن مذهب أهل السنة، ويطلبوا منه أن يصدر فتوى في شأن جواز التعبد بالمذهب الجعفري. فاستجاب لهم وأصدر فتواه  في سنة 1368هـ بجواز التعبد بالمذهب الجعفري  .

فطار الروافض بهذا فرحاً، واعتبروا هذه الفتوى هي القطف الشهي والثمرة الكبرى.. لدعوة التقريب، لأنها تعطيهم - كما يتصورون - "الشرعية" في التبشير بالرفض في ديار السنة.

كل هذه "الأهداف" تنفذ باسم التقريب بين المسلمين، فصار مفهوم التقريب في قانون الجماعة الحقيقي هو نشر التشيع والرفض في ديار السنة. فلهذا خابت آمال المخلصين المشتركين بهذه الجماعة بصمت ومنهم من أعلن عن ذلك. راجع كتاب مسألة التقريب

بعد هذا التوضيح المختصر لغايات هذه الدعوة وبيان حالها والسبب الحقيقي لها ,, تعالوا معي لنسمع بعضاً من كلام من عاصر أو من اشترك في دار التقريب هذه من علماء أهل السنة :

فهذا الشيخ محب الدين الخطيب

يذكر في مقدمة كتابه الخطوط العريضة التي قام عليها دين الشيعة الامامية الاثني عشرية فيقول : فقد لوحظ أنه أنشأت لدعوة التقريب بينهما دار في مصر ينفق عليها من الميزانية الرسمية لدولة شيعية، وهذه الدولة الشيعية الكريمة آثرتنا بهذه المكرمة فاختصتنا بهذا السخاء الرسمي، وضنت بمثله على نفسها وعلى أبناء مذهبها، فلم تسخ مثل هذا السخاء لإنشاء دار تقريب في طهران أو قم أو النجف أو جبل عامل أو غيرها من مراكز الدعاية والنشر للمذهب الشيعي. وأن مراكز النشر هذه للدعاية الشيعية صدر عنها في السنين الاخيرة من الكتب التي تهدم فكرة التفاهم والتقريب ما تقشعر منه الابدان , ومن ذلك كتاب اسمه ( الزهراء ) في ثلاثة اجزاء نشره علماء النجف وقالوا فيه عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنه كان مبتلى بداء لا يشفيه الا ماء الرجال, وقد رأى ذلك الاستاذ البشير الابراهيمي شيخ علماء الجزائر عند زيارته الاولى للعراق .

فالروح النجسة التي يصدر عنها هذا الفجور المذهبي هي أحوج الى دعوة التقريب من حاجتنا نحن أهل السنة الى مثل ذلك ,

واذا كان الافتراق الاساسي بيننا وبينهم قائما على دعواهم أنهم اكثر منا ولاء لأهل البيت وعلى دعواهم انهم يبطنون بل يظهرون الحقد والضغينة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قام الاسلام على اكتافهم الى درجة ان يقولوا مثل هذا الكلام القذر على امير المؤمنين عمر بن الخطاب , فقد كان الانصاف يقتضي أن يبدأوا  هم بتخفيف إحنتهم وضغينتهم على أئمة الاسلام الاولين وأن يشكروا لأهل السنة موقفهم النبيل من ال البيت وعدم تقصيرهم بشيء من واجبات الاجلال والتكريم لهم

الا ان يكون تقصيرنا نحو ال البيت في اننا لن نتخذهم الهة نعبدهم مع الله كما هو المشاهد في مشاهدهم القائمة في الناحية الاخرى التي يراد التقريب بيننا وبينها .

ان التجاوب لابد منه بين الطرفين المراد التقريب بينهما ولا يكون التجاوب الا اذا التقى السالب بالموجب ولم يقتصر نشاط الدعوة اليه والعمل على تحقيقه على جهة واحدة دون الاخرى كما هو حاصل الان

وما يقال عن انفراد التقريب بدار واحدة في عاصمة اهل السنة وهي مصر دون عواصم المذهب الشيعي ومراكز النشر النشيطة جدا للدعاية له والبغي على غيره يقال كذلك عن ادخال مادة هذا التقريب في مناهج الدراسة الازهرية قبل ان يكون لذلك مقابل ومماثل في معاهد التدريس الشيعية اما اذا اقتصر الامر كما هو واقع الان على طرف واحد من الطرفين او الاطراف ذات العلاقة فانه لا يرجى له النجاح هذا اذا لم يترتب عليه رد فعل غير حميد ,, ومن اتفه وسائل التعارف ان يبدأ منها بالفروع قبل الاصول .

وهذه تجربة الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله وهي شهادة مهمة جداً

هو من دعاة التقارب والمهتمين بمسألة التقريب، وقد بذل عدة مساعٍ مع بعض علماء الشيعة لتحقيق هذا الأمر، وسعى لعقد مؤتمر إسلامي لدراسة السبل الكفيلة لإرساء دعائم الألفة والمودة والتقارب بين الفريقين. وبدأ تطبيق بعض ما يراه من وسائل التقريب بنفسه؛ فأخذ يعرض فقه الشيعة في مؤلفاته ودروسه في كلية الشريعة بجامعة دمشق.

وكان يرى من أكبر العوامل في التقريب أن يزور علماء الفريقين بعضهم بعضاً، وأن تصدر الكتب والمؤلفات التي تدعو إلى التقارب  ، كما يرى عدم إصدار الكتب التي تثير ثائرة أحد الطرفين

وقام مصطفى السباعي بزيارة أحد مراجع الشيعة الكبار - ومن يعتبر عندهم من أكبر دعاة الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب والدعوة إلى توحيد الصف وجمع الكلمة  - وهو شيخهم عبد الحسين شرف الدين الموسوي، فألفاه متحمساً لهذه الفكرة ومؤمناً بها، واتفق معه على عقد مؤتمر إسلامي بين علماء السنّة والشيعة لهذا الغرض، كما قام السباعي بزيارة وجوه الشيعة من سياسيين وتجار وأدباء للغرض نفسه. وخرج من هذه الاتصالات فرحاً جذلاً لحصوله على تلك النتائج

وما كان يخطر ببال السباعي رحمه الله أو يدور بخلده ما تنطوي عليه نفوس القوم من أهداف، وما يرمون إليه من وراء دعوة التقريب من خطط، حتى فوجئ السباعي - كما يقول - بعد فترة بأن هذا الموسوي المتحمس للتقريب قام بإصدار كتاب "في أبي هريرة" مليء بالسباب والشتائم، بل انتهى فيه إلى القول (بأن أبا هريرة (كان منافقاً كافراً وأن الرسول قد أخبر عنه بأنه من أهل النار) . ( اسم الكتاب: شيخ المضيرة أبو هريرة)

ثم يقول السباعي: (لقد عجبت من موقف عبد الحسين في كلامه وفي كتابه معاً، ذلك الموقف الذي لا يدل على رغبة صادقة في التقارب ونسيان الماضي)

ويذكر السباعي أن غاية ما قدم شيوخ الشيعة تجاه فكرة التقريب هي جملة من المجاملة في الندوات والمجالس مع استمرار كثير منهم في سب الصحابة وإساءة الظن بهم، واعتقاد كل ما يروى في كتب أسلافهم من تلك الروايات والأخبار  . ويذكر أنهم وهم ينادون بالتقريب لا يوجد لروح التقريب أثر لدى علماء الشيعة في العراق وإيران، فلا يزال القوم مصرين على ما في كتبهم من ذلك الطعن الجارح والتصوير المكذوب لما كان بين الصحابة من خلاف، كأن المقصود من دعوة التقريب هي تقريب أهل السنّة إلى مذهب الشيعة

ويذكر السباعي: أن كل بحث علمي في تاريخ السنّة أو المذاهب الإسلامية لا يتفق مع وجهة نظر الشيعة يقيم بعض علمائهم النكير على من يبحث في ذلك، ويتسترون وراء التقريب ويتهمون صاحب هذا البحث بأنه متعصب معرقل لجهود المصلحين في التقريب. ولكن كتاباً ككتاب "عبد الحسين شرف الدين" في الطعن بأكبر صحابي موثوق في روايته للأحاديث في نظر أهل السنّة ـ لا يراه أولئك العائبون أو الغاضبون عملاً معرقلاً لجهود الساعين إلى التقريب. ويقول: ولست أحصر المثال بكتاب «أبي هريرة» المذكور، فهنالك كتب تطبع في العراق وفي إيران وفيها من التشنيع على جمهور الصحابة ما لا يحتمل سماعه إنسان ذو وجدان وضمير وتؤجج نيران التفرقة من جديد. هذه تجربة الشيخ السباعي رحمه الله ومحاولته أفلست أمام تعصب شيوخ الشيعة وإصرارهم في عدوانهم على خير جيل وجد في خير القرون (راجع كتاب مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة )

واخيراً فهذا الشيخ يوسف القرضاوي وهو من كبار العلماء

وهو أحد دعاة التقريب بين السنة والشيعة ينقل لنا خلاصة ما رآه من هذا التقريب وبكل وضوح في لقاء تلفزيوني في مؤتمر:

(بعد هذا العمر الطويل لم أجد فائدة من التقريب بين السنة والشيعة سوى تضييع السنة وتكسيب الشيعة، السنة لا يكسبون شيئا وهم يكسبون من ورائنا."

وتابع القرضاوي، "الشيعة يكفرون الصحابة جميعا ويكفرون سيدنا أبي بكر الصديق وسيدنا عمر بن الخطاب، وسيدنا عثمان بن عفان وسيدنا طلحة والزبير والسيدة عائشة والسيدة حفصة"

وتابع بالقول: "الشيعة يعتقدون أن الصحابة أكفر من أبي جهل والنمرود" مضيفا أن شيخ الأزهر الراحل، محمود شلتوت، صاحب الفتوى الشهيرة بجواز التعبد بالمذهب الشيعي كان يهدف بفتواه إلى التقريب بين المذاهب ولكن بالمقابل لم يصدر عن مراجع الشيعة ما يفيد بجواز التعبد بالمذهب السني.

منوها بموقف علماء السعودية قائلا إنهم كانوا أكثر نضجا منه في موقفهم من الشيعة.

وختاماً إسمعوا الى نصيحة الدكتور ناصر القفاري مؤلف كتاب ( مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة ) حيث يقول : وإنني أوجه نصيحة مخلصة إلى كل دعاة التقريب من أهل السنّة أن يرجعوا إلى قراءة كتب الحديث عن الروافض "الثمانية" ليعلموا إلى أين يذهبون بأمتهم ودينهم باسم التقريب، وسيعيدون النظر - بلا ريب إن كانوا مخلصين - في موقفهم من مسألة التقريب، مثلهم في ذلك مثل الشيخ موسى جار الله وغيره.

فمع من نتحد - معشر أهل السنّة؟

مع من يطعن في قرآننا، ويفسره على غير تأويله ويحرف الكلم عن مواضعه، ويزعم تنزيل كتب إلهية على الأئمة.. ويكفّر الصديق والفاروق وأم المؤمنين وأحب نسائه إليه عائشة رضي الله عنها وطلحة والزبير وغيرهم من أجلة الصحابة رضوان الله عليهم، ويرى الشرك توحيداً، والإمامة نبوة، والأئمة رسلاً أو آلهة، ويخادع المسلمين باسم التقية..؟

وأقول فيا جماعة مجلس الرباط المحمدي هذا كلام من سبقكم بين أيديكم إن كنتم مخلصين فأنتم تضيعون دينكم وأوقاتكم مع هؤلاء وإن كنتم غير ذلك فالأمر لا يعنيكم ولكم منا الحرب بالقلم وفضح مشروعكم

والله الموفق

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت